شهد الملف اليمني، السبت، تطورات إيجابية على طريق السلام، فهل اقتربت خطواته ام ان لواشنطن راي اخر؟
خاص – الخبر اليمني:
في السعودية، اعادت الرياض لم شمل القوى الموالية لها جنوب وغرب اليمن باجتماعات مكثفة اخذت في طابعها المصالحة بعد سنوات من القطيعة والمواجهة أحيانا.
كان اخر تلك اللقاءات بين قيادات حزب الإصلاح ، جناح الاخوان المسلمين، وعيدروس الزبيدي ، رئيس المجلس الانتقالي وابرز خصوم الحزب ومن خاض اعنف المعارك ضد الجماعة في عدن وشارك بوتيرة الاغتيالات التي طالت قياداتها بدعم اماراتي ومرتزقة أمريكيين، وقبله اللقاء الذي جمع الزبيدي ذاته بقادة ما يعرف بالبرلمان وعلى راسهم البركاني وسط تقارير عن ترتيبات لعقد جلسة لهم في عدن، المعقل الأبرز للانتقالي.
هذه اللقاءات جاءت بعد حراك دبلوماسي مكثف شهدته الرياض ودار جميعه حول عيدروس الزبيدي ، رئيس الانتقالي، الذي أصبحت غرفته في الفندق محل زيارات يومية لسفراء عرب وأجانب وجميعها، وفق اعلام الانتقالي، حملت ضغوط للقبول بخارطة الأمم المتحدة للسلام في اليمن والتي لا يعرف لا الزبيدي ولا الرئاسي ذاته تفاصيلها وهي مقصورة على صنعاء والرياض اللذان كانا على وشك توقيعها في أكتوبر من العام الماضي واعترضت أمريكا طريقهم.
الأن، ومع عودة عيدروس الزبيدي مساء الجمعة للمشاركة باجتماعات المجلس الرئاسي بعد أيام من القطيعة تبدو العملية اكتملت والجميع قبل بالمسار السعودي، وفق ما يراه مدير إذاعة ابين السابق صالح الحنشي ، والذي يؤكد بان الاجماع على الخارطة الأممية باتت مؤكدا بالنسبة للقوى اليمنية الموالية للتحالف والتي لا تعرف تفاصيلها أصلا ، فالشرط الوحيد للزبيدي، وفق الإعلامي بالانتقالي صلاح بن لغبر، كان ضمانات لمسار القضية الجنوبية ، وهي قد لا تتعدى المطالبة بمناصفة في السلطة والثروة والتي سبق للانتقالي وان حصل عليها مسبقا.
فعليا، لا تملك القوى اليمنية الموالية للتحالف سبيل للاعتراض رغم منحها مساحة صغيرة للمناورة ، لكن كل ما يدور حاليا هو تصفير عداد الخلافات بين تلك القوى تمهيدا لمرحلة جديدة تم تثبيتها على ارض الواقع خلال السنوات التي شهدت تهدئة مع السعودية التي تخشى الأن ان يعيدها ترامب إلى عهده السابق الذي لطالما وصفها فيه بـ”البقرة الحلوب” وباعتبار الحل في اليمن المخرج فغن الرياض لا تمانع السير بالاتفاق الان وقد تجلت امامها معضلات ثقال اذا عادت للتصعيد عسكريا خصوصا مع استهداف حاملة الطائرات الامريكية وفشل الأخيرة بجبروتها وقوة اساطيلها من وقف العمليات اليمنية ، لكن يبقى السؤال حول الدور الأمريكي؟
رغم ان مسار المفاوضات بين اليمن والسعودية يتم بوساطة إقليمية وبعيدا عن الوصاية الامريكية وهو ما كان سببا بتحقيق تقدم فيه، الا ان لدى واشنطن العديد من الأوراق للعب بها ليس في وجه اليمن بل السعودية التي لا تزال تضع حسابات لغضب واشنطن، فهي التي استطاعت في أكتوبر الماضي، كما اكد محمد عبدالسلام ، رئيس الوفد ، إيقاف الاتفاق في لحظاته الأخيرة في أكتوبر الماضي بذريعة وقف العمليات اليمنية ، ولا تزال تناور بأوراق جديدة خصوصا اذا ما تم قراءة مضمون الاتصال الأخير بين وزير الخارجية الأمريكي ونظيره العماني الذي تقود بلاده الوساطة ومنها شروط اطلاق خلايا التجسس.
مع أن ورقة وقف العمليات سقطت حتى لدى الأمريكيين انفسهم الذين اخذوا حتى الان عاما كامل من المواجهة العسكرية والضغوط الدبلوماسية دون جدوى، وبإمكان السعوديين العزف على هذا الجانب لتجنب اي ضغوط أمريكية، الا ان بإمكان الأمريكيين انفسهم المناورة بأوراق أخرى لان الهدف حماية الاحتلال قبل كل شيء.