توالت الوفود الغربية والعربية والإسلامية، الاثنين، على العاصمة اللبنانية عقب تصعيد للاحتلال جوا وسط توقعات بتوسع رقعة المواجهة، فما ابعاد التحركات الجديدة؟
خاص – الخبر اليمني:
في اخر الانباء، وصل وفد فرنسي إلى لبنان بقيادة رئيس الوزراء السابق جان لودريان وسط ترقب وصول وفود من تركيا وقطر ..
ومع أن الوفود الجديدة تعد امتدادا لجولات دبلوماسية مستمرة منذ دخول حزب الله على خط اسناد المقاومة بغزة الا ان توقيتها يشير إلى محاولات إقليمية ودولية لإخراج الاحتلال من ورطته في هذا البلد.
في أكتوبر الماضي ومع انطلاق طوفان الأقصى واتساع رقعته إلى لبنان حاولت الولايات المتحدة واطراف غربية وعربية أخرى لإبرام اتفاق بين الاحتلال ولبنان يهدف من خلاله عزل غزة وتفكيك جبهات المحور المساندة لها.. كانت الخطة المطروحة من قبل المبعوث الأمريكي ان تنسحب المقاومة اللبنانية بعمق 20-40 كيلومتر خلف نهر الليطاني واستبدال عناصرها بالجيش اللبناني مقابل ابرام اتفاق سلام دائم بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي وظلت اطراف غربية أخرى تضغط بالتهديد بالحرب والاغتيالات ..
ولأشهر فشلت السعاة الغربيين في تمرير اجندة الاحتلال من تحت الطاولة ما اضطرهم لتفعيل ورقة التصعيد من قبل الاحتلال بدء بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت العاصمة بيروت وطالت الالاف البيجرات وأجهزة الاتصالات اللاسلكية وصولا إلى الاغتيالات الأخيرة وتكشيف الغارات الجوية على القرى الحدودية وصولا إلى الساحل اللبناني.
كان التصعيد الجوي اخر أوراق الاحتلال ولا يستبعد ان يفعل المواجهات البرية ضمن استراتيجية “حافة الهاوية” التي يحاول من خلالها الضغط بأكبر قدر ممكن على المقاومة اللبنانية للانصياع لوثيقة الاستسلام الامريكية..
هذه التحركات المتزامنة مع استنفاد الاحتلال لأخر أوراقه الاستخباراتية والعسكرية وحتى الدبلوماسية تشير إلى أن الاحتلال ومن خلفه أمريكا والغرب عالقون في لبنان وعاجزون حتى عن تغيير الواقع الذي تفرضه المقاومة على الأرض وسط مخاوف من غضبها وردها الذي قد يضع الاحتلال في وضع لا يحسد عليها في ظل تعثره بغزة حيث تواصل المقاومة هناك القتال لنحو عام وهي سابقة في تاريخ الاحتلال الذي لم يعتاد على معركة استنزاف بهذا الحجم.