قال عضو مجلس السياسة الخارجية في وزارة الخارجية الأمريكية هال براندز إن العمليات اليمنية التي أغلقت البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية كانت هي المفاجأة الأكبر في الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية والأكثر شؤما بالنسبة للنظام العالمي.
متابعة خاصة-الخبر اليمني:
وقال براندز في مقال على وكالة بلومبيرج بعنوان أمريكا (تخسر معركة البحر الأحمر)، إن من وصفهم بـ”الحوثيين” والذين لم يسمع أغلب الأمريكيين من قبل، شكلوا ، أخطر تحد لحرية البحار منذ عقود من الزمان ــ ويمكن القول أنهم هزموا قوة عظمى منهكة على طول الطريق.
وأوضح براندز أن العمليات اليمنية خفضت حركة المرور في البحر الأحمر بأكثر من النصف، وتسببت بإفلاس ميناء إيلات، وبعد مرور ما يقرب من العام ما يزال اليمن أقل ردعا من كونه أكثر جرأة.
وأضاف براندز” تجمع هذه الملحمة بين الديناميكيات القديمة والجديدة. لقد كان باب المندب منذ فترة طويلة بؤرة للصراع. وتحيط بهذا المضيق حالة من عدم الاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي. وقد أدى هذا الوضع إلى نشوب صراعات وتدخلات أجنبية لعقود من الزمن ، لكن حملة الحوثيين تكشف أيضًا عن مشاكل عالمية أحدث.
ونوه براندز إلى النموذج الذي شكله اليمن في تغيير وسائل وأساليب الحرب قائلا، :إن أزمة البحر الأحمر لا تزال تظهر كيف يمكن للجهات الفاعلة الصغيرة في الظاهر أن تستخدم قدرات رخيصة نسبيا لتوسيع نطاق نفوذها التدميري”.
وبين براندز أن ما يحدث في البحر الأحمر يعكس التعب الكامن الذي يعاني منه الجيش الأميركي الذي يفتقر إلى ما يكفي من الصواريخ المجنحة والقنابل الموجهة بالليزر والطائرات الهجومية والسفن الحربية لمواصلة الحملة بشكل أكثر عدوانية دون المساس باستعداده للصراعات في أماكن أخرى.
وزعم الكاتب أن الحوثيين قلبوا “حرية البحار رأساً على عقب في منطقة بالغة الأهمية ودفعوا ثمناً متواضعاً للغاية”، غير أن الكاتب يجانب الصواب هنا بإغفاله التنكر لجميع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان فيما يتعلق باستمرار الإبادة الجماعية في غزة بدعم غربي دون حساب.
وعن مستقبل المعركة في العام 2025م إذا لم يتوقف العدوان على غزة، قال الكاتب إنه “مهما كان من سيتولى الرئاسة في عام 2025 فسوف يضطر إلى مواجهة حقيقة مفادها أن أميركا تخسر الصراع على البحر الأحمر، مع كل العواقب العالمية الخبيثة التي قد تترتب على ذلك.”
*براندز زميل بارز في معهد أميركان إنتربرايز، والمؤلف المشارك لكتاب “منطقة الخطر: الصراع القادم مع الصين”، وعضو مجلس السياسة الخارجية بوزارة الخارجية. وهو مستشار بارز لشركة ماكرو أدفايزوري بارتنرز.
لا يعكس هذا العمود بالضرورة رأي هيئة التحرير أو بلومبرج إل بي وأصحابها.