مدينة تعز ..من مسيرة الحياة إلى كتائب الموت(تقرير)

اخترنا لك

الخبر اليمني/ محمد عارف:

منذ سنتين تعيش محافظة تعز حربا عنيفة , أفرزت تلك الحرب مع مدتها الطويلة فصائل متشددة كانت منظوية تحت الفصائل الموالية للتحالف , أصبحت تلك الفصائل تمارس أعمالا متطرفة  بشكل يتصاعد يوما بعد يوم، فقامت بتفجير قباب المساجد وإغلاق المستشفيات بحجة الاختلاط  وعميات سحل وذبح, فما الذي حول تعز قبلة المدنية وعاصمة الثقافة إلى مدينة تعبث بها تلك الجماعات .

بداية التشكل ..

حينما  اندلعت الحرب في محافظة تعز قبل عامين   , تشكل ما يسمى بـ”المقاومة الشعبية” وهي مجاميع من مختلف الأطراف يمولها التحالف لمقاتلة قوات صنعاء, من بينها السلفيين  الذين جاءوا من مناطق مختلفة ومنها دماج.

   يقول شهاب المقطري الناشط في صفوف الفصائل الموالية للتحالف أن تلك المجاميع انضمت ل”المقاومة” بشكل فردي وكانوا يقاتلون تحت رايات الفصائل الأخرى, حتى جاءت حادثة اقتحام السجن المركزي وفرار المساجين  الذين كان بينهم أشخاص منتمون للقاعدة , وهنا بدأت تلك المجاميع تتواصل فيما بينها وشكلت كتائب الموت , وكانت تحت قيادة هاني السعودي الذي تم تصفيته لاحقا من قبل كتائب أبو العباس وحاليا بقيادة عبدالجبار المشولي.

 انضم إلي هذه الكتائب مجاميع متطرفة , يضيف المقطري أن تلك المجاميع تلقت الدعم من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والمجلس العسكري الموالي للتحالف وهكذا وجد لها الغطاء الاجتماعي والعسكري.

  ومع استمرار الحرب في المحافظة برزت مجاميع أخرى كمجاميع حماة العقيدة الذين يقودهم أبو الصدوق واسمه الحقيقي صادق مهيوب حسن من أبناء مديرية صبر تعز عزلة الجرن وكان ضمن قيادات فصيل كتائب أبو العباس السلفية وانشق عنها بعد خلاف معه ومقر تلك المجاميع كان في السابق بمدرسة ثانوية تعز والحالي حي زيد الموشكي وحي الروضة ومجامع السعيد.

وقد سعى حزب الإصلاح من وراء إنشاءها كما تقول المصادر لكسب الدعم من التحالف بعد أن كان قلصه على قيادات الحزب واتجه نحو جماعة القيادي السلفي أبو العباس.

ويشير المقطري إلى  أن طول مدة الحرب في المدينة هو من جعل تلك الفصائل تتشكل كفصيل أنصار الشريعة والذي يقوده  أبوعبد الرحمن الشهري سعودي الجنسية .ومقر قيادتهم خلف مدرسة معاذ بن جبل وسط المدينة ومصدر تمويلهم التحالف ,  وأيضا تنظيم ”  الدولة الإسلامية ”  والتي يقودها أحمد الانسي من أبناء حارة سوق الصميل تعز أصوله من محافظة ذمار مديرية انس وتتخذ مبنى مكتبة السعيد مقر لها.

 ويضيف المقطري إلي  أن أكبر فصائل الفصائل الموالية للتحالف من حيث المقاتلين والسلاح  وهو فصيل السلفيين ” كتائب ابو العباس ” والذي يقودها عادل عبده فارع كنيته ابو العباس من أبناء تعز احد مقاتلي  دماج سابقا مقر القيادة المدينة القديمة ، ومجمع هائل و جامع المظفر وكان يتولى هذا التنظيم سدة ومقدمة القتال في الجبهة الشرقية  “ثعبات والجحملية.” ويتولى الان اغلب مواقع التمترس في جبهات حدنان والموادم  كما تسلم الأسبوع الماضي قيادة الجبهة الغربية ، ويتلقي هذا الفصيل الدعم من التحالف وبذات من دولة الأمارات .

 

الممارسات المرتكبة ..

يقول شهاب المقطري  أن تلك الجماعات بدأت بممارسة أعمالها كالسحل وسط الشوارع وهذا ما حدث في شارع 26 وسط المدينة  العائم الفائت ذلك الفيديو الذي شاهدة الجميع لأحد الأفراد وهو يقوم بتقطيع ما قالوا أنه “قناص حوثي”  تجمع من الناس  وتتوالي بعدها إعمال اخرى كالنهب , والإعدامات مثل إعدام الناشط انور الوزير الذي تم إعدامه يوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2015 من أمام منزله بجولة الأخوة وسط المدينة  .

 ويضيف المقطري  أن تلك الإعمال تصاعدت بعد أن أصبحت تلك الجماعات أكثر قوة مما قبل , حتي وصل الحال إلى إغلاق قسم العائلات  في المطاعم وإغلاق المستشفيات والاعتداء على النساء أثناء المبادرات الإنسانية بحجة الاختلاط , وعمليات تفجير المساجد حث قاموا بتفجير مقام نبي الله شعيب في أغسطس 2015 بمنطقة جبل صبر، جنوبي تعز، وتفجير مقام الولي عبدالله الطفيل في نفس الشهر، بمنطقة ثعبات شرقي المدينة، كما تم تحطيم ضريح الشيخ مدافع الخولاني نهاية نوفمبر 2015، في منطقة صينة غربي المدينة  وكذلك تفجير ضريح وقبة الولي عبد الهادي السودي، لتصل أعمال القاعدة بإجبار  المحلات التجارية على تغطية وجوه الدمى البلاستيكية التي تستخدم لعرض الملابس النسوية.

 

سرعة وأسباب الصعود ..

أصبحت هذه الجماعات المتطرفة مسيطرة على أغلب مناطق المدينة وتقوم بأعمالها دون رقيب أو حسيب , يقول محفوظ القاسمي الناشط  السياسي في صفوف الفصائل الموالية للتحالف أن سبب صعود تلك الجماعات للواجهة وسيطرتها علي أغلب المناطق يعود إلى انشغال الجميع بمواجهة قوات صنعاء خصوصا وأن هذه الفصائل المتطرفة تقف مع الفصائل الموالية للتحالف  في صف واحد وتستغل هذا القبول لممارسة أعمالها.. أما عن دوافعها فهي دوافع عقائدية تحملها من بواكير نشأتها كجماعة دينية.

نتيجة بحث الصور عن تعز كتائب الموت

أما  الصحافي عمر القاضي  فيقول أن التحالف بقيادة السعودية هو السبب الذي أوصل  تلك الجماعات المتطرفة من خلال دعمه المادي والإعلامي   وبصمته عن الجرائم التي ترتكبها تلك الجماعات  فوفر غطاء اجتماعي وسياسي لها , وذلك  من أجل  ضرب أي فكرة وطنية قد تتشكل بعيدة عن إرادته وتحكمه فيها , لا سيما أن تعز هي حاملة المشروع الوطني.

ويتساءل القاضي :  لماذا تقاعس التحالف في دعم تيار  ” المقاومة ” من كان يراه أغلب أبناء تعز أنه يمثلهم برغم الأخطاء والتجاوزات الكثيرة الذي ارتكبته ولكن الان  اختفى دورها وتهاوت تماما؟ , ويضيف القاضي أن السعودية صامتة وراضيه ومبتهجة مما يحدث في تعز لضرب أي مشروع وطني مدني قادم منها ,تحت مبرر أن تلك الجماعات قادرة علي الصمود في وجهة الطرف الأخر ,

 و يعتبر القاضي  ذلك فشلا ذريعا للتحالف  فتصرفات وسلوكيات وأهداف التيارات السلفية الغير قادرة على أن تحرر نفسها من الفكر المتطرف فكيف ستحرر المملكة فيهم مدينه تعز

في المقابل يرى الصحافي حمدي ردمان أن  هناك تآمر على تعز من قبل الشمال والجنوب وحتى التحالف نفسة  لأن مدينة تعز هي  المدينة اليمنية الوحيدة التي يحمل أبنائها مشروع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وهذا ما يخيف الجميع ويحاولون إخماد هذا المشروع.

ويستدرك ردمان  بأن التحالف لم يكن له يد في ايصال تلك الجماعات الى الواجهة ,غير أنه لم يدعم “مقاومة “تعز بنفس الدعم التي دعمت بها “مقاومة” عدن ومارب.

ويتهم ردمان صنعاء بالوقوف خلف هذه الجماعات وهو الأمر الذي ينفيه الصحفي في صفوف صنعاء زكريا الشرعبي ويضع حوله عددا من علامات الاستفهام حيث يتساءل الشرعبي: لماذا لا يواجه التحالف هذه الجماعات إذا كانت تابعة للحوثي وصالح  وهو الذي أعلن الحرب عليهم.

ويضيف الشرعبي: إن قوات وإعلام التحالف يتبنون دعم هذه الجماعات علنيا ويسمونها بالمقاومة ومن يريد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يتصفح وسائل الإعلام التابعة للتحالف، هذا غير أن هادي أصدر قبل أقل من شهر قرارا بترقية القيادي في هذه الجماعات أبو العباس إلى رتبة عقيد.

ويشير الشرعبي إلى ما ذكرته صحيفة العربي الجديد عن مصدر أمني في محافظة تعز والذي أكد أن التحالف رفض تجنيد كتيبة لمحاربة هذه الجماعات، وكذلك الوثائق المسربة عن هذه الجماعات والتي تثبت مقاتلتها في صفوف التحالف بأكثر من 10 جبهات.

ويختم الشرعبي بالقول: إذا كانت هذه الفصائل في صفوفنا فلماذا يقفون بوجهنا عندما نريد قتالها!

 

 

المخاوف المستقبلية والوصول الى الغاية .

يشير الصحافي في صفوف الفصائل الموالية للتحالف محمد سعيد الشرعبي  أن هناك مخاوف من انتشار العناصر المتطرفة في تعز نتيجة واقع الانفلات الأمني المتزايد في المدينة، ولكن حالة النبذ المجتمعي للتطرف والإرهاب تعد الحصن الصلب في مواجهة هذا الخط،ر ويضيف ستظل تعز المحافظة اليمنية الوحيدة التي تكتسب مناعة شعبية واضحة ضد الإرهاب في حالة والسلم رغم محاولة شرعنه وجود عشرات من تلك العناصر، وأوضح الشرعبي  أن الموقف العام لمكونات “مقاومة ” تعز تحول دون وصول المتطرفين إلى غايتهم,  ولهذا تفرغت هذه العناصر لإثبات وجودها من خلال التضييق الوقح على حريات سكان المدينة بمبررات منع الاختلاط، وتفجير الآثار بكذبة محاربة الشرك، وكل أعمالهم القذرة مدانة من قبل المجتمع .

وبين هذا وذاك تسيطر أصبحت هذه الجماعات تسيطر على  مدينة تعز , ولا وجود للفصائل الأخرى ”  فقد انحسرت وأصبح هو حكم هذه الجماعات التي تتمدد يوما بعد آخر  حتى أصبح تنظيم القاعدة يتجول بالشوارع بمكبرات الصوت والأطقم ويدعوا الناس للمشاركة في مسابقة سيقيمها في رمضان ليبقى التساؤل عن المسؤول في تحويل مدينة تعز من منبع لمسيرة الحياة إلى ثكنة لكتائب الموت

أحدث العناوين

أمريكا تعترف باستهداف سفينتها بخليج عدن وبوارجها في الأحمر

اكدت الولايات المتحدة، الخميس، تعرض قواتها وإحدى سفنها لهجمات يمنية في البحر الأحمر وخليج عدن. خاص – الخبر اليمني: وأفادت القيادة...

مقالات ذات صلة