وجهت قوات صنعاء مؤخّراً ضربة استباقية هامةً استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهم لينكولين” ومجموعتها الضاربة في البحرين الأحمر والعربي وجاءت لتجهض عدواناً واسعاً كان الأمريكي يخطط لشنّه ضد أبناء الشعب اليمني.
صلاح الدين بن علي-الخبر اليمني:
ففي واحدة من أكبر العمليات اليمنية المساندة لغزة منذ دخول معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس” أعلنت قوات صنعاء في الثاني عشر من نوفمبر الجاري عن تنفيذ عمليتَينِ نوعيتَينِ في البحرَينِ الأحمر والعربي، تمثلت الأولى في استهداف حاملة الطائرات الأمريكية إبراهام لينكولن في البحرِ العربيّ بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيَّرةِ محققةً أهدافها بنجاح.
أما العملية الثانية فقد استهدفت مدمّـرتين أمريكيتين في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة وهي الأخرى حقّقت أهدافَها بنجاح، وقد جاءت هاتين العمليتين النوعيتين لقوات صنعاء في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني وفي سياق الجهد الهادف لإسناد غزة ولبنان اللذين يتعرضان لحربِ إبادة جماعية متواصلة يشنها العدو الإٍسرائيلي.
والحقيقة أن العمليتين النوعيتين حملت في طياتهما العديد من الرسائل الهامة سواءً على صعيد التوقيت أو موقع الاستهداف ومثّلت سابقة عسكرية هامة في التاريخ العسكري اليمني الحديث ويبدو أن واشنطن فهمت تلك الرسائل جيداً.
فمن حيث التوقيت فقد جاءت عملية استهداف حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن إحدى أبرز القطع البحرية لواشنطن أثناء محاولة العدو الأمريكي تنفيذ عدوان جوي واسع على اليمن فكانت عملية استباقية بامتياز أحبطت هذا المخطط وأثبتت فاعلية الجهد الاستخباراتي اليمني كما فاعلية الصواريخ والمسيرات اليمنية.
بالإضافة إلى ذلك أوصلت العملية اليمنية النوعية رسالة للعدو الأمريكي الذي يعيش فترة انتقالية مفادها أن اليمن لا يأبه بأي رئيس قادم فلا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في العالم سيثني اليمن عن موقفه المناصر لفلسطين وهو ما أكّد عليه قائد أنصار الله في خطابه الأخير.
وجاءت عملية استهداف حاملة الطائرات لينكولن في البحر العربي وليس البحر الأحمر وهو ما يعني أن قوات صنعاء تبسط نفوذاً عسكرياً واسعاً على البحر الأحمر وأن أمريكا اضطرت لعدم المغامرة بإدخال الحاملة إلى هذا الميدان سيما وأن البحر الأحمر كان شاهداً على استهداف اليمنيين المباشر لحاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور وإجبارها على الفرار والمغادرة.
وإلى جوار كلّ هذا أتت العملية لتؤكّد ارتقاءً كبيراً في جهد الاستطلاع اليمني إذ أن عمليةً بهذه الضخامة تحتاج إلى جهد مراقبة ورصد كبيرين كما وتتطلب نوعية خاصة من الصواريخ والطائرات المسيرة لتنفيذها في منطقة نائية بعيدة كلّ البعد عن منطقة إطلاق الصواريخ والمسيرات فالعملية الاستثنائية استهدفت العدو في البحر العربي.