اذابة الانتقالي ترفع الغطاء عن معارك هادي ونائبه

اخترنا لك

تستعد المحافظات الجنوبية لجولة جديدة من الصراع، وهي بالتأكيد ليست بين الانتقالي وهادي، الخصمان التقليدين، بل بين الاخير ونائبه.  

في حضرموت فتح احمد الميسري، وزير داخلية هادي، باب التجنيد في مديريات الوادي والصحراء  أو ما تعرف بالهضبة النفطة ، وطموحه كما يقول  استقطاب ثلاثة الالاف مجند.

هذه المنطقة الهادئة تخضع لسيطرة المنطقة العسكرية الاولى التي يديرها محسن مباشرة ويتولى من خلالها امتيازات حماية الشركات النفطية وحقوله ايضا.

لا تحتاج هذه المنطقة للمزيد من القوات فحتى للسعودية وكيل خاص يعرف بـ”كتيبة الحضارم” وهي عناصر محلية تتبع مشايخ يحملون جنسيات سعودية ويتسلمون مرتبات من الجيش السعودي.

خطوة الميسري الذي عاد فجأة من القاهرة  لا تزال مشبوهة، مثلما لا يزال موقفه من الحرب الاخيرة في عدن.

كان الميسري يقود قوات هادي في عدن عندما انفجرت الحرب في اغسطس الماضي وكان يملك عشرات المعسكرات والالوية والفصائل الخاصة. كان بإمكانه حسم المعركة في غضون ايام كما يقول لكنه فضل الانسحاب.

تصريحه عن الانسحاب حينها  تزامن مع اعلان الانتقالي  إطلاق سراحه بعد اعتقاله عقب  هجوم على منزله في ثالث ايام المواجهات وحتى فضل حسن، رفيق درب الميسري، اعلن الانضمام إلى الانتقالي منذ ذلك الحين مما تسبب بانهيار قوات هادي المقسمة بالولاء  بينه وبين نائبه وبقت كتائب الاخير في لواء النقل واللواء الرابع ومعسكر بدر تخوض  المعارك وحيدة في حين انضمت الوية الحماية الرئاسية التي يقودها نجل هادي إلى الانتقالي وانقضت على قوات محسن التي اضطرت الانسحاب إلى ابين..

في ابين تمت اسناد قوات محسن بتعزيزات من مأرب ، لكن وبينما كانت الطائرات الاماراتية تفتك بهذه التعزيزات كان مسلحين من  مودية والوضيع – مسقط راس هادي والميسري- يعدون للإجهاز على الجرحى الذين نقلوا للعلاج في مستشفى لودر وقد اعدموا بحسب بيان وزارة دفاع هادي نحو 11 جريحا.

اليوم يتكرر السيناريو ذاته ففي حين  استدعى الميسري قادة الويته العسكرية إلى وادي حضرموت  كانت قواته في ابين تعد الكمائن لقوات محسن التي اتجهت للسيطرة على مسقط راسه  في ابين وانشأت غرفة عمليات مشتركة مع الحزام الامني والهدف منع محسن التوغل بقواته في ابين مع التهيئة لتفجير الوضع في حضرموت وان حملت هذه المرة شعارات معادية للانتقالي من قبل الميسري فهي بكل تأكيد تهدف لدفعه ارسال تعزيزات إلى حضرموت واسقاطها على غرر اسقاط عدن.

هذا الصراع ليس وليد  لحظة المعارك الاخيرة لكنها  نتاج خلافات على السلطة ظلت خفية بين هادي ونائبه، بدء بالصراع على حقيبة الخارجية مرورا  بصراع مناطقي داخل حكومة هادي  وصولا إلى المواجهات الاخيرة التي اندلعت بين قوات هادي ومحسن داخل المعسكرات واسواق القات في شقرة.

قبل هذا كان محسن وهادي يتصارعان على دائرة المالية بوزارة الدفاع وقد نجح محسن عبر وزير الدفاع الموالي له من نقل الدائرة إلى مأرب ورفع يد هادي عنها عبر منع  اعتماد توقيعات رئيس الاركان عبدالله النخعي ناهيك عن مهاجمة المقدشي لهادي بشكل غير  مباشر واتهمه بالفساد وتسجيل اسماء وهمية في كشوفات الدفاع وهذه ظلت حيلة محسن منذ القدم.

اتساع الصراع بين هادي ومحسن  في هذا التوقيت يكشف حجم الخلافات بينهما مع مساعي  تحالف الحرب على اليمن  ترتيب وضع جديد قد ينتهي بإزاحة احدهما أو كليهما مع تقليص حصص احزابهما في اية حكومة جديدة لصالح القوى الجديدة المسيطرة على الارض وهو ما يدفع بكلا منهما لتحريك اوراقه عله يناور بعيدا عن الاخر. يؤكد ذلك الخلافات بين هادي ومحسن حول توقيع الاتفاق مع الانتقالي إذ التقى هادي بالزبيدي في الرياض بعد انهاء السعودية المفاوضات مع محسن في جدة دون نتائج وتتجه  لابرام اتفاق عابر لمحسن والاصلاح وهو ما يضع محسن في ورطة قد لا ينجوا معها في المستقبل.

*نشر أيضا في البوابة الإخبارية اليمنية

أحدث العناوين

UNRWA: Over a million people have lost their homes in Gaza

The United Nations Relief and Works Agency (UNRWA) stated that after 201 days into the war, destruction is everywhere...

مقالات ذات صلة