تعلق “اخوان” اليمن بقشة تركيا.. استدعاء للخلافة أم مصالح متبادلة؟

اخترنا لك

يعمق “الإخوان” في اليمن علاقتهم بتركيا، كغيرهم  من فروع الجماعة في الوطن العربي والذين انتهى بهم المطاف متدثرين  بثوب السلطان العثماني عقب خسارتهم  شعوبهم واوطانهم، فهل يعكس ذلك بحثا عن  نبوءة الخلافة  أم تبادل المنافع؟

خاص- الخبر اليمني:

القيادي في حزب الإصلاح- جناح الإخوان المسلمين في اليمن، أمين العكيمي، والذي كان يشغل منصب محافظ الجوف قبل تحريرها من قبل صنعاء، اشترى توا مولا تجاري في العاصمة التركية اسطنبول لينظم بذلك إلى قائمة كبيرة  من القيادات التي  نهبت ثروات البلاد، واستقر بها المطاف اخيرا  تستثمر بقطاعات سياحية وعقارية وتجارية بالمدن التركية.

وفقا لتقارير رسمية تركية تجاوزت  استثمارات اليمنيين في تركيا منذ العام 2015،  حاجز الـ 400 مليار دولار، غير أن المسألة  في قاموس “الاخوان” لا تقتصر  على تهريب راس المال الوطني من اليمن، فالمؤشرات تتجاوز ذلك بكثير وقد دخلت علاقة  “اخوان” اليمن بتركيا منعطف جديد مؤخرا مع تزايد النفوذ التركي في اليمن والذي برز بإرسال انقرة، كما تتهم من قبل الامارات والسعودية، طائرات مسيرة لاتباعها وبدئها عملية تجنيد واسعة في سوريا لإرسال مقاتلين إلى اليمن.

ا خوان اليمن الذين يدينون بالولاء لأكثر من دولة في المنطقة ومقيدين حاليا بتحالف السعودية والإمارات،  كالعادة يتبعون النشاط السري في علاقتهم مع انقرة، ويحاولون اللعب بأوراق من خارج مصفوفة التنظيم، كتحريك القيادي الجنوبي صالح الجبواني والذي شغل منصب وزير النقل في حكومة هادي ، مستغلين بذلك   شبقه للسلطة وصراعه مع اتباع الإمارات، وقد نجحوا باستخدامه في تعزيز نفوذهم حتى في جنوب اليمن الذي كان الجبواني نفسه يطالب يوما بتحريره من سطوتهم.

ربما لن يجاهر  “الاخوان” بعدائيتهم للسعودية حاليا عبر الاعلان الرسمي بالولاء لأنقرة ، حتى وقد انهكت الرياض قواهم، وذلك لأسباب بعضها تتعلق بالدعم السعودي والرهان  على ضعف المملكة والارتماء بأحضانهم مجددا، وأخرى تتعلق بقيادتهم التي لا تخفي عضو شورى الجماعة توكل كرمان بأنهم تحت الإقامة الجبرية هناك، لكن التنظيم الذي  كان يملك قاعدة كبيرة شعبيا واعلاميا، نجح عبر تقنية “الذئب المنفرد” من  جر تركيا إلى مستنقع الصراع في اليمن واصبح اليوم اكثر توقا لدخولها على خط الصراع، وقد اطلق ناشطوه حملة تطالب بتدخل تركي في اليمن.

كان هؤلاء حتى قبل اعوام يستنصرون بالتحالف السعودي – الإماراتي للحرب على اليمن، وكانوا صوته في وجه اليمنيين، وبرروا  حتى جرائم القصف والغارات الجوية، بينما كانت قياداتهم تجند الشباب والأطفال ، لا لسبب إلا اعتقادا منهم بأنه جاء لإعادة السلطة التي اختزلوها في “الشرعية” إليهم، لكن الصدمة كانت اكبر عندما وجدوا انفسهم قبل غيرهم هدفا للتحالف التواق لإضعاف كافة القوى اليمنية  وتمزيق البلد اجتماعيا ومناطقيا وطائفيا ..

خسروا معاقلهم شمالا ويواجهون حاليا حرب تصفية جنوبا ولم يعد لدى الجماعة مصدر لإثراء قياداتها، فتحولت في غمضة عين إلى بوق اخر لتركيا، وها هي اليوم تجند لصالح انقرة للقتال في سوريا وليبيا، وتلقي بكافة  اموالها للاستثمار في تركيا  لإنقاذ الاقتصاد التركي الذي يواجه مخاطر كبيرة، وعينها كما يبدو  على تدخل تركي في اليمن لإعادة نفوذها أو قلب الطاولة على الجميع.

قد تبدو علاقة اخوان اليمن بتركيا مجرد تبادل منافع. تؤمن اسطنبول ملجأ آمنا لقيادات الجماعة واموالها مقابل اخلاص الولاء للوالي العثماني التواق للتواجد في باب المندب وبحر العرب ، لكن الهدف يبدو أكبر اذا ما اخذ في الاعتبار تصريحات مدير مكتب علي محسن، نائب هادي، وقائد الجناح العسكري في التنظيم وهو يمجد “الاحتلال العثماني” لليمن،  فالجماعة التي رأى مؤسسها “حسن البناء” بالسلطان العثماني محمد الخامس منبع للخلافة الاسلامية التي اندثرت مع خروج تركيا مهزومة في الحرب العالمية الأولى  واعلان كمال اتاتورك الجمهورية في العام 1924، ربما ترى في اردوغان ما راه البناء قبل تأسيسها في السلطان الخامس، لكن مالم تدركه الجماعة في اليمن أن  5سنوات من خدمتها لحرب التحالف السعودي الإماراتي قد مزقت البلاد وانهكت “الاخوان” قبل غيرهم اصبحت اليوم محل تقاطع  مصالح دولية واقليمية كبيرة ربما تكون تركيا الخاسرة فيها على غرر دول اخرى كليبيا أو سوريا المحاذيتان لتركيا.

 

إقرأ أيضا:آه من هذا اليمن..هل يقود الإخوان الأتراك مجددا إلى مقبرة الأناضول

أحدث العناوين

ضابط في البحرية الأمريكية يكشف تفاصيل معضلة بلاده في اليمن

قال الضابط السابق في البحرية الأمريكية جيمس دوروسي إن بلاده تواجه معضلة استراتيجية حيث تخسر في أول نزال بحري...

مقالات ذات صلة