بدأ المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتيا، خلال الساعات الماضية تحركات تنبئ بمحاولته التصالح مع الشارع الجنوبي، لكن توقيت هذا التحرك يضع اكثر من علامة استفهام حول نوايا المجلس وما اذا كانت محاولة عابرة لدرء الخطر أم رغبة في شراكة حقيقية؟
خاص – الخبر اليمني:
واحتضنت العاصمة الإماراتية، الخميس، لقاء جمع رئيس الإدارة الذاتية للانتقالي احمد بن بريك بنجل الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي ظهر مؤخرا من ابرز ناقدي الانتقالي إلى جانب قاسم عبد الرب.
وقال هاني علي سالم البيض إن اللقاءات كانت إيجابية وكرست لمناقشة التطورات على الساحة الجنوبية .. وتزامن اللقاء مع بدء قوات الانتقالي في عدن اطلاق سراح قيادات جنوبية ابرزها عبدالفتاح جماجم المحتجز منذ اشهر ومتهم بالتعاون مع القاعدة واخر يدعى “الربيعي” وجميعهما اختطفا من قبل قوات الانتقالي خلال الأشهر الماضية من عدن مع أن نشاطهما محدود.
ولم تتضح دوافع الانتقالي بعد من هذه التحركات وما اذا كان لخفض الاحتقان الجنوبي ضد المجلس خصوصا في ظل تصاعد الانتقادات له، ام لمواجهة تحركات جنوبية لتيارات أخرى باتت تحضر لحوار جنوبي – جنوبي في ظل الضغوط السعودية على الانتقالي لتنفيذ اتفاق الرياض وسط اتهامات للمجلس بالتفريط بالقضية الجنوبية، لكن توقيت التحرك يشير إلى أن الانتقالي الذي يواجه ضغط في جبهات القتال في ظل التصعيد الأخير لقوات هادي في ابين والتحركات في لحج يحاول تحصين الجبهة الداخلية الجنوبية والحفاظ على حاضنته الشعبية خشية ان يتعرض لسقوط خصوصا في ظل حديث ناطق قوات المجلس في ابين ، محمد النقيب، عن بدء المجلس تحرك في أوساط قبائل شبوة لدفعها في الانخراط في القتال ضد هادي عبر نصب الكمائن لتعزيزاته باتجاه ابين، ومناشدة الحزام الأمني من مالكي العقارات في لحج بالتحقق من هويات المستأجرين لدواعي امنية.
خلال السنوات الماضية من عمر تشكيل المجلس، كان للانتقالي فرصة كبيرة في احتواء القوى الجنوبية خصوصا الحراك الذي بني على أنقاضه، لكن المجلس بدلا من ذلك راح يستهدف هذه القوى ويحاول ابقائها تحت جنحه على أمل تشغيلها لصالحه وهو ما عزز التمزق الجنوبي المتأثر أصلا بتراكمات الماضي وافقد المجلس زخم سيطرته جنوبا باتجاه العمق الشرقي وهلاله النفطي ومنح خصومه التقليدين في ابين وشبوة وحضرموت والمهرة تفوقا غير مسبوق.
