فجأة وبدون سابق انذار، أعلنت أمريكا تصنيف قيادي بارز في حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، على لائحة العقوبات وربطها بدعمه للمقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس ، فما ابعاد الخطوة في هذا التوقيت ؟
خاص – الخبر اليمني:
فعليا، وباعتراف قادة المقاومة الفلسطينية فإن لا شيء يدخل غزة منذ سنوات الا عبر الاحتلال الإسرائيلي بما في ذلك الدعم القطري الذي يتم نقله بعد اخضاعه للفحص أمريكا إلى البنوك الإسرائيلية قبل إعادة تقنينه على غزة .. كان هذا قبل طوفان الأقصى، اما بعد فقد ضرب الاحتلال طوقا يمنع منعه حتى تجاوز الطير لحدود غزة دون ذنه، فلماذا اذا صنفت أمريكا حميد الأحمر على لائحة العقوبات مع انه لم يسجل حتى موقف ولو إعلاميا سوى بعد ساعات على صدور قرار العقوبات الامريكية بساعات حيث اكتفى بنشر صورة لطوفان الأقصى على صفحته عليها شعار 7؟
على مدى اشهر طوفان الأقصى الماضية ظل الأحمر صامتا تماما عن ما يجري وحتى لم يشارك هذا العام بمؤتمر الأقصى الذي تنظمه الجماعات الإسلامية في تركيا، وفي اخر تغريدة ابداء سخرية من استشهاد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والحسنة الوحيدة التي كان يسوقها بشان فلسطين عندما كان حزبه يدير اليمن عبر الجمعيات الخيرية يبتز شعبها بالقضية الفلسطينية ودعم القدس التي جنة منها ملايين الدولارات وتبين لاحقا انه تم استثمارها في تركيا ودولا أخرى.
لا شيء قدمه الأحمر ولا حزبه للقضية الفلسطينية وحتى لم يشارك الحزب او يدعو لتظاهرة واحدة في مناطق سيطرته جنوب وشرق اليمن رغم الخروج المليوني الذي شهدته مناطق سيطرة حركة انصار الله شمال البلاد.
كل الهدف الأمريكي ليس استهداف ثروة الأحمر الموزعة على دول عدة بل لإبراز دور حزبه بدعم القضية الفلسطينية لهدف واحد فقط هو تفكيك الالتفاف اليمني حول حركة انصار الله او من وصفها متحدث القسام ذات يوما بـ”اخوان الصدق” ومحاولة سحب القضية الفلسطينية من الحركة وتسليمها للحزب او على الأقل إيجاد انقسام يمني وتحويلها إلى صراعات سياسية داخلية.
تريد واشنطن ان يتصدر حزب الإصلاح ملف القضية الفلسطينية في اليمن تحديدا ليس لأن الحزب مهتم بفلسطين وقضيتها فحتى قياداته لم تعلق على طوفان الأقصى، بل لأن الهدف إبقاء ملف القضية تحت إدارة الحزب الذي عرف بتماهيه مع الاجندة الامريكية سواء في فلسطين او في غيرها من البلدان العربية خشية ان يتحول الطوفان البشري الذي يخرج في المدن اليمنية نهاية كل أسبوع إلى قنبلة مؤقتة ضد الاحتلال وحلفائه لا سيما مع تلويح قائد انصار الله عبدالملك الحوثي بترتيبات لإعلان الجهاد .