“كلنا من المهرة” حيث خط الدفاع الأول والحصن الأخير

اخترنا لك

منى صفوان:

يخوض علي سالم الحريزي القيادي المخضرم  في الجيش اليمني ومعه رفاقه من ابناء وشيوخ المهرة .. معركة من طراز رفيع,  بالدفاع عن سيادة واحقية ارض يمنية. يتجرد الجندي القديم من اسلحته‘ ويحمل شعار السلمية’  ويقود مسيرات راجله واعتصامات شعبية ويلقي خطب حماسية.

ليس سهلا على مقاتل قديم ان يرى أرضه تكتسح وتحتل وتنتهك، ويقف صامتا، الشعور بالعجز والخذلان قاتل، هكذا تقرأ هذه العبارة بصمت في  نظرات ملامح رجل في العقد السادس، خذله رفاق سلاحه القديم  في الجيش اليمني الذين أقسموا على الولاء والدفاع عن الأرض اليمنية، خذلان مر يعيشه  قائد عسكري يرى رفاقه يشتركون في التفريط بالأرض في زمن ارتخاء الدولة.

هكذا تبرز المهرة في هذا التوقيت في الخارطة اليمنية المثخنة بالجراح والخذلان،تبرز كخط  الدفاع الأول، والحصن الأخير، أمام الأطماع السعودية، التي لم تشبع من التهام الجسد اليمني بعد تفكيك اوصاله. فتحت غطاء التعتيم الإعلامي وغبار معركة الحديدة الفاصلة في اقصى الغرب تنتهك ارض يمنية جديدة في اقصى الشرق يال المفارقة.

اليمن فعليا تلتهم وتقضم، ف 80% من الموانئ اليمنية أصبحت تحت سيطرة القوات السعودية والاماراتية، وتدور بنفس التوقيت وبذات النفس الوطني معركتين في اقصى الشرق حيث ميناء الغيضة واقصى الغرب حيث ميناء الحديدة.

هكذا ببساطة فلا توجد صدف تاريخية في اليمن ولا تقديرات “مكانية”، انها رسالة واضحة أن الأرض اليمنية واحدة والمعركة واحدة، والمصير واحد، لأن الخصم والمفترس واحد. وفي زمن تساقط اقنعة الرجال، يبدو لنا “الحريزي” ورفاقه من الشيوخ والشباب ابطال قادمين من خلف التاريخ يحيطهم الغموض، ونقص السرد وجفاء المعلومة فتصبح نصرتهم واجبا حين تراهم يقومون بما على دولة كاملة القيام به وهو ” رفض الوصاية والاحتلال السعودي”.

لقد انهكت وسقطت الدولة  التي كانت ترفض هذا المشروع السعودي في المهرة منذ الثمانينيات. لم يتبق منها إلا هيكل مهترئ يمكن تحريكه بخفة من مكان إلى آخر، والتستر خلفه والتحدث باسمه، هذا ما بات يعرف عنه “بالشرعية”  ويالها من كلمة فضفاضة لتمرير المخططات الخارجية.

الشرعية هي الناس للشعب ..أصحاب القرار والسلطة والحكومة المعترف بها دوليا تسقط عنها حصانة الشعب ان فرطت بحقوقه وارضه ومكتسباته. مشروع انشاء ميناء سعودي لتصدير النفط في ارض يمنية.. عنوان عريض للخذلان.

هذه الارض هي ارض المهرة التي لم ترفع إلا علم الجمهورية اليمنية  ولم تتبن أي مطالب انفصالية ولم تحتضن أي جماعات متمردة او ارهابية، وايضا ولم تعترف بأي خطاب او ثقافة عنصرية في المهرة ستجد ابن ذمار، وابن تعز، و إب، والحديدة، وحجة، وصنعاء، وعدن، وصعده، ستجد اليمني يأتي اليها من ريمة والضالع وحضرموت ومارب، ستجد الكل يعمل دون تفريق بين السقطري والتهامي، لا تشبه المهرة في احتضانها اليمنيين إلا صنعاء العاصمة فتوشك الغيضة أن تكون عاصمة اليمن الثانية وليس فقط عاصمة المهرة.

اهلنا واخوتنا واحبتنا في المهرة، أنتم لنا السند في ضياع قضيتنا الوطنية، وتفتت أوصالها العلم اليمني  الذي يرفع في احتجاجكم السلمي والمشروع، يرفع أسماء المحافظات اليمنية كاملة ويرفع اسم كل مواطن يمني.

احبتنا وابطالنا في المهرة انتم لستم قلة فكلنا من المهرة، ونحن معكم وانتم تدفعون ثمن الخذلان والتفتت والتشرذم اليمني، الذي حان الوقت أن ينتهي فالخصم واحد والطريق واحد وانتم لستم وحدكم فكلنا من المهرة.

#كلنا_من_المهرة

#المهرة_تقاوم_الاحتلال

 

أقلام-الخبر اليمني

 

 

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reviews American and British failure in confronting Yemeni operations

On Thursday, Ansar Allah leader, Abdul-Malik Al-Houthi highlighted the American and British failure in their attempts to counter Yemeni...

مقالات ذات صلة