ناصر قنديل

الإجازة الرئاسيّة الأميركيّة حبلى بالمفاجآت

منح الأميركيون بعدما ضمّوا السعودية معهم، فرنسا أمر مهمة لتغطية الإجازة الرئاسية التي تبدأ من أول أيلول وتنتهي أول كانون الأول، والمطلوب من فرنسا خلال هذه الإجازة الرئاسية الأميركية بناء الجسور مع دول وقوى محور المقاومة بعدما فشل الأميركيون...

الانتظار القاتل أول الردّ:غموض التربُّص

– يعرف الأميركيّون و”الإسرائيليون” أن جوهر ما تدور حوله الضغوط على المقاومة يتصل بضمانات تريدها واشنطن لتل أبيب قبل الانسحاب من المنطقة، والضمانات تتصل بمستقبل وجود المقاومة في سورية ومستقبل الحدود البرية والبحرية للبنان مع فلسطين المحتلة قانونياً كإطار لفتح الباب للبحث بمستقبلها الأمني، ويعرفون أن ميدان المواجهة العسكرية هو ميدان تفوق للمقاومة بمثل ما هو الميدان المالي ساحة تفوق أميركيّة، ولذلك فإن الغارة التي شنها جيش الاحتلال قرب مطار دمشق وارتقى بنتيجتها شهيد للمقاومة، بما تمنحه للمقاومة من حق الردّ وفقاً لمعادلة أرساها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل سنة، ولا زالت سارية حتى تاريخ الغارة الأخيرة واستشهاد المقاوم علي محسن، تفتح ميدان التفوق الذي تنتظره المقاومة في هذا السجال المتعدّد الوجوه والأدوات، والممتد لشهور قليلة مقبلة حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية، فلماذا يتوقعون من المقاومة سرعة توظيف الرصيد المتاح لها عبر رد محسوم، بينما بيدها مراكمة فوائد هذا الرصيد قبل صرفه؟ – حال الذعر في كيان الاحتلال، واهتراء الجملة العصبية للكيان كتجمع استيطانيّ، بالتحفز لتلقي صفعة لا يعرف مكانها ولا زمانها ولا نوعها ولا حجمها، هو جزء من الفوائد لرأسمال قابل للصرف بتوقيت المقاومة، والارتباك في صفوف جيش الاحتلال الذي بدأت علائمه بحادث الأمس الذي أودى بحياة جندي سيتفاقم كلما طال الانتظار وتكثر تداعياته، والمساءلة السياسية للحكومة ورئيسها على التوريط الذي تسبّبوا به للكيان بالوقوع تحت ضغط رعب الشمال ستشهد المزيد مع الانتظار الصعب والقاتل، وسيرافق كل ذلك ركود في الأسواق يزيد على ركود كورونا كما هي حال كل توتر مصيري تمرّ به الأسواق الاقتصادية، فلمَ يتوقع بعض المتحمّسين أن تسارع المقاومة للردّ؟ – في شهور السجال المالي والسياسي والميداني القليلة المقبلة، صارت المبادرة بإدارة الشق الميدانيّ منها بيد المقاومة، حتى تقرّر صرف رصيدها، وشكل الصرف ونوعه وحجمه، وطالما لم تقم المقاومة بصرف رصيدها فلن يجرؤ جيش الاحتلال على ارتكاب حماقة جديدة، وسيحرص الأميركي على التمهل في خطوات مالية وسياسية، وسيكون بيد المقاومة تقدير حجم الحاجة السياسية والميدانية للجرعة العسكرية التي يجب أن يحملها الردّ، والتوقيت الذي يلبي تكتيكاتها في قلب رؤيتها للتوازنات الاستراتيجية، ودرجة الاهتراء في جسد الكيان الذي سيزداد توترا وتظهر عليه علائم الوهن وتزيد. وربما يكون ملف الترسيم الذي يريد له الأميركيون و”الإسرائيليون” أن يفتح ويختم سريعاً بعدما تيقنوا من رفض عروضهم السابقة، ومثله العروض البديلة لمقايضة الانسحاب الأميركيّ من سورية بانسحاب قوى المقاومة وإيران منها، بعدما تيقنوا من سقوط هذه العروض، الساحة التي يتعلمون تقديم التنازلات فيها، وهم يتحفزون لتلقي الصفعة المرتقبة، فلمَ يعتقد البعض أن السرعة هي علامة القوة؟ – الأكيد والثابت أن الدقائق التي فصلت بذكاء بين إعلان ارتقاء الشهيد أثناء أداء واجبه الجهادي، وبين إعلان ارتقائه بنتيجة الغارة قرب مطار دمشق، ستمرّ طويلة في ترجمتها الميدانية، بالقدر الذي تراه قيادة المقاومة، التي وضعت معادلة الرد ومثلها معادلة الجهوزية، وقالت إن الأمر أنجز وانتهى، ولا تعديل ولا تبديل في كليهما، فما أجمل الانتظار الذي يشبه بمفاعيله مفاجآت حرب تموز في مثل هذه الأيام، ومعادلة أنظروا إليها إنها في البحر تحترق، ومعادلة حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا!   نقلا عن جريدة البناء

واشنطن تخسر آخر رهاناتها الاستراتيجيّة

   ربما يكون الكثيرون على اعتقاد بأن الاحتباس  الذي شهده سوق النفط الآجل في أميركا حالة عابرة،  وربما بنى عليه الكثيرون بالمقابل آمالاً بانهيار اقتصادي شامل في أميركا،  وكل من الاستنتاجين على قدر عالٍ من التسرع،  وبعيد عن فهم حقيقة ما جرى وأبعاده وخلفياته،  فالمتفق عليه هو أن الاحتباس في السوق ناجم عن بلوغ موعد البيع الآجل لشهر أيار موعد نهاية عمليات البيع في 20 نيسان، بينما لا تزال كميات ضخمة منه غير مبيعة، بحساب طاقة الإنتاج، والسبب عدم وجود دورة اقتصادية قادرة على الاستيعاب،  وإشباع مراكز التخزين بفعل الانخفاض المتواصل منذ شهرين في سوق النفط وبلوغ الأسعار أرقاماً قياسية متدنية،  ما حمل بعض حاملي قسائم الشراء يضاربون على المنتجين في التخلي عن قسائمهم لمن يشتريها بسعر منخفض  تفادياً لحلول موعد التسليم وهم عاجزون عن تسلّم مستحقاتهم، حيث لا سوق تستهلك ولا مخازن تستوعب،  وتخطّي الأزمة تم بشراء الدولة لـ75 مليون برميل ضمّتها إلى مخزوناتها،  وتدوير ما تبقى من عرض في السوق لمنتجات أيار إلى معروضات حزيران، التي تنتهي مهل بيعها في 20 أيار. – عند حدود هذا “المتفق عليه” ترد الوقائع التي لم يأخذها المتفائلون بقدرة الاقتصاد الأميركي على تخطيها في حسابهم،  والتي بالغ الذين يتوقعون انهياراً اقتصادياً شاملاً بفعلها في اعتبارها مجرد مؤشرات على بلوغ الاقتصاد الأميركيّ الركود الشامل،  الذي قد يأتي لاحقاً بفعل استمرار الإغلاق الناتج عن كورونا، لكن ليس بفعل تداعيات ما يجري في السوق النفطية وحدها.  وقد سرعت أزمة كورونا تفاعلاتها من ضمن هذا الركود الذي جلبته،  وأبرز هذه الوقائع يتصل بكون السوق التي يجري الحديث عنها وتدور الأزمة النفطية حولها،  هي سوق النفط الصخري الذي يتركز في غرب تكساس، وهذه السوق ليست عادية لا استراتيجياً ولا اقتصادياً.  فالتطلع الأميركي لزعامة العالم جرى ربطه منذ سقوط الاتحاد السوفياتي بالسيطرة الأميركية على سوق الطاقة،  بحسابات تشبه رهان الثمانينيات على سباق التسلح وحرب النجوم، الذي انتهى بانهيار الاتحاد السوفياتي. – راهن الأميركيون في العشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين على حربي العراق وأفغانستان  لتحقيق هدف السيطرة على ما أسموه بحوض قزوين، وإمداد أوروبا من خط نبوكو الآتي من كازاخستان إلى تركيا  لحساب السوق الأوروبية، بعد تطويع إيران وشطب موقع العراق، واحتواء سورية.  وقد باء هذا الرهان بالفشل وسقط عند تعاظم حضور إيران وإمساكها بمضيق هرمز عنق التجارة النفطية في العالم.  وانتقلت المواجهة في العشرية الثانية من القرن على رهان جديد هو السيطرة على سورية،  والنجاح بتحقيق فرصة التخلص من مخاطر إغلاق مضيق هرمز، وتوفير إمداد أوروبا بالنفط والغاز  عبر الخليج بأنابيب تخترق سورية. وسقط الرهان بثبات وصمود سورية،  وتموضع روسيا فيها واستبسال إيران وقوى المقاومة بالدفاع عنها.  فبدأ الاستعداد منذ 2017 لإطلاق حصان رهان جديد يفترض أن يبدأ بفرض حضوره في العشرية الثالثة من القرن،  والحصان هو النفط والغاز الصخريان، والساحة هي غرب تكساس،  حيث نهضت خلال ثلاثة أعوام عشرات آلاف الشركات العاملة في القطاع،  واستثمرت الدولة الأميركية وشركات النفط وكبار المستثمرين تريليونات الدولارات في هذا القطاع،  والهدف إنتاج كمية عشرة ملايين برميل يومياً، تضخ إلى أوروبا بديلاً من نفط وغاز كل من الخليج وروسيا،  بصورة تكون آمنة من مخاطر إغلاق هرمز، وتحكم الطوق على الحضور الروسي، بعدما فشل خط نبوكو،  وخط سورية الافتراضي. – الوقائع والأرقام تقول إن الإنتاج بلغ في كانون الثاني من هذا العام رقم 8،7 مليون برميل يومياً من النفط عبر الصخور البركانية،  وإن كلفة إنتاج البرميل هي 47 دولاراً، وإن السعر التجاري المناسب لتطور هذا السوق هو 65 دولاراً للبرميل،  وإن المخازن الأميركية تتسع لـ580 مليون برميل للنفط الخام، ومثلها للمشتقات النفطية،  وإن هذه المخازن العائدة للدولة والقطاع الخاص قد امتلأت، بعدما ضخت إليها الدولة آخر 75 مليون برميل قبل أيام،  وبالتالي فإن مواصلة حال الركود ومعها الانخفاض في أسعار النفط إلى دون الثلاثين دولاراً،  ستعني فقط مواصلة ما بدأ من شهر ويستمرّ، وهو إفلاس آلاف الشركات وضياع مليارات الدولارات المستثمرة في هذا القطاع.  وقد أفلست حتى الآن إحدى عشرة ألف شركة والحبل على الجرار.  والقدرة على إنعاش القطاع في ظل أضرار روسية سعودية مشتركة من تضخّمه تبدو مستحيلة،  وسعر البرميل لن يعود إلى الستين دولاراً قبل سنتين حسب التقديرات المتفائلة لصندوق النقد الدولي،  إذا تعاونت روسيا والسعودية في تجفيف العرض الزائد من السوق،  وما جرى مع تسليم استحقاقات أيار سيتكرر مع حزيران وغير حزيران،  حتى يجف سوق النفط الصخري ويهوي، ويسقط معه آخر رهانات الاستراتيجية الأميركية للسيطرة على سوق الطاقة،  في ظل عروض صينية لعقود طويلة الأجل مع المنتجين الخليجيين على أسعار متوسطة لا تتعدّى الأربعين دولاراً لسنوات مقبلة،  فيما تعرض روسيا مبيعاتها الطويلة الأجل في السوق الأوروبية بأسعار موازية. – ما جرى وما سيجري في غرب تكساس، أكبر من مسألة نفطية، وأكبر من مسألة اقتصادية،  فهو خسارة حصان رهان استراتيجي، يمكن له إذا تلاقى مع نتائج تفاقم الركود في زمن كورونا،  وما يترتب من حال بطالة لأكثر من ثلاثين مليون أميركي،  وتراجع للنشاط الاقتصادي لخمسة عشر مليون شركة أميركية مهددة بالإفلاس، أن يتحول إلى أزمة بنيوية،  تفتح الطريق لتوقعات دراماتيكية اقتصادية وسياسية واجتماعية، ربما تكون وحدة أميركا على محك التجربة فيها،  وربما يكون سباق النفط عكس سباق التسلح الذي انتهى بتفكك الاتحاد السوفياتي،  مرشحاً لأن ينتهي بتفكك الولايات المتحدة الأميركية. نقلا عن جريدة البناء

محلل سياسي عربي: اليمنيون أصبحوا قادرين على صياغة مستقبل المنطقة والعالم

قال رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية ناصر قنديل إن الحرب في اليمن ما كانت لتحدث لولم تكون أمريكية لأنه لا يمتلك أحد أن يتخذ قرار حرب في المنطقة غير الولايات المتحدة. متابعة خاصة-الخبر اليمني: وأشار في تحليل سياسي على قناته في...

اليمن فرصة العالم لتفادي التصعيد

تكشف كلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، درجة الصعوبة في النزول عن الشجرة بعدما بلغ التصعيد مرحلة متقدّمة، رغم التأكيد على تراجع خيار الحرب في الحسابات الأميركية، لكنها تكشف معادلة ربط بها الرئيس ترامب رفع...

التخلّي الأميركي والخيبة السعودية والقلق الإماراتي

الكلام الأميركي واضح ونهائي، لا نية بعمل عسكري، وسقف الموقف هو الذهاب لتقديم ملف إلى مجلس الأمن يقوم على توجيه الاتهام لإيران، والمطالبة بالإدانة، في ظل فيتو روسي صيني أكيد. وواشنطن تقول للرياض إن الرد العسكري من شأن السعودية...

لماذا ترفض واشنطن الاعتراف أن صنعاء وراء قصف أرامكو

قال رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية ناصر قنديل إن واشنطن والرياض تجد صعوبة في تقبل أن قوات صنعاء قد نفذت ضربتها النوعية التي استهدفت معملي بقيق وخريص التابعين لأرامكو شرقي السعودية، وامتلكت جرأة الإقدام على هكذا ضربة. متابعات-الخبر اليمني: وأشار قنديل...

ساترفيلد ومؤتمر المنامة والتوطين وإيران.. والردع 

– معاون وزير الخارجية الأميركية ليس مبعوثاً أممياً وسطياً تمّ انتقاؤه بالتراضي لملف ترسيم الحدود اللبنانية البرية والبحرية، بل هو ممثل للسياسة الأميركية التي تشارك «إسرائيل» مشاريع العدوان والضمّ وتطرح لحسابها الرؤى السياسية لتصفية القضية الفلسطينية، ولا يجوز أن...

توازن دولي جديد حققته الدبلوماسية الإيرانية 

 حقيقتان بارزتان تتوقّف أمامهما مراكز الدراسات المعنية بالشؤون الاستراتيجية والدبلوماسية في العالم. الأولى صعود الدور الإيراني بالتزامن مع ما بدا أنه حرب عليها بالوكالة من بوابة سورية، كانتقام منها ومن سورية لدورهما في دعم قوى المقاومة، وما نتج عنه...

الحصار تفاوضي… «إسرائيل» عاجزة عن خوض حرب

لستُ في وارد الدخول في مناقشة التسريبات ولا الوقوع في وحول اللعبة الهادفة لمناقشة مصداقية المصادر، وأنا أرى أمامي الوقائع وأقرأها بعيداً عن معلومات صناع القرار، وعلى رأسهم سيد المقاومة وما نسب إليه في سياق هذه الحرب الإعلامية والنفسية،...

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...