الانتقالي يعاود التصعيد شمالاً.. محاولة لحشر خصومه في زاوية “الحوثي” أم تسويق لقياداته كبدائل؟

اخترنا لك

رغم ما تشهده مناطق سيطرتها شرق اليمن، حيث تواجه ضغوطاً سعودية للانسحاب، إلا أن قيادات المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، بدأت، الأربعاء، مساراً جديداً شمالاً، فما أبعاد التحرك؟

خاص – الخبر اليمني:

للمرة الأولى منذ سنوات، عقد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، لقاءًبمحافظ عدن في  البيضاء، المحسوبة أصلاً على الشمال.

وقد كُرِّس اللقاء، وفق وسائل إعلام الانتقالي، لمناقشة مواجهة من وصفهم بـ “الحوثيين” باعتبار ذلك، كما يزعم، حماية للجنوب.

هذه هي المرة الثانية التي يحرّك فيها الانتقالي ملف “الحوثيين”، فقبل ساعات من لقاء الزبيدي كان نائبه أبوزرعة المحرمي يعقد لقاءً مع وزير دفاعه في حكومة عدن محسن الداعري الذي انقلب لصالح الانتقالي، تمحور حول ما وصفها بـ “رفع الجاهزية والتعبئة لمواجهة من يصفهم بـ ‘الحوثيين’.”

هذه اللقاءات تأتي في وقت كان يفترض أن يُلقي الانتقالي كل ملفاته جانباً والتركيز على مكاسب ما بعد سيطرة فصائله على حضرموت والمهرة، وهي استحقاقات كان يدعي لسنوات سعيه لتحقيقها، لكنها تشير إلى أبعاد عدة.

من ناحية، تعكس حجم المخاوف في صفوف الانتقالي من رد صنعاء على تحركاته الأخيرة شرقي اليمن، خصوصاً إذا ما أقدم على خطوة سياسية تتعلق بالانفصال، فصنعاء ترفض التفريط بوحدة اليمن وسيادته، وهي تؤكد في كل تصريح وبيان يتعلق بمستقبل اليمن.

أما من ناحية أخرى، فهي تبدو محاولة لإشغال خصومه داخل السلطة الموالية للتحالف بملفات غير تلك التي يُحيكها جنوباً، فدفعه بوزير الدفاع يشير إلى أنه يحاول البحث عن قنوات رسمية لتفجير الوضع وإبقاء خصومه المتمركزين على خطوط التماس في معارك استنزاف مع صنعاء حتى لا يُفيقوا من صدمة هول ما جرى جنوباً، أضف إلى ذلك محاولته تسويق نفسه كبديل عن القوى اليمنية التي انهارت في حمل ملفات ثقيلة، لاسيما في ضوء حديث الزبيدي ذاته عن ترتيبات لهيكلة الرئاسي وتنصيبه بدلاً من العليمي.

فعلياً لا يستطيع الانتقالي حالياً إطلاق رصاصة واحدة صوب “الحوثيين” شمالاً، وقد أصبح ظهره مكشوفاً مع سحب السعودية لفصائلها، ومعقله الرئيس جاهز لاستقبال الصواريخ والمسيرات مع إنهاء الرياض سحب دفاعاتها، ولن يكون بمقدور قياداته حتى الهروب مع إغلاق الأجواء والبحر في حال فكّر فقط بالتصعيد.

والأهم أنه يعاني صعوبة في ضوء سيطرة فصائله على مساحات واسعة بحجم المهرة وحضرموت وعجزها عن تغطيتها بشكل كامل في ضوء إرساله كل يوم تعزيزات جديدة، لكنه يحاول من خلال تصعيد ملف الشمال تحقيق عدة مكاسب، أهمها إبقاء خصومه، خصوصاً في حزب الإصلاح، أمام معركة تلتهم ما تبقى من نفوذ شمال اليمن وتحديداً مأرب وتلك استراتيجية يحاول فرضها  لاضعاف الشمال  بغية ترسيخ ما يراه دولة في الجنوب والتي لن تتحقق في حال توحد اليمنييون.

 

أحدث العناوين

قبائل يمنية تعلن النفير العام وتوجه تحذيرات للرياض وأبوظبي من التصعيد

شهدت المناطق الشمالية من اليمن موجة استنفار وتعبئة قبلية واسعة، في ظل تصاعد  مؤشرات التحركات خارجية التي قد تدفع...

مقالات ذات صلة