المزيد من التخبط الأمريكي – السعودي في اليمن . فبعد ان كانت اعلى اعتاب تفجير معركة جديدة تحولتا بصورة مفاجئة إلى حمائم سلام تقرع السلام من أوسع ابوابه ، فما الذي غير الاستراتيجية في اليمن؟
خاص – الخبر اليمني:
حتى قبل يومين واحد، كان الجميع في واشنطن والرياض تتحدث عن الهجوم على الحديدة. كانت وسائل اعلام السعودية بما فيها قنوات الحدث والعربية تحاولان رسم المشهد التالي في المدينة الواقعة عند الساحل الغربي لليمن بعد ما تصفه بالإنزال الأمريكي وكان أمريكا التي تشن منذ يناير حرب ضروس في اليمن عجزت فيها عن حماية حتى سفنها وبوارجها مستعدة نفسيا وعسكريا لمعركة تبدو ملامحها اكبر بكثير من إعصار فيتنام..
وحتى أمريكا ذاتها التي تتحرك على اكثر من جبهة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا كان تتحدث عن المعركة وكأنها استكملت ترتيبات اجتياح المدينة مع أن جميع بوارجها تبعد الالاف الاميال عن سواحل اليمن.
كل هذه الحملات والحرب النفسية تلاشت خلال الساعات الأخيرة، مع قرع السعودية وساطة عمانية جديد لتحريك الجمود في مفاوضات السلام وتحديدا الملف الاقتصادي، وعرض أمريكا صفقة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية. كانت هذه تبدو بمثابة جس نبض لليمن، لكن وقد ردت الأخيرة بمناورات برية وبحرية جبلية وصحراوية اكدت فيها دخول قدرات جديدة وأبدت فيها استعداد تاما للمواجهة على اي مسارح العمليات وضع كلا من الرياض وواشنطن في مأزق جديد ودفعهما لتلافي غضب اليمن من اي استراتيجية لحافة الهاوية او سوء فهم للحسابات.
قد تكون التحركات الامريكية والسعودية الأخيرة عسكريا ضمن مناورات لا اكثر وقد تكون أيضا ضمن محاولات لإعادة تصويب المعركة، لكن ما اظهرته القوات اليمنية في اخر مناوراتها يشير إلى ادراك تلك القوى بأن ما ينتظرهم اكبر بكثير من توقعاتهم، ودفعهم مجددا للاعتراف بان السلام الطريق المختصر للخروج من الوضع المتأزم.