عن التدليس والسفه في زمن الميليشيا المسيسة

اخترنا لك

 

يتكئ الإصلاح في مغامراته على شيئين ، عصبة من المجرمين الذين لا يتورعون عن تنفيذ أي جريمة مهما كان مستوى بشاعتها وحجم الضحايا فيها ، وعصابة من السفهاء الذين يبيعون الوهم ويسوقون هذه الجريمة تحت ادعاءات الفضيلة والوطنية.
تجدون التكامل بين النشاط الإجرامي على الأرض والتحريض الإعلامي بمختلف أنواعه إليكتروني وورقي ومرئي وسمعي ، تجد في هذا السوق صنوف عجيبة من الشخصيات فيها الصعلوك والداعية واللص والمتسول باسم الجرحى وناهب التبرعات والمهووس والممسوس والمأبون والقبيلي والإرهابي والثورجي والقحبجي وآخر واحد بالكرتون والمأجور والقواد والمتحذلق وووو .. ، جميعهم تتراكب مفرداتهم لتشكل واجهة الخطاب الإعلامي لكيان مسخ توالدت منه جماعات الإرهاب والأصولية والوصولية والملشنة ، ويعتاش على ممارسة الأنشطة القذرة كالنيل من أعراض الناس والكذب وشيطنة الخصوم والاغتيالات.
أصبت بصدمة وأنا أقرأ ليلة أمس تعليق أحد الأصدقاء من المنتمين للإصلاح في احدى جروبات الواتس وهو يقول معلقاً على أحداث المدينة القديم (هناك مطلوبين حوالي عشرين فرد .. لن تعود الحملة الأمنية إلا بهم .. ولو قتلوا عشرة ألف) ، هذا التفكير العدائي هو محصلة للنشاط التعبوي لهذا (الحزب المملشن) أو على وجه الدقة (الميليشيا المسيسة) ، وهذا هو الشائع من السلوك الجماعي لأفراد تم تدجينهم كيلا يفكروا أو يقرروا أو يتصرفوا باحترام.
لا أكتب هنا بيان إساءة بحق الإصلاح وإنما من باب تحصيل حاصل كمن يلتقط صورة فوتوغرافية لمنظر مباشر أمامه.
طرحتُ الكثير من الأسئلة التي تهتم بالكيفية التي أصابت بالتشوه تنظيم اجتماعي وسياسي كهذا ، فخلصت بأن استعداده الدائم لتكرير النفايات من أفغانستان إلى الشيشان إلى الصومال إلى التكفير والهجرة بمصر إلى سلفيات الإسلام الجهادي إلى الأخويات العصبوية في الغرب إلى الارتباطات المشبوهة بالاستخبارات الدولية ومنها لجماعات غسيل الأموال العابرة للقارات للمشيخات والجهويات للتجمعات العنصرية لأقطاب الفساد والجريمة على المستويات المحلية والوطنية للعسكر المؤدلجين للمتزلفين والمتمسحين والباحثين عن الفتات وخليط لا يمكن الإلمام به على عجالة ، يمكن أن ينضوي تحت كل يافطة من تلك اليافطات المئات وربما الآلاف من هذه العينات والمعاول الهدمية.
ولأن شخصية هذا الكيان في اليمن تمثل قطعة بازل في صورة أكبر على المستوى الإقليمي والتي بدورها تمثل جزءًا مماثلاً من صورة عولمية سنلحظ فعل السياسة الذي يمسخ الأفراد ويصهرهم في دوغمائية أشمل فلا يغدو لسلوكهم الشخصي فرادة أو تأثير ، الجميع سيقول أن هناك كائنات جيدة في الإصلاح مثلاً ، ولن يتمكن أحد أن يجيب عليك إن سألتهم عن تأثيرها في قرار الميليشيا المسيسة ، تابعوا فقط الكوميديا السوداء التي تحدث حينما :
– يلاحق التنظيم المؤسس لفكرة السلفية الجهادية في اليمن تنظيماً سلفياً مشابهاً.
– عندما يدعي أول كيان نظم الإرهاب في اليمن مكافحة الإرهاب.
– مهزلة أن يحرض بالعداء على التحالف في اليمن الكيان الوحيد الذي أصدر بيان تأييد التحالف في مارس ٢٠١٥.
– أن يتهم الجميع من شركاءه بالعمالة أول كيان دفع المحسوبين عليه علناً لفتح قنوات تواصل مباشرة دون العودة لوزارة الدفاع لاستلام الأموال والسلاح من التحالف نفسه الذي أدانهم ألف مرة بتبديد هذه الأموال واستثمارها لصالح العصابة تحت شعار فلتذهب المصلحة الوطنية إلى الجحيم.
– أن يتستر بالمؤسسية فيما يدير كل أنشطة الجيش والأمن بشخصيات ليس لها صفة المسئولية القانونية عن إدارة القرار في تلك الجهات.
– أن يخضع للدولة والسلطة المحلية في مأرب ويحاربها في تعز.
– أن يؤسس للنظام في مأرب ويضربه بقوة في عدن.
– أن ينظم المبادرات للتحريض على خصومه باعتبارهم متحوثين ويقوم في الوقت ذاته باستجلابهم لتولي مناصب رسمية رفيعة في الدولة.
– أن يسخر امبراطورية إعلامية جبارة لشيطنة خصومه ويخرج لاحقاً بمظاهرات شعبية لرفع صورهم وأعلامهم.
– أن يثقل كاهليه بالمئات من القتلة والناهبين واللصوص والفاسدين ويدافع عنهم ويوفر لهم الحماية والبيئة اللازمة للتكاثر ومعسكرات التدريب وحلقات التعبئة والتطرف وحتى منازل المواطنين ويكيل الاتهامات للآخرين يمنة ويسرة بالدفاع عن المطلوبين أمنياً.
– أن يقف عائقاً أمام الفعل الجاد لفتح ملف الاغتيالات ويطلق حملات لضبط من أدانهم وأصدر بحقهم فتاوى إعدام داخلية في محكماته التنظيمية.
– أن يمارس الكذب والتدليس كهواية وهوية منظمة واحترافية ويسخر لها مئات المطابخ ويرفع شعار النزاهة والمصداقية في وجه خصومه.
– أن يعتبر حادثة إعدام ميداني لمواطن في قلب مدينة حية ومزدحمة كتعز عملاً مشروعاً ويرى في كشف انتهاك عابر تشويهاً لكل أصنامه ومقدساته.
*****

كتلة تقف على مساحة زلقة كهذه من القبح والتناقضات لا يجب أن ننتظر منها حلولاً ، ولن تعيد لنا توازننا ، كان العشرات منهم بوقاحة يهللون لسقوط مديريات جديدة في الضالع والبيضاء بيد ميليشيا الحوثي ، والآلاف منهم سيطلقون فسائهم النتن عليك مع أول جملة أو رأي تدونه كموقف شخصي لا يلفت اهتمام عشرات من المتابعين ، بينما يحجمون عن نقد لطيف للمحسوبين على الإصلاح كتوكل كرمان حين تنادي علناً بالتقارب مع إيران والحوثي وكعبدالله أحمد علي وهو يقول بأن تنظيم الإخوان المسلمين نشأ في الأساس ضد ثورة ٢٦ سبتمبر أي دفاعاً عن النظام الإمامي الذي يسيل دم اليمنيين في كل سفح وجبل مناضلين رفضاً لعودته مجدداً.

للقبيحين والقبيحات وهم يعتمرون السيارات الفارهة ويشترون العقارات بمئات الملايين ويتجولون في أقاصي الأرض .. ارحمونا من قبحكم ووقاحتكم وكفوا شركم وبلاكم عنا وعن الأبرياء فما تزرعونه اليوم ستجنون ثماره لأمدٍ بعيد.

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة