معني بالانتصار أولا

اخترنا لك

بعجوز فقدت أبنها في الحد العتيد .. بنصف بناء ظل متماسكا رغم جرعات الTNT, بكرسي متحرك فقد الحركة منذ حرب ورصاصتين، بمروءة الصمود التي لم تصدأ رغم هذا الطل .. بوجع المدينة التي يملئها اللصوص والمرضى وجحافل المأزومين..
بعين بثينة المليئة بالتراب، بوجع القلم الذي فقد أسرته كاملة قبل عام، بهلع فريد من الموت حيا، بالندوب على ظهر عطان الحميري..
بأنين القاعة الكبرى تحت أكوام التراب، بواجهات المدن المهدمة، بذاكرة الجسور والطرقات التي أباحها الأوغاد ..
بشط الحديدة الدامي ..
بأكوام الحديد الذي خلفه الأبطال وراء السور، بفوهات البنادق التي سئمت اللحم الرخيص ..
بقلق أمي الذي لم ينتهي منذ أعوام.
بأصابع صديقي الضائعة بين أشلاء المعتدين، بشغف شاعر لم يلقي قصيدة منذ وفاته.. بحب البلدة التي لا تهزم، بخيالات من سقطوا بنار المتخمين، بصقيع من يفترشون -الان- الأرصفة والطرقات .. بجوع كل من حولي من أطفال ونساء.. بكل الساقطين من إعتبارات بلاط العاصفة القذر .. بحماقة رئيسهم الذي لا يعول عليه أحد، بالتفاهة التي نخرت الأجيال من حولنا . بالأدمغة الفارغة في كل مكان،
بحذاء
طفلة
مخضب
بالدم والذكريات ….
أنا مصاب؛
مصاب بكل ذلك؛
الى الحد الذي يجعلني أموت خجلا أمام كل فكرة للغناء ..للحب.. لترف القصائد.. للبكاء؛ لكل ما لا يشبه وجع هؤلاء وكبريائهم،

أنا معني بالأخرين، الأخرين الذين لا يشبههم هذا العالم من حولكم..! معني بالإنتصار أولا ومن ثم البحث عن ثانيا قد يجمعنا ..

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة