بعد اكثر من عام على قياداته المعركة ضد اقوى الجيوش عالميا ، واحدث التقنيات والأسلحة الامريكية والغربية والإسرائيلية مجتمعة ، استشهد يحي السينوار، القائد الميداني لكتائب القسام ، احدى اهم فصائل المقاومة في غزة ، فماذا بعد ؟
خاص – الخبر اليمني:
لم يكن المشهد الذي نشره الاحتلال الإسرائيلي للحظات الأخيرة للسينوار صادما، فهذا الرجل الذي قاوم، وفق المقاطع المتداولة لجيش الاحتلال، حتى النفس الأخير وعندما نفذت ذخيرته استعان بالعصا، لم يكن ليستسلم ابدا.
كانت هذه المشاهد جزء من شخصية السينوار الحديدية ، فالرجل الذي قصى اكثر من 22 عاما في سجون الاحتلال لا يبدو بانه يبحث عن خيار اخر غير الشهادة وقد كتب وصيته قبل مغادرته إلى الخطوط الامامية لخوض المعركة الأخيرة.
فعليا تشكل شخصية السينوار ملامح قوة المقاومة الفلسطينية التي تشكلت عقب خروجه من السجن في العام 2011 بعد ان حكم الاحتلال عليه بالسجن مدى الحياة لـ4 مرات إضافة على 25 عاما بالسجن.. كان اطلاق سراحه ضمن الصفقة التي شملت اكثر من 1000 فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط انطلاقة جديدة في تركيبة المقاومة التي ضحى بجزء من حياته يدفع ثمنا له لقيامه بتشكيل جهاز امني للمقاومة خاص بملاحقة عملاء الاحتلال وتمكن من الإيقاع بت4 منهم.
على مدى السنوات التي أعقبت اطلاق سراحه عاود السينوار نشاطه السياسي والعسكري بقوة ، بدء باستعادة منصبه كقيادي في حماس وصولا إلى تبوء مناصب كبيرة منها التنسيق بين كتائب القسام الجتاح العسكري لحماس والمكتب السياسي ، قبل أن يصبح رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة ومن ثم للحركة ككل عقب استشهاد إسماعيل هنيئة هذا العام.
كانت فلسطين المدرسة الوحيدة للسينوار ، فهو من مواليد 1962 في خانيونس ، وسط غزة، ومن اسرة نزحت من عسقلان ، ويعرف بفطنته السياسية وحنكته العسكرية ..لهذا الأسد الذي اغرق الاحتلال بطوفان الأقصى قبل نحو عام محطات عدة ابرزها اعتقاله في العام 1989 على خلفية اعدام 4 جواسيس صهاينة ومحاكمته عسكريا، والروايات التي سردها ضباط الاحتلال خلال تعاملهم معه في السجن ووعده بطوفان ضد الاحتلال قبل وقوعه بعقود.
اما على الجانب الثقافي فقد تشكيل شخصيته وفق هوية المقاومة انطلاقا من دراسته الثانوية ومن ثم التحاقه بالجامعة الإسلامية بغزة وتبوء عضو مجلس ادارتها.
اليوم وبعد اعلان استشهاده رسميا، يكون السينوار قد اصبح ايقونة الطوفان وابرز الشخصيات التي اقلقت الاحتلال واقضت مضاجعه، ورغم ما يشكله من عمود في هيكل المقاومة الفلسطينية عسكريا وسياسيا الا ان تأثير استشهاده على المقاومة في غزة يبدو محدودا ، وقد واصلت عملياتها بضراوة في مقارعة الاحتلال خلال الساعات الأخيرة في حين اكدت سياسيا على تمسكها بشروط فرضها قبل استشهاد وهو وقف العدوان والانسحاب من غزة وتبادل الاسرى.