باسم ياخور يفشل في محاكاة مسلسل يوميات مدير عام

اخترنا لك

عادت الدراما السورية لتغزو الشاشات العربية في الموسم الرمضاني  الحالي، بعد أن عانت في الأعوام الماضية من أزمة تسويقية كبيرة بسبب ضعف مستواها الدرامي، وتسييس محتوى غالبية أعمالها. ويجب الإشارة هنا إلى أنّ السبب وراء عودة الدراما السورية إلى الشاشات العربية غير مرتبط بتحسن هذه الدراما واستعادة ألقها المفقود، بل بسبب تعطل عجلة الإنتاج في معظم البلاد العربية، وخروج معظم المسلسلات المشتركة من السباق الرمضاني، على خلفية الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا الجديد، إذْ تأجلت غالبيّة الأعمال أو ألغيت تماماً.

متابعات- الخبر اليمني :

ومن بين المسلسلات السورية التي تعرض في رمضان الحالي، الجزء الثاني من مسلسل “ببساطة”، وهو مشروع الممثل السوري باسم ياخور الذي اقتصر عرض جزئه الأول على قناة “لنا” السورية، والذي عُرض بعدها على قناة “بي إن دراما” في بداية العام، قبل أن يغزو في رمضان 4 محطات عربية، رغم تدني مستواه الفني. الحلقة الأولى من الجزء الثاني من المسلسل، التي حملت عنوان “يوميات وزير عام”، هي عبارة عن “باروديا” تحاكي مسلسل “يوميات مدير عام” الذي يعتبر واحداً من أهم المسلسلات السورية التي أنتجَت في التسعينيات. والمشكلة في هذه المحاكاة، أنها حولت مسار المسلسل الأصلي، لتصهره ببوتقة الدراما السورية المسيَّسة التي تهدف إلى تمجيد النظام وتبرير أخطائه.

 

فمسلسل “يوميات مدير عام” كان يعتبر إحدى أبرز نقاط التحول في الدراما السورية التي ساهمت برفع سقف النقد ضد الفساد تدريجاً، وهو يعتبر أول جزء من سلسلة المسلسلات الكوميدية التي قدمها أيمن زيدان لنقد مؤسسات الدولة ونظامها المعجون من الفساد. وتتمحور حكاية المسلسل حول شخصية مسؤول مثالي، يحاول أن يحارب الفساد من خلال التنحي عن عرشه، والتجول متنكراً في نطاق الدائرة المسؤول عنها. ورغم أن هذه الحكاية تبدو نموذجية لكل سلطة، لكنها قدمت في سياق جعلت المسؤول المثالي استثناءً وسط مناخ محفوف بالفساد.

 

المناخ الذي عاد زيدان بمسلسلاته التسعة اللاحقة التي تنتمي إلى ذات السلسلة، ليسلط الضوء عليه من زاوية مختلفة. فلمّح إلى سخافة أصحاب المناصب وطيشهم في “جميل وهناء”، وسلّط الضوء على حياة الموظفين، وحمّل النظام مسؤولية الفساد في “بطل من هذا الزمان” و”زمن الصمت”. ووصل إلى أعلى سقف له في مسلسل “الوزير وسعادة حرمه”، قبل أن يسيء هو نفسه في الجزء الثاني من مسلسل “يوميات مدير عام” الذي أنجزه سنة 2011، والذي لم يتمكن فيه من تتويج جهده برفع سقف النقد في الدراما السورية، بل حاول “تصحيح أخطائه” التي ارتكبها ضد النظام.

 

وأما في مسلسل “ببساطة”، فإن ياخور يعود ليستخدم الحكاية ذاتها، ويجري عليها بعض التعديلات ليحول رسالتها، وتصبح مقولة العمل شبيهة بالجملة التي شاعت في الأوساط المؤيدة ببداية الثورة: “بشار الأسد منيح، المشكلة بمن حوله”. إذ إن المسؤول الكبير الذي يشرف في مسلسل “ببساطة” على دوائر الدولة كافة، يحاول أن يتنكر، ليكشف بنفسه عن هموم الشعب ويفرّج عنهم. لكن أتباعه يلاحقونه لتزييف الحقيقة في كل مكان يوجد فيه، ليوحوا إليه أن “سورية بخير”، وأنَّ الشعب يعاني بسبب هؤلاء الأتباع الفاسدين، رغم مثالية المسؤول الحاكم.

 

وعلى مستوى الأداء، فإن الطريقة التي يؤدي بها فادي صبيح شخصية المسؤول تبدو كصورة مشوهة عن الأسلوب الذي قدم به أيمن زيدان الشخصية لأول مرة، وهو أمر، في الغالب، متعلق بالطريقة التي أعيدت بها صياغة الفكرة والرسالة المراد إيصالها من اللوحة الدرامية؛ إذ إنَّ فادي صبيح لم يؤدِّ من الشخصية سوى بعض الخطوط العريضة منها التي تهدف إلى خلق صورة نموذجية أحادية الجانب عن المسؤول، لتلميع صورته وتبرئة النظام الحاكم من تهم تجويع الناس وعدم اكتراثه بمعاناة الشعب التي طاولته في الآونة الأخيرة

المصدر: العربي الجديد

أحدث العناوين

مجلة أمريكية: اليمن اتخذ خطوات قد تمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة

قالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن القوات المسلحة اليمنية في صنعاء والتي يطلق عليها الإعلام الغربي مصطلح الحوثيين، قامت بتوسيع...

مقالات ذات صلة