آه من هذا اليمن..هل يقود الإخوان الأتراك مجددا إلى مقبرة الأناضول

اخترنا لك

حين طوت الدولة العثمانية بقاعا ودول في الشرق والغرب، ولان لسلطانها ممالك وأمراء، وتعاظمت أحلامها بالتهام العالم، تحت مسمى الفتوحات الإسلامية، كانت تعيش مع اليمن في مشهد آخر تماما، فهذا البلد رغم ما عاشه من تمزق وصراعات داخلية، كان على غير ما احتسبه العثمانيون تماما، لم يتحقق لهم كحلم، بل صار مقبرة لأحلامهم وجنودهم.

زكريا الشرعبي-الخبر اليمني:

في رسالة من السلطان العثماني إلى الثائر  اليمني مطهر شرف الدين، قال الأول متفاخرا ومهددا: “فإن أَشرنا أمَرنا أن يتوجه من عساكرنا شرذمةٌ قليلون، نحو ماية ألفٍ أو يزيدون، بكمال الاستعداد من الآلة والزاد، ونتبع العساكر بالعساكر، والجيوش بالجيوش الكواسر، يكون أولهم بالبلاد اليمنية، وآخرهم بمملكتنا الحميّة السَّنِيّة، ولا نحتاج أن نعرفكم قوة سلطاننا وسديد عزمنا وشديد أركاننا، فإنّ أكابر الملوك ذوي التّيجان، وأهل القوة والإمكان، خاضعون لدولتنا الشريفة قهراً، مطأطئون برؤوسهم في أعتابنا جبراً وقسراً» لم يكن هذا السلطان يدرك أن اليمن الذي استهان به سيحمل ذات يوم اسم مقبرة الأناضول.

قال قطب الدين النهروالي في كتابه البرق اليماني في الفتح العثماني:«ولقد سمعت المرحوم أحمد جلبي المقتول (دفتردار مصر) يفاوض المرحوم داود باشا في حدود سنة 953 فقال: ما رأينا مسبكاً مثل اليمن لعسكرنا، كلّما جهزنا اليه عسكراً ذاب ذوبان الملح، ولا يعود منه الا الفرد النادر، ولقد راجعنا الدفاتر في ديوان مصر من زمان ابراهيم باشا الى الآن، فراينا قد جُهّز من مصر الى اليمن في هذه المدّة ثمانون ألفاً من العسكر. لم يبقَ منهم في اليمن سبعة آلاف نفر».

لقد فعلت اليمن بالعثمانيين مالم يفعله بهم أحد من الدول التي حاولوا احتلالها، حتى أضحت تعرف بمقبرة الأناضول تارة وتارة أخرى بمذبحة الأناضول، بل لكثر ما قتل فيها من قادة وأمراء، كان أمراء القوات التي ترسل إلى اليمن يتراجعون، حتى إن” سنان باشا أعدم اثنان من أمراء الجيش بشكل علني ووحشي كي يدفع باقي الأمراء على التطوع في القتال في اليمن، بعد أن استنكف أكثرهم في البداية خوفاً من صعوبة الحرب فيه ونظراً لعدد الباشوات والأمراء الذين قضوا في جباله. عامر محسن-جريدة الأخبار”

ووفقا لما أورده الباحث عبدالله بن عامر في كتاب تاريخ اليمن مقبرة الغزاة فإن اليمن كان أول بلد يستقل عن الدولة العثمانية، وقد كانت اليمن مرحلة مريرة بالنسبة للعثمانيين حيث  تفجرت حركات مقاومة وثورات امتدت في جميع مناطق اليمن أبرزها ثورة الامام القاسم بن محمد.

هل تعود تركيا إلى مقبرتها

لا يزال الأتراك يتذكرون ما تعرضوا له في اليمن، والأغاني التي تتحدث عن حرب محرقة اليمن تجعل ملايين الأتراك يذرفون الدموع، مرددين آه من هذا اليمن الذاهب إليه لا يعود.

مع ذلك دفع حزب الإصلاح بناشطيه وقياداته بدءا بعسكر زعيل القيادي العسكري المقرب من زعيم الإصلاح في اليمن علي محسن الأحمر، وليس آخرا بناشطي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تمجيد الاحتلال العثماني، واستدعاء تركيا لتدخل جديد في اليمن، على غرار تدخلها العسكري في ليبيا.

لا يعرف ما إذا كان الإصلاح يجهل أو يتعمد تجاهل أن لتركيا تجربة قاسية في اليمن، وما إذا كان تنظيم الإخوان الحاكم في انقرة سيقامر ببلاده مرة أخرى لإنقاذ التنظيم المتآكل عالميا، لكن ما هو أكيد أن الأحداث وإن كررت نفسها وأن الغزاة وإن لم يستفيدوا من التاريخ، “فإن من أبرز سمات التاريخ اليمني هو المقاومة للغزاة مهما امتلك الغازي من قوة ودعم ومهما حشد من قوات تظل المقاومة حاضرة ومستمرة..تاريخ اليمن مقبرة الغزاة-عبدالله بن عامر”

 

 

حساب الكاتب على تويتر

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reviews American and British failure in confronting Yemeni operations

On Thursday, Ansar Allah leader, Abdul-Malik Al-Houthi highlighted the American and British failure in their attempts to counter Yemeni...

مقالات ذات صلة