بعد سيطرة قوات تابعة للإمارات على ثاني أكبر محافظات اليمن.. سلطنة عمان الهدف القادم (تقرير خاص)

اخترنا لك

الخبر اليمني/خاص:

ما إن وصلت القوات المدعومة من الإمارات الى محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان حتى تم  تدشين أول عملية اغتيال لأحد أئمة مساجد المحافظة، في فعل جعل أبناء محافظة المهرة يتوقعون تكرار سيناريو عدن بنفس الأيادي، وإعادة سلسلة اغتيالات أئمة المساجد التي تمت خلال الأشهر الماضية في محافظة عدن الخاضعة لسيطرة  قوات “الحزام الأمني” التابع للإمارات.

الى ذلك سبق ما حدث في المهرة عدة تحذيرات من السماح لقوات “النخبة المهرية” المدعومة من الإمارات السيطرة على محافظة المهرة في أقصى شرق اليمن.

وكان الصحفي الجنوبي البارز فتحي بن لرزق قد وجه نصيحة الى أبناء المهرة، مطالبا لهم فيها بمنع أي قوات قادمة من خارج المحافظة كي لا يتكرر سيناريو عدن.

وقال بن لرزق بأن الشيء الذي ستخسره المهرة ان دخلتها قوات “النخبة المهرية” المدعومة من الإمارات، هو حالة الاستقرار التي كانت تنعم بها منذ اندلاع الحرب الأخيرة.

ولم تجد تلك التحذيرات طريقا واستطاعت الإمارات الأربعاء الماضي عقد اتفاق مع السلطة المحلية التابعة لهادي بموجبها دخلت قوات تابعة للتحالف إلى المحافظة وسُمح لها الاستيلاء على مطار وميناء ومنفذ المحافظة.

بداية الأمر.. صراع إماراتي عماني

يرى بعض المتابعين بأن الصراع الذي لا يزال دائرا في المهرة هو صراع بالوكالة بين قوى قبلية تدعمها سلطنة عمان، وقوى عسكرية دربتها الإمارات لتنفيذ أجندتها التوسعية، كما فعلت في عدن وباقي محافظات الجنوب الخاضعة لسيطرة التحالف.

وقال رئيس تحرير صحيفة عدن فتحي بن لرزق الغد بأن الصراع في المهرة هو صراع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبين سلطنة عمان، مؤكدا بأن الإمارات تحاول مد نفوذها صوب المهرة والسيطرة على المحافظة أسوة بالمحافظات الجنوبية الأخرى التي باتت تسيطر عليها، وتحاول سلطنة عمان الدفاع عن حضورها بهذه المحافظة.

وشهدت محافظة المهرة طيلة أشهر ماضية صراع نفوذ بين تجار ورؤوس اموال مدعومين من عمان ، وقوات وشخصيات مدعومة من الإمارات التي بدأت التحرك في المحافظة عبر جمعيات إنسانية وحقوقية، في محاولة للتأثير على رموز المحافظة والتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي في حدود سلطنة عمان قد تستخدمه الإمارات لتحقيق طموحها التوسعية في المنطقة، بحسب متابعين.

هوس اماراتي سعودي للإستيلاء على المهرة..

بقيت محافظة المهرة في معزل عن الصراع الدائر منذ بدايته، حيث لم تصل اليها القوات التابعة لصنعاء إبان أحداث سبتمبر/ايلول 2014 ، الأمر الذي جعل مراقبين يرون في أن حملة التحالف للسيطرة على المهرة غير مبررة، ولا تهدف الا لتمكين الإمارات من مزيد من الأراضي اليمنية.

وترى الناشطة اليمنية والفائزة بجائزة نوبل توكل كرمان بأن “الإحتلال الإماراتي” تشغل قواتها نفسها بمحافظة المهرة وتصرف جهدها بسخاء للاستيلاء عليها في هوس إماراتي سعودي لإضافة محافظة جديدة الى قائمة محافظات الجنوب، واخضاعها لسيطرتهم.

وبحسب كرمان فإن التحالف العربي ينظر لليمن كغنيمة وفيد وطريده تمر بمراحل ضعف تمكنهم من التهامها.

 

قوات الشرعية.. موقف مخزي

لم يعول أحد من أبناء محافظة المهرة على موقف من حكومة هادي، فبعد أن سلمت سقطرى وعدن وباقي محافظات الجنوب لقوات تابعة للإمارات، كان من المتوقع أن تسلم محافظة المهرة، بحسب أبناء المهرة على مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي دفع ببعض القبائئل المهرية المدعومة من سلطنة عمان إلى الاحتشاد تحسبا لأي مواجهات مع قوات قادمة من خارج المحافظة.

ويرى بعض المتابعين بأن الاتفاق مع محافظ المحافظة المعين من هادي، والذي بموجبه تمكنت قوات تابعة للتحالف من دخول المحافظة والسيطرة على مينائها ومطارها ومنفذها بدون أي مواجهة جعل القبائل عاجزة عن اتخاذ أي موقف بعد أن اكتفت القوات التابعة لهادي والتي كانت تسيطر على منافذ “المهرة” المحاذية لسلطنة عمان، باشتراطات محددة على القوات التي تسلمت المنافذ في المحافظة مقابل السماح لقوات التحالف بإعادة تشغيل منافذ المهرة والإشراف عليها.

وشملت أهم النقاط وفقا لبيان صادر عن السلطة المحلية بمحافظة المهرة “عدم استخدام مطار الغيضة كقاعدة عسكرية وإبقاء الطاقم الإداري والأمني والعسكري في مطار المهرة على ما هو عليه والتنسيق الدائم مع السلطة المحلية وعدم تجاوزها”.

استهداف لسلطنة عمان..

لم تكتف القوات التابعة للتحالف بالسيطرة على مطار وميناء ومنفذ المهرة الحدودي مع سلطنة عمان، حيث كشفت مصادر خاصة بأن هناك تحركات إماراتية مكثفة للسيطرة على كامل محافظة المهرة اليمنية، في مسعى لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة محاذية لأهم المضائق البحرية وهو مضيق هرمز.

وبحسب مواقع إخبارية يمنية، فإن الإمارات تعمل حالياً، على نسج علاقات متينة بحلفاء محليين في المهرة، وشخصيات اجتماعية معتبرة في السلطة المحلية بالمحافظة، وكسب ولاءات قبلية وسياسية واسعة عبر النشاط المتظلل بالعنوان الإنساني والخيري الذي يقوم به الهلال الأحمر الإماراتي.

وأكدت مصادر بأن أبوظبي قامت في وقت سابق بتجنيد نحو 2000 مهري، وأقامت معسكرًا في مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة، لتدريب من تم تجنيدهم، الأمر الذي فاقم توجسات سلطنة عمان، والتي كانت تولدت قبل بضع سنوات إثر اكتشاف مسقط خلية تجسس إماراتية تعمل داخل أراضيها.

من جانبها ترى سلطنة عمان بأن الاهتمام العماني بالمهرة ليس وليد اللحظة، بل هو تليد؛ إذ يبدو أن الرؤية السياسية العمانية أدركت منذ أمد بعيد مركزية المهرة كنقطة التقاء بينها وبين اليمن الجانح دومًا إلى عدم الاستقرار، فطفقت تبني جسورًا متينة مع القوى القبلية والسياسية في المهرة، عبر حزَم متوالية من المشاريع التنموية والاستثمارية رغم شح الموارد العمانية أصلًا على حد قول البعض.

ويرى الدكتور والأكاديمي العماني عبدالله الغيلاني، بأن سلطنة عمان لم تواجه مشقة في الاقتراب من الكتلة البشرية المهرية؛ فالتواجد المزدوج لقبيلة المهرة في كل من السلطنة ومحافظة المهرة قد مهد لذلك الاقتراب، وأزال الشعور بالغربة لدى الطرفين. والتداخل القبيلي ذاك، بأبعاده الاجتماعية والثقافية، هو العامل الأكثر تأثيرًا في توثيق الرابطة السياسية بين طرفي المعادلة.

ويضيف الغيلاني عنصرًا جديدًا إلى المخاوف العمانية دخل على معادلة الصراع، ويتمثل في المشروع الإماراتي الرامي إلى بسط الهيمنة على الأجزاء الجنوبية من اليمن.

ويؤكد بأن هذا المشروع يظهر مدى طموح الإمارات الذي لن يقف عند حدود المحافظات الجنوبية ، بل هو آخذ في التمدد شرقًا مخترقًا حضرموت وصولًا إلى المهرة، الأمر الذي يشي بصدام على النفوذ بين الحضور العماني الذي يرى المهرة امتدادًا لأمنه القومي، وبين المشروع الإماراتي الجانح إلى بسط نفوذه هناك.

وتعتبر محافظة المهرة ثاني أكبر محافظات اليمن من حيث مساحتها التي تبلغ 82405 كيلومترات مربعة، وترتبط بحدود شاسعة مع سلطنة عمان من الجهة الشرقية، وتحدها من الشمال والغرب محافظة حضرموت. ويغلب على سكانها الطابع القبلي، ويعيش عدد كبير منها في مناطق الاغتراب بعمان والسعودية.

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة