مكاسب دولية وإقليمية في حكومة هادي والوضع في اليمن خارج الدائرة

اخترنا لك

مع إعلان الحكومة الجديدة لهادي، بدأ التحالف السعودي-الإماراتي وحتى الولايات المتحدة ضخ مزيد من الأوهام  إعلاميا بشأن الوضع في اليمن، ودور الحكومة الجديدة  في انتشاله، مع أن رئيس الحكومة معين عبدالملك اعتراف بنفسه أنه لا يملك  “عصا سحرية” لإنقاذ ما تبقى من وضع اقتصادي وخدمي في مناطق  “الشرعية” ، لكن نظرة أعمق في تشكيلة الحكومة الجديدة  تكشف بأن الوضع العسكري وحتى الخدمي في اليمن خارج دائرة الاهتمامات الدولية في تركيب الحكومة الجديدة التي تبدو ذات ابعاد إقليمية ودولية .

خاص – الخبر اليمني:

توقيت إعلان الحكومة جاء في وقت حساس بالنسبة لساكني مناطق “الشرعية” والخاضعة أصلا لوصاية دولية وإقليمية، خصوصا وقد بلغت بهم الفاقة درجة لا تطاق مع ارتفاع تكاليف المعيشة في ظل غلاء وانقطاع مصادر الدخل،  وهذا التجويع  في الأساس، وبحسب تقرير خبراء مجلس الأمن بشان اليمن، متعمد  وكان يراد منه كسوط  في ظهر اليمنيين، لكن وقد نجحت صنعاء بتحصين  جبهتها الداخلية قرر التحالف  جلد من تقطعت بهم السبل في مناطق سيطرته وهم الآن يجنون ما كان يخطط لتنفيذه في اليمن منذ بدء الحرب في العام 2015.

عموما يبدو الكثيرين في مناطق “الشرعية” أكثر أملا في الحكومة الجديدة، وهذا الأمل  “الكاذب” هو نتيجة طبيعية لعملية الضخ التي يسوقها التحالف على كافة الأصعدة، وقد دفع بالعملة المحلية في عدن للتراجع فجأة من 900 ريال للدولار إلى نحو 700 ريال وخلال ساعات  دون أية اجراءات تذكر وهو ما يكشف حجم تلاعب التحالف بالوضع الاقتصادي خصوصا وأن تراجع الانهيار للعملة المحلية تزامن مع تضخيم  الموالين له إعلاميا لحجم التأثير الذي سينبثق عن عودة الحكومة إلى عدن  بعد تشكيلها وهم بالأساس  لا يستندون إلى  تغيرات في الوضع الاقتصادي الراهن كرفع التحالف الحصار عن الموانئ البرية والبحرية وحتى الجوية ولا على السماح بتوريد عائدات النفط والموانئ إلى البنك المركزي  أو حتى تخفيف قيود دخول البضائع ورسوم الجمارك والضرائب التي تذهب لتمويل الحرب، بل على احتمال تجديد السعودية  لوديعة الملياري دولار تلك التي اخمدت العملة برهة قبل أن تسعرها مجددا لتخنق المواطن البسيط بالمزيد من الازمات.

لا شيء قد يتغير على أرض الواقع، فالحكومة الجديدة لا تحمل جديد بالمعنى العملي وهذا يستند إلى  قائمة كبيرة  من الوزراء الذين أعيد  تدويرهم مرات عديدة ولا يحملون في  سيرهم الذاتية سوى المزيد من الإخفاق وملفات الفساد، ناهيك عن المحاصصة الحزبية التي ستدفع كل وزير للعمل لصالح الجهة التي انتدبته لتنفيذ أجندتها بتعطيل أية محاولة لتحسين الخدمة للمواطن البسيط خصوصا وأن التوليفة ذات ابعاد صراع عدة وغير متجانسة كما يصفها الكثيرين وهذا بحد ذاته كفيل بإثقال المواطن في مناطق الشرعية بمزيد من الأزمات.

في كل الأحوال كل ما تحمله الحكومة الجديدة غير متعلق بالوضع في اليمن بما فيه العسكري نظرا لإبقاء وزير الدفاع الذي فشل على مدى 6 سنوات في منصبة، والخدمات التي أسندت لوزراء أكثرهم  تأهيلا يحمل بكالوريس لغة وتربية وتعليم، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المكاسب دوليا و إقليميا، فعلى الصعيد الدولي يشير إصرار أمريكا على تعيين سفير هادي في واشنطن أحمد عوض بن مبارك وزيرا للخارجية واجباره على التراجع عن اعتذاره عن المنصب، إلى رهانها الكبير عليه نظرا لارتباطه بالاستخبارات الأمريكية منذ تعينه في إدارة مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء وما تلاه من مكافأة بتعيينه وزيرا في واشنطن، والمكسب الذي ستحققه واشنطن يتعلق بقدرتها على دفع بن مبارك للتطبيع مع إسرائيل على الأقل يملك ابتسامة قد تروق لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تفاجأ خلال محاولة تقريبه بوزير خارجية هادي الأسبق خالد اليماني بتكشيرة الأخير وأدت إلى الإطاحة به.

كما أن بقاء معين عبدالملك في رئاسة الحكومة يبقي يد واشنطن العليا عليها خلال الفترة المقبلة بحكم علاقته  بالاستخبارات، وفق ما يراه الكاتب الاشتراكي محمد المقالح.

في سلم أولويات الحكومة الجديدة، تحل أجندة السعودية والامارات ثانيا، وقد ركزتا الدولتان على منح جزيرة سقطرى والمهرة حقيبتين رغم صغر هاتين المحافظتين مقارنة بمحافظات أخرى كالضالع مثلا أو حتى مأرب وتعز، وهو ما يشير إلى أن التحالف يحاول تخدير أبناء هاتين المحافظتين المقاومين لوجوده على أراضيهما.

وحدها بريطانيا التي تبدو خارج لعبة الرياض، ولم يسعفها الوقت لتعترض وقد أعلنت الحكومة الجديدة سوى  مباركة جهود “الرياض” والتعبير عن أملها بحسب بيان رسمي  في أن تدفع هذه الخطوة لإعادة مسار مفاوضات الحل الشامل في  التي تقوده إلى الواجهة على الأقل لتحقيق تعادل ولا هزيمة ثانية .

لن تكون حكومة معين، مسلوخة الولاء المحلي بما فيه الحزبي، سوى مجرد خرقة أخرى يمسح بها جرائمه في اليمن وينفذ عبرها أجندته هنا، وفي نهاية المطاف سيلقي بكل الفشل على كاهلها ويرميها في مواجهة الجياع على غرر القائه لهادي في المحرقة، وسيبدأ التفكير بخليفتها مالم تكون ثمة انتفاضة عارمة في كافة أنحاء اليمن لانهاء وجوده.

أحدث العناوين

تأكيد بريطاني تطويق “الحوثيين” للهندي

اكدت بريطانيا، السبت، نجاح  من وصفتهم بـ"الحوثيين" بفرض واقع جديد في المحيط الهندي .. خاص – الخبر اليمني: ونقلت قناة "سي...

مقالات ذات صلة