أخيرا استسلم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان ونكس راسه امام المقاومة وهو عهد قطعه امين عام حزب الله الجديد في خطاباته، لكن رغم المخرج الأمريكي الذي يحاول تصوير انتصاره ، يبدو بان الاحتلال يعد لخطة ما بعد الاتفاق وبدعم امريكي، فما السيناريو المرتقب؟
خاص – الخبر اليمني:
إمكانية عودة العدوان الإسرائيلي على لبنان في ضوء التجربة الأخيرة تبدو شبه مستحيلة، رغم التصريحات الإسرائيلي لوزراء الحكومة العبرية وعلى راسهم سموترتش بان التهدئة لبلوغ مرحلة ما بعد تعيين ترامب وهي المرحلة التي يعول عليها الاحتلال في تغيير الموازين لصالحه .. وبغض النظر عن الاستهلاك الإعلامي هذا في ضوء توجيهات ترامب لنتنياهو بانهاء الحروب قبل تسلمه السلطة ، ناهيك عن الكاريزما الرسمالية لترامب الذي لا يفضل انفاق الكثير من الخزينة الامريكية، ثمة فجوة في اتفاق لبنان قد تمنح الاحتلال عودة على ظهور عملائه في الداخل.
مع أن حزب الله حسم المعركة عسكريا لصالحه، بدليل المعطيات على الأرض، الا ان تركيز الاحتلال ومن خلفه أمريكا استهداف كبار قادة الحزب وتحديد الصف الأول والأوسط عبر تفجيرات البيجرات او بالغارات الجوية، يشير إلى ان أمريكا والاحتلال يعولان على فراغ سياسي او غياب للحزب على طاولة المفاوضات خلال الفترة المقبلة في ظل الملاحقة لقياداته. بمعنى تحاول أمريكا استغلال غياب قادة الحزب عن المشهد في لبنان بإعادة تطويعه لصالح اجندتها سواء عبر انتاج رئيس وحكومة جديدة تدين بالولاء لأمريكا وتنفذ اجندة الاحتلال وهذه خطوة رغم دفع أمريكا بشكل او باخر لها الا انه قد توقد نار حرب أهلية وهو ما يعول عليه الاحتلال وحلفائه.
الأمر الاخر يكمن في حملات التسويق التي يطرحها العملاء حاليا والمتمثلة بصراعات داخل حزب الله ، وهي مؤشر اخر على ان أمريكا والاحتلال تعولان على انقسامات في ظل غياب قائد الحزب وابرز رموزه حسن نصر الله، ورغم ان مثل تلك الخطوة تبدو مستحيلة بالنسبة لحزب منظم عقائديا ولديه تدرج متسلسل ومرونة في اختيار القيادة، الا ان ذلك لا يعني بأن أمريكا والاحتلال لن يدقا على هذه الوتر.
رغم انتصار لبنان عسكريا ، واستعادة حق شعبه بالأمن والسكينة ، الا ان ذلك لا يعني بأن الاحتلال لن يحاول البحث عن منافذ لقلب الطاولة على لبنان راسا وعقب وبالتأكيد لديه العديد من الخطط البديلة لتعويض خسارته العسكرية، وهو ما يستدعي اللبنانيين للتوحد جميعا وإعادة صياغة المشهد ليس وفق معادلة المنتصر بل التركيز على ما يمنع الاحتلال من العودة ولو على ظهور اللبنانيين انفسهم ويجنب البلد الذي عاني لسنوات من السقوط مجددا ، وتلك تتطلب معجزة.