على هامش الأزمة..

اخترنا لك

الخبر اليمني/
             أحمد الحسني:
العقلانية والشفافية والإنصاف والجرأة في البيان المنسوب إلى الأمير القطري لم تكن أكثر من مكايدة طائشة في لحظة سخط عارم أراد بها الأمير أن يعبر عن تمرده على قرار حلفائه في قمة ترامب الإسلامية التضحية به وبحلفائه من الإخوان مقابل خروج الجميع من معارك الحروب الفاشلة بالإرهاب وإلقاء مسئولية دعم وتمويل الإرهاب عن كواهلهم لتتحمله قطر وحدها، وإعادة قاعدة العيديد الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية.
فرقع الأمير بالون حكمته المتصنعة في وجه خيانة الحلفاء مقدماً لهم بيده ذريعة البدء في تنفيذ قرارهم، فانطلقت حملتهم الإعلامية تنشر غسيله، وقد كان من الطبيعي أن تعتمد الحملة في تخوين قطر وعلاقتها بالإرهاب وتمويله على أرشيفها فلم يكن في البيان جديد تستند عليه الحملة أو يبررها، ليس فيه بخصوص إيران ما هو أكبر مما هو معروف كاتفاقية الدفاع المشترك التي وقعها البلدان في 2015م، وما ورد في البيان عن حماس والإخوان ليس أكبر من إقامة قادتهم في الدوحة، ولم يتضمن البيان بخصوص علاقة قطر بإسرائيل شيئاً مختلفاً عما سبق أن تناولته تصريحات حمد بن جاسم، وما جاء في البيان عن حماية القاعدة الأمريكية لقطر من أطماع الجيران وأولوية التنمية على التسليح فهي مكاشفات بحقائق غير خافية وليست في كل الأحوال أعظم من الاتفاق مع القذافي وتحريضه على المملكة، أما علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية فلم يكن خاف على المملكة والإمارات فالثلاث شركاء في شراء الأسلحة لتلك التنظيمات في سوريا ودعمها في العراق، ويجوب الإرهابيون مناطق الجنوب اليمني على مدرعات التحالف رافعين أعلام المملكة والإمارات.
إنكار صدور البيان عن أمير قطر وزيارة الكويت لطلب الوساطة أو للتحريض على الإمارات التي حرض سفيرها العتيبة على قطر والكويت واكتفاء الإعلام القطري بالرد على الإمارات فقط وتملق المملكة وتذكيرها بالجنود القطريين الذين أصيبوا في حدها الجنوبي، وترديد ما جاء في مقابلة الرئيس صالح من ثناء على حزب الله وأنه يبارك مساعدة إيران للعراق وسوريا في حربهما على الإرهاب كنوع من تذكير المملكة بالتهديدات المحيطة والتلميح إلى أهمية حلفاء قطر من الإخوان في اليمن للمملكة، كل ذلك لم يجد نفعاً أو يؤثر على تنامي الحملة الإعلامية على قطر من حلفائها في المملكة والإمارات، لأن الحملة لم تكن رداً على البيان القطري لتكون لصحته أو عدم صحته أهمية، وإنما لأن تحالف الحرب بالإرهاب في قمة ترامب الإسلامية يريد الخروج من تلك الحرب الفاشلة التي اقترنت بأسمائهم لست سنوات (طحنت العراق وسوريا وليبيا واليمن) ولا بد من التضحية بأحد رعاتها وتحميله وحده مسئوليتها وإعلان الحرب عليه وسحقه، ليصبح البقية محاربين للإرهاب ومنتصرين وقطر هي الكبش المناسب.
السعودية وقطر هما ماركة الإرهاب والتضحية بقطر أهون من التضحية بالسعودية خصوصاً وأن السعودية قد دفعت ما يجب وأكثر مما يجب.
إسرائيل والولايات المتحدة تريدان أن يكون حزب الله وحماس تنظيمان إرهابيان في العالم الإسلامي والعربي.. السعودية تريد استعادة القاعدة الأمريكية من قطر.. مصر تريد قطع مصادر تمويل الإخوان في مصر.. البحرين تابع لا يملك من الأمر شيئاً، ثم هو موجع من تجنيس قطر للسنة البحرينيين.. الإمارات لا تتصدر الحملة الإعلامية حباً في المملكة ولا بغضاً للتطرف والإخوان فهي مثل قطر وبقية دول الخليج ترزح تحت هيمنة المملكة وتسلطها ولو كانت تبغض التطرف ما كان حلفاؤها في اليمن من السلفيين الجهاديين، هي تريد تفتيت وإضعاف الجبهة المواجهة لها في مضمار التنافس على السيطرة على الجنوب اليمني المكونة من المملكة وقطر والإخوان والتنظيمات الإرهابية والأصولية، بمعنى أنها تريد التغلب على المملكة في اليمن وليس خدمتها، وإما مستغفلة أو موافقة على التخلي للإمارات عن جنوب اليمن.
اليوم بلغت الحملة ذروتها بقطع المملكة والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وليس أمام قطر إلا التضحية بحلفائها من الإخوان والتخلي عما يمثلونه لها من قوة ونفوذ دولي وليس السؤال هل ستفعل ذلك؟ وإنما هل سيبقى الإخوان على ولائهم لقطر أم سيتحولون إلى خزانة المملكة الأكبر؟ لكن عليهم أن يتذكروا جيداً مقابلة بن سلمان مع الشريان وهو يتساءل بكل احتقار (أي إعلام؟! الخونجي؟!).

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة