محاولة استنساخ احداث ليبيا جنوب اليمن

اخترنا لك

حنان محمد:

مع استمرار الدعم الاقليمي والدولي لأطراف النزاع يستمر الصراع ويتسع في ليبيا، فالدعم الاماراتي والامريكي والمصري لقادة المعارضة الليبية ومن ضمنهم القائد العسكري المنشق عن القذافي في ثمانينيات القرن العشرين ” اللواء خليفة حفتر ” ، والذي تم دمج ميلشياته في الجيش ليكون قائدا للجيش تحت مظلة الدعم الاقليمي والدولي

ان هذا الدعم لم يقدم لاستقرار المنطقة بل من أجل النفوذ و لمواجهة حكومة “السراج” التي يعتبرها الكثير اليد التركية والقطرية في ليبيا، وما يحدث اليوم في ليبيا يعد صراع اقليمي دولي لذا لن تهدأ ليبيا ، الا بتوافق عربي أمريكي فرنسي بريطاني.

ولأن احداث 2011 هي تدخلات اجنبيه اكثر من كونها ثورة شعبية ، فأي حكومة ستكون مرتهنة لمن دعمها وكذلك اطراف النزاع ..

تشهد ليبيا اسوأ مرحله انتقالية منذ قتل العميد القذافي، حيث توالت عليهم 10 حكومات مع صراعات تكاد تكون طاحنه بين المؤسسات الحكومية من جهة وبين الجماعات المتطرفة من جهة اخرى . وكما اختلفت السعودية وقطر بسوريا وانعكس الخلاف في صراعات داعش والنصرة فيما بينها، أيضا اختلفت قطر مع الامارات في ليبيا وظهر الخلاف وااضح جدا ،ووصل الى انقلاب حفتر على حكومة السراج في 2014… واختلفت أيضا قطر والامارات والسعودية في مصر بعد اطاحة الرئيس السيسي بالرئيس السابق مرسي الذي تدعمه قطر ..

هذه باعتقادي أسباب كافيه للحرب السعودية المصرية الإماراتية ضد قطر اليوم .

نعود لربط الاحداث الليبية بجنوب اليمن ، ما يحدث بالجنوب هو مطابق للأحداث الليبية، الا ان اللاعب القطري هو سعودي اي ان حكومة هادي والسعودية تدعم الاخوان والقاعدة والسلفيين باليمن وترتكز قوتها عليهم ، وهذا ما دعي الامارات لمزاحمة السعودية ومحاولة فرض هيمنتها في الجنوب للحفاظ على اطماعها بالمنطقة ،بعد سيطرة الاخوان والقاعدة عقب احداث 2015 ، واختيار قائد جديد يدين بالولاء لها وهو “عيدروس الزبيدي”.

يراد لـ “عيدروس” ان يكون :حفتر” جديدا للجنوب ،لترسيخ الوجود الاماراتي بالمنطقة وتزامن ذلك مع محاولات متكررة منهم لخلق توافق جنوبي لشخصه، وان كان من الصعب ذلك لان هناك اختلاف في التوجهات بل وخلاف جنوبي حول الممثل الجنوبي الحقيقي لهم … ولمواصلة ما بدأت به الامارات اعلن عيدروس عن المجلس الانتقالي ، واعلن اكثر من مره عن دوره في محاربة الارهاب ، وترافقت المرحلة بحملات اعلاميه إماراتية عملاقه تكشف عن خلايا الاخوان والسلفيين، وتحذر من الارهاب وتربط الارهاب بهادي ومن معه بطريقه او بأخرى ، وما رفض الامارات لمقابلة هادي او الاعتراف به قبل سنة تقريبا الا تأكيدا لما نتحدث عنه ، ويرى الكثير ان الحزام الامني اصبح يدها الطولى بعدن ، ولديها الكثير من السجون، حتى ان منظمة العفو الدولية طالبت ببدء التحقيقات في علاقة الامارات بالكثير منها سواء بعدن او بالأمارات … عيدروس قد يراه بعض الجنوبيين وأخص “عدن والضالع” قائدا مخلصا ، وخصوصا ان ما ينتظره الجنوبي هو حق تقرير المصير ، الا انه قد يخذل من ناصره ، إن تم الضغط على الامارت لتقليص توسعها ، اي ان الجنوب سيكون مرهون بما ستقدمه الامارات لحلفائها… وأي ضوء ما تحدثنا عنه هناك أسئلة مهمه تطرح نفسها واولها ..

هل ستتمكن الامارات من الاستحواذ الكامل والمنفرد وان تم لها ذلك هل ستتمكن من ترويض واخضاع بقية أطراف النزاع ؟؟

وهل ستستطيع مواجهة الضغوط والاطماع السعودية الأمريكية بالمنطقة ام ان التسويات والتقاسمات والحصص ستكون الحلول النهائية ؟؟

اعتبر هادي وحلفائه المجلس الانتقالي انقلاب عليهم ، وعبروا ان ذاك عن رفضهم له بعزل ثلاثة من اعضاء المجلس وان تم رفض عزلهم فيما بعد ، هادي ايضا لن يقف مكتوف الايدي ومن خلفة السعودية … يظهر صراع الحصص والاطماع ببطء لكنه يزداد وضوحا يوما بعد يوم ، وازداد يقينا ان الجنوب وبقية المناطق التي تدعى محرره، ستكون سبب الخلاف السعودي الاماراتي ، فعندما تتصادم المصالح تظهر الانشقاقات الإقليمية والدولية لأي منطقه، و هذا ما سينعكس على احداث المنطقة كلها واليمن خصوصا … وهناك معطيات تنبأ بأن المنطقة لن تستقر الا بوجود توافق عربي بريطاني امريكي اسرائيلي بالجنوب ، تماما كليبيا وهذا غير ممكن حاليا والكل يعلم ، الا ان اصرار الامارات على التهام نصيب السعودية سيدفع بهم لصدام وربما حرب اهليه ، او سيدفع بهم في افضل الاحوال لمواجه حتميه تماما كحالهم مع قطر اليوم .

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة