«نيويورك تايمز»: تحقيق حول 5 أفراد من «كتيبة الإعدام».. تعرف إلى المتهمين بقتل خاشقجي

اخترنا لك

صحافة-الخبر اليمني:

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تحقيقًا في قضية جمال خاشقجي، ويبدأ التقرير بأنّ أحد المتهمين في قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي كان أحد أصدقاء الأمير محمد بن سلمان، وشُوهد مرافقًا للأمير في طيارتي باريس ومدريد، وتم التقاط بعض الصور لهما هذا العام وهما في زيارة لهوستون وبوستون في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويذكر التقرير بحسب شهود عيان وسجلات أخرى أن ثلاثة من المتهمين مرتبطين بتفاصيل أمن الأمير السعودي، والخامس طبيب شرعي، لديه منصب رفيع في وزارة الداخلية السعودية والمؤسسة الطبية، ويذكر التقرير أنّ شخصًا في هذه المكانة، لا يمكن توجيهه إلا من قبل السلطات العليا للسعودية.

ويخبر التقرير أنّه إذا كان صحيحًا ما ذكرته السلطات التركية، أنّ هؤلاء الرجاء كانوا حاضرين في القنصلية السعودية بإسطنبول وقت حادثة اختفاء خاشقجي في أكتوبر (تشرين الأول)، قد يمنح وجودهم رابطًا لعلاقة الأمير محمد بن سلمان بالأمر. وأنّ هذا الأمر قد يبطل أيّ تصريحات تقول إنّ خاشقجي قتل في عملية لا يعلم عنها الأمير. علاقة هؤلاء الرجال بالأمير، قد يصعب المهمة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ لتقبل هذه التفاسير.

يذكر التقرير أنّ الصحيفة أكدت بشكل مستقل أنه على الأقل يوجد تسعة من بين الخمسة عشر الذين اتهمتهم السلطات التركية، يعملون في الأجهزة الأمنية السعودية، أو الجيش والوزارات المختلفة.

أحدهم يسمى ماهر عبد العزيز مطرب، الذي كان دبلوماسيًّا في السفارة السعودية بلندن عام 2007، ووفقًا للسجلات البريطانية الدبلوماسية، فقد كان ماهر يسافر كثيرًا مع ولي العهد، ولربما كان حارسه الشخصيّ.

وبحسب التقرير لقد أصبح اللوم على اختفاء السيد خاشقجي أو وفاته الموجه إلى ولي العهد -البالغ من عمره 33 عامًا- كبيرًا، وأصبحت قضية خاشقجي حاسمة في رؤية الغرب لمحمد بن سلمان، وأيضًا داخل العائلة الحاكمة.

أظهر الأمير نفسه مُصلحًا، ومنفتحًا للتغيير في اقتصاد المملكة وأيضًا ثقافتها، واستخدم هذه الصورة ليحاول التأثير في سياسات البيت الأبيض بالمنطقة، والتودد أيضًا للمستثمرين الغربيين لمساعدته في تنويع الاقتصاد السعودي.

ولكنّ الاشمئزاز الدولي من عملية الاغتيال والتشويه لكاتب واحد في صحيفة، السيد خاشقجي الذي كتب في صحيفة واشنطن بوست، شوهت هذه الصورة التي حاول الأمير رسمها فترة طويلة، ابتداءً من توريط دولته في مأساة الحرب في اليمن، وخطف رئيس الوزراء اللبناني.

يذكر التقرير أنّ ولي العهد وأباه الملك سلمان أنكّرا معرفتهما بمكان وجود السيد خاشقجي، وأعادوا القول إنّه غادر القنصلية.

ولكنّ في الأيام الماضية، وبانسحاب العديد من التجّار الأمريكان من مؤتمر الاستثمار في الرياض، ودعوة أعضاء مجلس الشيوخ لفرض عقوبات على الرياض، يبدو أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، والمملكة العربية السعودية تبحث عن مخرج لحفظ ماء وجه ولي العهد والملك سلمان.

ويذكر التقرير أنّه كما كان متوقعًا، أنّ الديوان الأميري سيصرح بأنّ السيد خاشقجي قتل في القنصلية، وسيلقي اللوم على أحد عملاء المخابرات لإفساد عملية استجواب خاشقجي بقتله.

وصرح الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين بأنّ من الممكن أنّ يكون السيد خاشقجي قد قُتل على يد «قتلة مارقين»، ولكنّ هذا التفسير ستواجهه مجموعة من العقبات التي يصعب شرحها.

وإن علاقة المتهمين بالحكومة السعودية، وعلاقتهم المباشرة مع ولي العهد، قد تصعّب مهمة ولي العهد لخلوه من مسؤولية اختفاء السيد خاشقجي.

يذكر التقرير أنّ وجود طبيب شرعي متخصص في التشريح، يدل على أنّ العملية كانت تقصد مقتل خاشقجي. وذكر مسؤولون أتراك أنهم يملكون دلائل أنّ الخمسة عشر عميلًا سعوديًّا سافروا إلى إسطنبول في أكتوبر. اثنان منهم اغتالا السيد خاشقجي، وقطعا جسده باستخدام منشار العظام، الذي جلباه لهذا الغرض، وسافرا في اليوم نفسه. تظهر التسجيلات أنّ طائراتين خاصتين مرخصتين من شركة سعودية لها علاقة مقربة بولي العهد ووزارة الداخلية وصلت وغادرت إسطنبول في يوم اختفاء السيد خاشقجي نفسه.

ذكر مسؤولون أتراك أنّ السيد خاشقجي قُتل خلال ساعتين من وصوله إلى القنصلية، وأنّ هذا الوقت لم يكن يكفي لعملية استجواب.

وجمعت الصحيفة المزيد من المعلومات عن المتهمين من خلال برنامج للتعرف إلى الوجوه، والسجلات المتاحة، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي، وقاعدة بيانات لأرقام الهواتف المحمولة السعودية، وتقارير الأخبار السعودية، والوثائق المسربة للحكومة السعودية، وبعض روايات الشهود في السعودية عن الدول التي زارها ولي العهد.

التقطت بعض الصور للسيد مطرب، الدبلوماسي السابق في لندن، وهو خارج من طائرة مع الأمير محمد بن سلمان في سفرة حديثة إلى مدريد وباريس. والتقطت صور له أيضًا في هوستون، وبوستون، والأمم المتحدة أثناء زيارة ولي العهد لهذه الأماكن، وعادة ما يكون شاحب الوجه في الصور.

يذكر التقرير أنّ أحد المحترفين من فرنسا، والذي عمل مع العائلة المالكة السعودية تعّرف إلى المتهم الثاني، عبد العزيز محمد الحوسوي، بصفته عضوًا في الفريق الأمني الذي يسافر مع ولي العهد.

وتذكر أخبار سعودية أنّ أحدًا يحمل اسم المتهم الثالث نفسه، ثائر غالب الحرب، والذي رُقيّ السنة الماضية إلى رتبة ملازم أول في الحرس الملكي السعودي، لموقفه الشجاع في حماية قصر الأمير محمد في جدة.

المتهم الرابع سافر بجواز يحمل اسم عضو آخر في الحرس الملكي، محمد سعيد الزهراني. في البحث عن الاسم في تطبيق «منو معاي» المشهور في السعودية، والذي يسمح للأشخاص برؤية أسماء الآخرين وأرقام هواتفهم، يُعرف نفسه محمد بوصفه أحد الأعضاء في الحرس الملكي، ويظهر الحارس مرتديًا علامة باسم محمد الزهراني في فيديو من عام 2017، وهو واقف بجوار الأمير محمد.

الأعضاء في الحرس الملكي أو المساعدون الذين يسافرون مع ولي العهد، قد لا يتابعون معه بشكل مباشر وأحيانًا يتكفلون بمهام أخرى. من المحتمل أنّه تم تكليف البعض بالقبض على السيد خاشقجي أو استجوابه، ولكنّ من المفترض أنّ تكون الحملة بقيادة مسؤول من المخابرات. ولكنّ وجود خبير في التشريح من بين المتهمين، الدكتور صلاح الطبيقي، مؤشر على أنّ القتل لربما كان جزءًا من الخطة الأصلية.

يذكر التقرير أنّ الدكتور الطبيقي، والذي يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، يُعرّف نفسه في تويتر على أنّه رئيس المجلس العلمي السعودي للطب الجنائي، ويشغل مناصب رفيعة في كلية الطب الرائدة في المملكة، وأيضًا في وزارة الداخلية. درس الدكتور الطبيقي في جامعة غلاسكو، وفي عام 2015 قضى ثلاثة أشهر في أستراليا، بصفته طبيبًا شرعيًّا/جنائيًّا زائرًا في المعهد الفيكتوري للطب الشرعي/ الجنائي.

بالرغم من أنّه لا يوجد سجلات عامة لعلاقته مع الديوان الملكي، من غير المحتمل أنّ ينضم إلى العملية صاحب منصب كبير في المؤسسة الطبية السعودية، في بعثة مارقة ينظمها أعمدة من الدولة.

يختتم التقرير بأنّ الدكتور الطبيقي، والذي ظهر اسمه في تقارير المتهمين خلال الأيام الماضية، لم يصرح بأي شيء يخص اتهامه في العملية، ولا يوجد أحد من المتهمين يمكن الوصول إليه للتعليق على القضية.

 

المصدر:ساسة بوست

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة