أبو بيروت*:
“نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى”.
فتية فلسطينيون مؤمنون متوكلون على ربهم راكموا تجارب المقاومة الفلسطينية طيلة عقود وخبروا الاحتلال وسجونه وذاقوا ويلات حروبه وخلصوا إلى أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة” فعملوا بقوله تعالى” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” فتدربوا وتحضروا ونظفوا الصفوف من العملاء والخونة وحصنوا الجبهة الداخلية وقرروا مباغتة الصهاينة لعلمهم اليقين بأنهم كما وصفهم الخالق ” لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر” و” لتجدنهم أحرص الناس على حياة ” فأنطلقوا يوم السابع من أكتوبر (2023) المجيد الذي صار تاريخا فاصلا في مستقبل العالم وتغيراته المتلاحقة واندفعت كتائب القسام نحوالسياج الفاصل بين غزة وفلسطين المحتلة (هذا السياج المحصن تحت الارض وفوقها والذي صرفت عليه مبالغ خيالية) وهم يرددون “ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين” وعلى يقين تام بأن الله مع الصابرين لقوله ” كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين” فتفاجأ الصهاينة المغتصبون وفي مقدمتهم فرقة غزة “وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف الرعب في قلوبهم”.
إن طوفان الأقصى العجائبي والاسطوري كان نصرا إلهيا مؤزرا على يد ثلة من المؤمنين المجاهدين والذين أرادوها معركة وجود وحرب تحرير وهذا مافهمه العدو قبل الحليف ولو أن محور المقاومة بادر إلى الهجوم دون الاسناد لكانت كذلك.
استغرب كل المحللين العسكريين من القدرة الفائقة والإعجازية لكتائب القسام وبقية الفصائل في معركة طوفان الأقصى ونسوا قوله تعالى” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم”. صدق الله العظيم.
نعيد ونكرر بأن “وحدها الحروب هي التي تغير التاريخ والجغرافيا”.
*كاتب من تونس