طبخة سلام اممية في اليمن بدرجة كورونا

اخترنا لك

تتعالى اصوات السلام في اليمن، البلد الذي يدخل العام السادس من الحرب  التي تقوها السعودية والامارات، فهل هي رغبة فعلية من الاطراف الداخلية والخارجية  بالتصالح وانهاء معانة 5 سنوات من التدمير الشامل، أم فقط تعاطف مع ما يدور في العالم من حرب كونية؟

خاص- الخبر اليمني:

في وقت انطوى فيه كل بلد حول  العالم على نفسه، مغلقا أبوابه في وجه الآخر لمنع تفشي كورونا، الوباء الذي تسبب بقرابة نصف مليون ضحية حتى الان ، بقى اليمن، المثقل بإرث 5 سنوات من الحرب المستعرة،  يصارع وحيدا على أكثر من جبهة.

ربما رأت الأمم المتحدة هذا المدخل الانساني فرصة لعرض مبادرة سلام تبناها الأمين العام للأمم المتحدة ، انطونيو غوتيرش، على عجل ولم يحدد حتى مضامينها وحتى صاغها بشكل دعوة لوقف إطلاق النار لأنه ربما ليس متأكدا من مدى قبولها أو ربما محاولة لقياس النبض.

وبغض النظر عن مضامين دعوة غوتريش التقطت الأطراف اليمنية هذه الدعوة بترحاب كبير.

أولها صنعاء التي أكد رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، تجاوبها مع دعوة غريفيث.

بالنسبة لصنعاء التي  أطلق رئيس مجلسها توا مبادرة للتعاون مع كافة مكاتب الصحة في عموم الجمهورية لمواجهة كورونا قد تبدو هذه الهدنة فرصة للتفرغ لمواجهة الوباء الأخطر على البشرية.

ثمة ضغوط كبيرة تثقل كاهل صنعاء في هذا الملف، فالتحالف الذي فشل في التقدم في عمق سيطرتها على مدى 5 سنوات مضت، يحاول استخدام الوباء الجديد كسلاح لاستهداف حاضنتها الشعبية، كما يقول وزير الاعلام في حكومة الانقاذ، وقد اصر على فتح كافة المنافذ البرية والجوية وشجع عمليات العودة إلى اليمن في الوقت الذي اغلقت فيه دول العالم ابوابها أمام الترحال. كان واضحا من  تحركات التحالف رغبته الجامحة بدخول الوباء.

لم يتخذ في مناطق سيطرته وتحديدا في عدن وحضرموت اللاتي يتخذ منهما منافذ برية وجوية لليمنيين اية اجراءات ، فحتى الحجر الصحي الذي اعلن عنه في عدن لم يعد اليوم وبعد مرور اكثر من 100 يوم على تفشي الوباء جاهزا للعمل، والصراعات التي تتصاعد  داخل  سلطات اتباعه في عدن وتعز بغية الاستحواذ على المساعدات  تعمق الازمة وتنذر بكارثة  كبيرة ولم يتبق سوى صنعاء الوحيدة التي تحملت عبء الملف بجهود ذاتيه رغم الحصار الأممي الذي اوضحه عضو المجلس السياسي محمد الحوثي بكشفه رفض الصحة العالمية دعم صنعاء لبناء محاجر صحية، لكن رغم ذلك لا تعني قبول صنعاء الدعوة ضعفا وقد حدد قاداتها توا معايير السلام المطلوب وقالها عبدالملك الحوثي في خطابه الاخير لابد ان يكون واضحا وشفافا ويتضمن رفع للحصار ووقف لـ”العدوان”.

الأمر لا يقتصر على صنعاء فقط، فحتى التحالف الذي يبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهه بعد الهزائم الاخيرة في مأرب والجوف سارع الاخر  للترحيب بدعوة غوتيرش، وأعلن على لسان ناطقه تركي المالكي دعم أي جهود في هذه الاتجاه.

ترحاب التحالف من باب ضعف، ورغبة  في الخروج من مستنقع اليمن، وهو كما يقول رئيس وفد صنعاء في مفاوضات السويد، محمد عبدالسلام، لا يعكس رغبة حقيقية في سلام مستدام بقدر ما يراد به حفظ ماء السعودية مقابل ابقاء الاقتتال بين اليمنيين، وتلك الدعوة سبق للكاتب السعودي، سليمان العقيلي، المقرب من مراكز الاستخبارات في المملكة، وأن كشفها في تغريدة دعا فيها إلى اقتتال بين شمال اليمن وجنوبه وإخراج السعودية من المعادلة، مشيرا إلى أن من ينتصر بعد ذلك ستعقد بلاده اتفاقيات معه.

تتوق  صنعاء للسلام في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ العالم، وتزداد رغبتها مع اغراقها بمزيد من المرحلين من السعودية والمصابين بكورونا، لكنها تريد سلام بملامح معروفة كما يقول  عضو المجلس السياسي الاعلى يعتمد على  وقف الحرب ورفع الحصار واجراءات تطبيق عملي من التحالف، كما أنها لن تقبل باتفاق يبقي اليمن تغرق بدائرة الصراع والحروب الأهلية التي لطالما نشدها تحالف الحرب منذ هجومه في مارس من العام 2015..

قد تحقق  دعوة غوتيرش للهدنة في اليمن و في هذا التوقيت بعض التجاوب نظرا لنجاح الدعوات العفوية  كمبادرات تبادل الأسرى  مقارنة بتلك التي تشهد  مفاوضات واتفاقيات لأشر، لكن يبقى ذلك مرتبط بمدى توضيح مضامينها وشفافيتها كما يرى الحوثي، وعدم استخدامها كخنجر اخر في خاصرة اليمنيين.

أحدث العناوين

أكثر من 111 ألف شهيد ومصاب في غزّة حتى الآن والعالم صامت

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 34183 شهيدًا و77143 مصابًا...

مقالات ذات صلة