لا رادع للعدوان إلا بالإيلام والتصعيد

اخترنا لك

أبو بيروت:

صعَّد العدو الصهيوأمريكي  من عدوانه المستمر على لبنان باستهداف أحد القادة في حزب الله، وتتالت ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية منددة بذلك.

نفهم محتوى بيانات الدول التي تحكمها الضوابط الدبلوماسية والسياسية، ولكن نستغرب فعلاً مما جاء في بيانات حركات المقاومة المطالبة بالضغط على العدو لوضع حد لاستباحته.

هذه البيانات تناشد المجتمع الدولي، وبالذات الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، للجم الكيان الصهيوني ومطالبته بعدم معاودة العدوان.

ألا يعلم هؤلاء أن المجتمع الدولي وقراراته لا تعبأ بها “إسرائيل” ولم تلتزم إلا بقرار واحد، وهو قرار إنشائها؟ ألا يعلمون أن جل هذا المجتمع الدولي يدعم الكيان ويُبقي على وجوده اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً، بل شاركه كل الحروب التي شنها على الأمة العربية والإسلامية طيلة قرن؟ ألا يعلمون أن أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على الضغط على “إسرائيل”، ولكن أمريكا هي من هندس ونسَّق هذا العدوان، وقد أعطى ترامب أمس الضوء الأخضر لنتنياهو للعمل في لبنان”؟

إذا أردتم أن تشتكوا لجهة ما من أعمال “إسرائيل”، فتوجهوا إلى العادل المنصف، الله سبحانه وتعالى، وإلى أجناده وأنصاره على الأرض، المجاهدين المقتنعين بأن هذا العدو لا يُردع ولايُضغط عليه إلا بالإيلام وبالخصوص في الخسائر البشرية.

كل التبريرات والتحليلات والتنديدات والمناشدات لا تغير شيئاً في معادلة الردع ولا تضمن الأمن والأمان، وأن من يقول بأن العدو تجاوز الخطوط الحمر يجهل طبيعة هذا العدو الذي يعتبر كل عربي حي خطرا استراتيجياً على مشروعه.

أفيقوا من سباتكم يا عرب، حكاماً وشعوباً، فالدور عليكم إذا لم تقفوا إلى جانب المقاومة وتماديتم في اعتبار أن 99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا كما قال المقبور السادات، واعلموا أن مصيركم مصير الهنود الحمر.

وللقوى المقاومة في لبنان التي هي أعلم بظروفها، نقول أن السلاح سيُدمر فعلاً إذا بقي في المخازن، إما بالسياسة أو بالقوة، وأن وقف العدوان والانسحاب من الجنوب وإعادة الأسرى لا يحصل بالتفاوض والتعويل على دبلوماسية الدولة، وإنما بضرب ناطحات السحاب في تل أبيب أو بالعمليات الاستشهادية. وكل الشواهد التاريخية في الصراع العربي – الصهيوني تدلل على أن ضرب العامل البشري في مجتمع العدو هو أساس تدمير مشروعه الاستيطاني الإحلالي.

نعلن تضامننا ومساندتنا غيرالمشروطة للمقاومة اللبنانية وتبنينا للموقف الذي ستتخذه رداً على العدوان الغاشم، ولكن نذكر بما نقوله دائماً ونكرره: “وحدها الحروب تغير التاريخ والجغرافيا”.

 

تونس في 23/11/2025

 

 

أحدث العناوين

Palestinian prisoners: Unending suffering and unimaginable violations

The situation of Palestinian prisoners in Israeli prisons is entering a critical phase, the outlines of which are becoming...

مقالات ذات صلة