تشكيل حكومة برئاسة محمد الحوثي وتجهيز فرق لاغتيالات عناصر الطابور الخامس|نقد الشائعات

اخترنا لك

الخبر اليمني/شائعات اليوم/خالد الشرعبي:*

ما تزال المواقع التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام هي المواقع المتصدرة في بث الشائعات من بين المواقع الصحفية اليمنية لا سيما في ظل انشغال مواقع جماعة أنصار الله بتغطية فعاليات المولد النبوي وانشغال مواقع الشرعية بالمواجهات بين الفصائل الموالية للتحالف في تعز وأعمال الاغتيالات في عدن.

وقبل أن ندخل في نقد أبرز شائعات اليوم نضع هنا للقراء الكرام تعريف الشائعة:

“إن أشهر تعريف للشائعة، ينسب إلى عالم الاجتماع الأمريكي، تي شيبوتاني، الذي اعتبر الشائعات أخبارًا ملفقة تتولد من نقاش جماعي، ويؤكد شيبوتاني في هذا الإطار أن مصدر الشائعة حدث مهم وملتبس، ويمكن اختصار التعريف بـ:
الإشاعة= الأهمية x الالتباس
وتقوم هذه العلاقة كما هو جلي، على عملية الضرب. فإن لم يكن الحدث مهمًا أو ملتبسًا على الإطلاق، فلن تنشأ الشائعة، كما أن تداول المجموعة يعد أحد العوامل التي تساعد على ظهور الشائعة. فالشائعة تولد كلما أرادت العامة أن تفهم ولم تلق إجابات رسمية ترضي فضولها، وهذا ما يجعل من الشائعة السوق السوداء للمعلومات”(ساسة بوست)

وبالعودة إلى ما نشر من الشائعات في المواقع الصحفية اليوم نجد أن أبرز إشاعة تم نشرها جاءت في موقع لحج نيوز التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام كما يبدو من تحليل مضمونه الإعلامي (سيتم توضيح آلية تحليل المضمون في التقارير القادمة) وقد جاءت الشائعة بعنوان “عاجل .. تشكيل حكومة جديدة برئاسة محمد علي الحوثي سوف يعلن عنها خلال الساعات القادمة.. الاسماء”

هذه الشائعة نقلت على لسان مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء إن جماعة الحوثي ضغطت على “حزب المؤتمر الشعبي العام لتسمية رئيس جديد للوزراء خلفا للدكتور عبد العزيز بن حبتور”.

ومضت في القول إن ضغوط جماعة الحوثي جاءت على خلفية رفض بن حبتور تمرير عدد من القرارات والصفقات التي تتضمن عمليات فساد وعبث مالي واداري.

وتابعت الشائعة بالقول: وأضافت المصادر ان جماعة الحوثي طرحت اسم السيد محمد علي الحوثي ليكون رئيسا للحكومة الجديدة بينما حزب المؤتمر وضع اسم الدكتور قاسم لبوزة القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام بقوة لتشكيل الحكومة المصغرة الجديدة.

يبدو للمتمعن في أسطر هذه الشائعة والتي تعد غير مكتملة الأركان أن الموقع قد أتى بها على لسان مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء دون أن ينسب هذه المصادر إلى أي طرف أو جهة سياسية رغم الطبيعة السياسية للموضوع.

إضافة إلى ذلك فإن هذه الشائعة لم تضع حسابا لما يعرفه الجميع بأنه ثوابت لدى جماعة الحوثي وهو بقاء اللجنة الثورية العليا برئاسة محمد علي الحوثي باعتبارها في نظرهم ممثلة لما يسمونه ثورة 21 سبتمبر وحلها حل ل “الثورة”، كما لم يضع الموقع حسابا لكون رئاسة الحكومة من حصة المؤتمر وغير ذلك سيكون بمثابة نقض للاتفاق السياسي بين الطرفين.

أما عن سبب حل حكومة بن حبتور وقول الموقع أن الحوثيين يريدون ذلك لرفضها  تمرير عدد من القرارات والصفقات التي تتضمن عمليات فساد وعبث مالي واداري فيفتقر إلى الأدلة بل لم يقم  الموقع بتسمية أي من هذه القرارات.

وحيث مضت الموقع في القول إن المؤتمر طلب استبعاد عدد من الوزراء واصفة إياهم ب الغير مرغوبين والمشهورين بفسادهم ونهبهم المال العام وتحويل الوظيفة العامة إلى ملكية خاصة  وهم حسن زيد وزير الرياضة ووزير المالية صالح شعبان ويحيى بدر الدين الحوثي وزير التربية والتعليم وعدد من الوزراء لم تكشف عن اسمائهم المصادر فإنه كرر الأسماء الذين يشن حملة إعلامية ضدهم باستمرار ولم يذكر أي اسم آخر وإنما قال أن المصادر لم تذكرها وهو ما يعزز الشك في عدم مصداقية الخبر.

 

وتعد هذه الشائعة من الشائعات قصيرة الأجل حيث قال الموقع أنه سيتم الإعلان عن الحكومة الجديدة في وقت لاحق وهو مالن يتم حسب قراءتنا لنص الشائعة، كما إنها تحمل أهدافا طولية الأجل وهي اتهام الحوثيين بتمرير قرارات فساد ورفض بن حبتور لها وكذلك وقوف المؤتمر ضد الوزراء المفسدين.

 

“الحوثيون يجهزون فرق اغتيالات لتصفية الطابور الخامس بعد تلقي إشارة من عبدالملك الحوثي”

هذه الشائعة نشرتها صحيفة عكاض السعودية ونشرها موقع المشهد اليمني التابع للإصلاح وقد نسب كل من الموقع والصحيفة ما ورد في الشائعة إلى مصدرمن حزب المؤتمر خاص به.

وقالت الشائعة في مطلعها:  أن الحوثيين يجهزون فرق اغتيالات خاصة قد تطال نشطاء في حزب المؤتمر وموالين له في العاصمة صنعاء تحت ذريعة ما يسمى تصفية الطابور الخامس .

من الواضح لمن يعلم بدقائق اللغة العربية فإن حرف قد إذا سبق الفعل المضارع يفيد الشك  ومعرفة هذا تكفي لنسف العنوان أعلاه حيث أن الأمور ما تزال مبنية على الشك كما أن المضي في قراء باقي الشائعة والتي تستند إلى حديث زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي  عن عزمهم مواجهة الطابور الخامس بكافة الإمكانيات في كدليل على ما تحاول تقديمه وهو ما لا يقره الواقع لا سميا وأن الحوثيين يقدمون المناطق الخاضعة لسيطرتهم كنموذج للأمن والاستقرار على عكس المناطق تحت سيطرة التحالف.

الشائعة مضت في القول أن “أن مليشيات الحوثي بدأت تسير أطقم مسلحة في ساعات متأخرة من الليل على مداخل الحارات في العاصمة صنعاء وتقوم بتفتيش المتأخرين في العودة إلى منازلهم كما تقوم المليشيات بمداهمة مقاهي الإنترنت التي تفتح لمدة 24 ساعة متواصلة “. بينما تبع الأطقم الموجودة وزارة الداخلية التي تعد من حصة المؤتمر كما أن نشرها في مداخل الحارات وفي الشوارع وقيامها بالتفتيش يعزز الأمن وهو أمر مناقض تماما لعزم الجماعة تنفيذ اغتيالات.

تعد هذه الشائعة من الشائعات الغائصة وهي شائعة  تروج في البداية، ثم تختفي لتظهر ثانية عندما تتاح لها فرصة للظهور، وبما أن الشائعة قد تعكس ما يريد من يقف وراءها فعله فإنه لا يستبعد أن يكون من أطلق هذه الشائعة يخطط لعمليات اغتيال في العاصمة صنعاء لإشاعة الفوضى.

*تقرير نقد شائعات بأسلوب مهني وموضوعي يعده للخبر اليمني المتخصص في مجال الإعلام خالد الشرعبي. 

أحدث العناوين

رصد شامل لإحصاءات العدوان الإسرائيلي على غزّة منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم

نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الثلاثاء تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع...

مقالات ذات صلة