انقلاب سعودي على السلام في اليمن – تقرير

اخترنا لك

على ايقاع دعوات الحل الشامل في اليمن، اعلنت السعودية  تهدئة لأسبوعين،  فما الذي يدفع الرياض فجأة لمثل هكذا خطوة؟

اهي فعلا  تريد الدخول إلى حل شامل كما يردد قادتها، أم ثمة دوافع اخرى تهدف  من خلالها الرياض لتجاوز ضغوط دولية؟

خاص- الخبر اليمني:

بعد ساعات على دخول الهدنة السعودية الشاملة، المعلنة من طرف التحالف اصلا ،  شهدت اليمن تصعيد عسكري غير مسبوق برز بغارات جوية ومحاولات زحف متكررة  لاتباعه، وفقا لما اعلنه ناطق قوات صنعاء ، العميد يحي سريع.

كان من المفترض ان تكون الساعات الأولى للهدنة قوية وتعكس جدية   الرياض في الانحياز للحل السياسي لكن ما يحدث هو العكس، ويؤكد بان التهدئة التي اعلنتها الرياض مجرد مناورة لا اكثر.

فعليا، ترتكز  مبادرة السعودية، احادية الجانب،  على عدة معطيات، أولها  تفشي وباء كورونا داخل العائلة المالكة، وفقا لما ذكرته  نيويورك تايمز، وهو ما اضطر لعزل الملك في جزيرة مهجورة في وقت يرزح  فيه عددا من قيادات النظام السعودي تحت وطأة  الوباء، وكأن التهدئة السعودية مجرد حجر صحي كما باتت تعرف لدى المتابعين للشأن اليمني والسعودي، هذا من ناحية، من ناحية أخرى  وضعت صنعاء  الرياض في موقف حرج بعد القاء المجلس السياسي الاعلى بالكرة في ملعب التحالف عبر عرض رؤيتهم للحل في اليمن.. كانت السعودية حتى وقت قريب تسوق نفسها كراعية للسلام في اليمن، وحتى مع اطلاق مبادرة التهدئة لأسبوعين تسابق عددا من قياداتها  على راسهم خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع وعادل الجبير الوزير للشؤون الخارجية، لتسويق  المبادرة السعودية كمدخل  للحل في اليمن، وكأن السعودية تحاول الالتفاف على رؤية صنعاء ..

في كلال الحالتين، لا تملك المبادرة السعودية مقومات للحل، ليس فقط لأن الرياض التي تقود حرب على اليمن تحاول اظهار نفسها كراعية للأطراف اليمنية  في محاولة للتنصل من مسؤوليتها  تجاه  تباعات 6 سنوات من الحرب، بل لأنها كما ترى صنعاء  تحاول قطع الطريق امام الجهود الدولية لرسم مسار واضح وحقيقي للسلام في اليمن، وفق ما يراه رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام.

قبل مبادرة السعودية، كانت الانظار الدولية تتجه نحو افق نهائي للحل. بشر السفير الروسي لدى اليمن بقرب جولة مفاوضات بين الاطراف اليمنية عبر دائرة مغلقة،  وتوقعت ايلينا دولوزييه ، الخبيرة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط، احد اهم  مراكز الابحاث في الولايات المتحدة،  عن صفقة سلام بين الحوثيين والانتقالي  إضافة إلى اخرى مع صنعاء والرياض تتعلق بوضع الحدود، اضف إلى ذلك الدعوات المتصاعدة من قبل اطراف دولية عدة لوقف الحرب والتفرغ لكورونا، ناهيك عن الرؤية التي اطلقتها صنعاء.

هذه التطورات المتلاحقة تشير إلى أن الرياض منزعجة حاليا من دعوات السلام  خصوصا وأنها في حالة انكسار بعد تحرير قوات صنعاء الجوف وأجزاء واسعة من مأرب، لكن ليس بيدها حيلة  أمام التحركات الدولية  فسارعت إلى إعلان تهدئة مؤقتة، تقول التقارير الاعلامية أنها جاءت بناء على نصيحة امريكية  واممية ..

لم تكن الرياض جاهزة للحل في اليمن، ليس فيما يتعلق بالشمال بل ايضا في جنوب اليمن حيث افشلت الاطراف التابعة لها اصلا اتفاق الرياض،  وهي الآن تحاول ايجاد  ثغرة لخطف مكسب على الارض في طرفي البلاد التي اصبحت اكثر رفضا لوجودها من أي وقت مضى..

في الشمال تحشد قوات باتجاه البيضاء وعينها على تحقيق تقدم او على الاقل الضغط لمنع اقتحام مأرب، وفي الجنوب أيضا تواصل تعزيز قواتها بوحدات امريكية وبريطانية، وكل الهدف الآن اجبار الانتقالي على تسليم عدن على الاقل لتستطيع الرياض المساومة بها  لاستعادة ما  سيطرت عليه قوات صنعاء في حدودها الجنوبية، لكن في كلا الحالتين  تبدو رغبات الرياض حاليا اكثر استحالة في التحقيق من ذي قبل  مثلما لم تعد لمبادراتها قيمة في الشمال او في الجنوب وهو ما يستدعي مراجعة الرياض لحساباتها والقبول بالواقع الجديد  فما هو متاح اليوم قد لا يكون متاح غدا.

 

أحدث العناوين

البريطانيون يواصلون التظاهرات الأسبوعية والاعتصامات المفتوحة الداعمة لغزّة

اعتصم نشطاء بريطانيون مناصرون للقضية الفلسطينية أمام بنك باركليز في مدينة أوكسفورد البريطانية دعماً لقطاع غزة واحتجاجاً على قيام...

مقالات ذات صلة