منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة في نوفمبر الماضي، وقرار الولايات المتحدة الدخول على خط المواجهة المباشرة مع اليمن في يناير الماضي، ظلت العمليات اليمنية الكبرى بما فيها استهداف البوارج وحاملات الطائرات على البحر الأحمر ، لكن الان اصبح مسرح العمليات للأحداث الكبرى بعيدا جدا ويتمتع بمناورة أمريكية كبيرة مما شكل اختبار حقيقي وكبير للقدرات اليمنية.
خاص – الخبر اليمني:
على مدى التسعة الأشهر الماضية من عمر المواجهات الامريكية في البحر الأحمر، ظلت أسماء بوارج أمريكية عدة تتداول بعد استهدافها وقرار أمريكا سحبها وابرز تلك البوارج حاملة الطائرات “ايزنهاور” إضافة إلى المدمرات كارني وميسون ناهيك عن لابون وجرافلي..
هذه البوارج تم نشرها في البحر الأحمر منذ اللحظة الأولى لقرار أمريكا انشاء ما يعرف بحارس الازدهار الهادف لحماية الاحتلال الإسرائيلي في وجه الحصار اليمني، لكن ما كان يميز هذه البوارج انها كانت تتمركز في نقاط محددة بالبحر الأحمر ضمن قناعة أمريكية بعدم قدرة اي طرف استهدافها .. عقب تصاعد الهجمات اليمنية والحاقها اضرار بتلك البوارج قررت أمريكا سحب جميع بوارجها وإرساء أخرى في اقصى اطراف البحر الأحمر في مهمات دفاعية لمنع استهداف البر المحتل في فلسطين ليتم تصنيف البحر الأحمر بممراته الرابطة بخليج عدن منطقة شديدة المخاطر بالنسبة للبوارج الامريكية وحلفائها المنخرطين بالعدوان وعلى راسهم بريطانيا واكتفت أمريكا بمحاولات ضئيلة لمرافقة سفن خلال عبورها باب المندب قبل ان تتخلى عن المهمة نهائيا مع تصاعد العمليات كما ونوعا حتى باتت القوات اليمنية تقضي أيام بلياليها بانتظار سفينة أمريكية او مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي.
اليوم يعود مسلسل استهداف البوارج الامريكية إلى صدار المشهد في اليمن ، لكن ليس في البحر الأحمر فقط بل بالبحر العربي الذي يفصل القوات اليمنية عنه جبال وصحاري ووديان تمتد لعمق الالاف الكيلومترات ناهيك عن مئات الاميال البحرية..
كان يفترض بحاملة الطائرات الامريكية ” يو اس لينكولن” التمركز في البحر الأحمر كبديلة لايزنهاور التي تم سحبها من هناك ووفق للإعلان الأمريكي لكن البحرية قررت ابقائها بعيدا عن مديات صواريخ المين ومسيرتها ومنحتها حرية التنقل بين الهادي والهندي وبحر العرب، لكن رغم المناورة هذه سواء على مستوى موقع السفينة الامريكية او تحركاتها بما يصعب عمليات استهدافها الا ان القوات اليمنية تمكنت أخيرا من اللحاق بها وتوجيه ضربات تبدو قوية اذا ما تم تفسير التصريحات الامريكية المتشنجة عجزها عن الرد الذي كان يتم بعد لحظات على اي هجوم.
خلافا للبوارج التي تم استهدافها في البحر الأحمر وعلى راسها ايزنهاور ، تعد عملية استهداف لينكولن من العمليات المعقدة فهي لا تحتاج فقط لجهد استخبارات واستطلاعي كبيرين بل أيضا إلى صواريخ ومسيرات بعيدة المدى وقادرة على المناورة وضرب البارجة المتحركة..