الحوثيون يتسببون بعزل للإدارة الامريكية و بإحراج للسعودية

اخترنا لك

لا تزال المواقف الدولية المنددة  بالتحركات السعودية – الأمريكية لتحييد الحوثيين في اليمن  عبر الدفع باتجاه تصنيفهم على لائحة الإرهاب الامريكية تتوالى، ولا تزال التصريحات المناهضة لمثل هكذا خطوة تتدفق واضعة الإدارة الامريكية الحالية في عزلة لم يسبق وأن وصلت إليها الولايات المتحدة في تاريخها الطويل من الهيمنة على العالم، والسعودية التي كانت تعتقد أن العالم الذي صمت على جرائمها في اليمن على مدى أكثر من نصف عقد قد أصبح في جيبها.

خاص – الخبر اليمني:

المواقف الرافضة لتهديدات وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو التي أطلقها ضد الحوثيين قبل أيام لم تقتصر على المنظمات الدولية التي تخشى تأثير القرار على الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ بدء الحرب التي تقودها السعودية منذ العام 2015، ولا على السياسيين الأمريكيين  بل طال دول كبرى بما فيها الأمم المتحدة أكبر تكتل دولي .

بالنسبة لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، فإن موقفها ، كما يقول الأمين العام أنطونيو غوتيرش ، ترفض تمام الخطوة الامريكية ، ويتوقع أن تتخذ خطوات على الصعيد الدولي لمنع مثل هكذا كارثة حيث يتوقع، وفق ما نقلته وكالة رويترز، أن يطلب مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارك لوكاك، اليوم وخلال احاطته المرتفة، من مجلس الأمن الضغط على الولايات المتحدة لسحب التهديد بتصنيف الحوثيين على لائحة العقوبات نظرا لما قد يتسبب به من كارثة إنسانية وهذا الموقف سبق لمنظمات دولية خارج المنظومة الأممية وأن حذرت منه على رأسها الصليب الأحمر، الذي بدأ تحرك على مستوى الدول الكبرى كما يقول مدير العمليات في اللجنة دومنيك ستيلهارت بهدف تخفيف أي تأثير سلبي على اليمنيين جراء  الخطوة الامريكية والعديد من المنظمات.

وبغض النظر عن المنظمات الدولية الخاصة بالإغاثة والتي باتت تستشرف منذ بدء الحرب مجاعة مدقعة في اليمن نظرا لصعوبة الوضع الذي تسبب به الحرب والحصار،  كان لافتا المواقف السياسية الدولية وحتى داخل الولايات المتحدة الامريكية نفسها حيث تصاعدت  حدة الأصوات  الرافضة  لتوجهات إدارة ترامب  من قبل مشرعين أمريكيين وقيادات في الإدارة الجديدة على رأسهم رئيس الاستخبارات المركزية  وليام بيرنز  والذي اعتبر خطوة ترامب تهدد الامن القومي الأمريكي، ومثله السفير الأمريكي السابق جيرالد فيرستاين الذي اعتبر الخطوة تعزل الولايات المتحدة اكثر من تسببها بضرر للحوثيين، ومثلهم الكثير من أعضاء الكونجرس، لكن اللافت في الأمر  المواقف داخل الإدارة الامريكية نفسها، حيث تشير صحيفة الواشنطن بوست في هذا السياق، إلى تجاهل وزارة العدل الامريكية  تصريحات بومبيو وعدم متابعتها القرار لدى الكونجرس ، ومثلها إدارة بايدن الرئيس المنتخب، وقد سارعت ، وفق ما نقلته الصحيفة ذاته، على الحديث عن اخلاء التصنيف الذي تعتزم إدارة ترامب اعتماده بحق الحوثيين.

لا مجال إذا للسعودية لتمريد أجندتها في الولايات المتحدة بادراتها الجديدة ومؤسساتها الدستورية حتى  وأن حاولت  شراء ترامب في آخر أيامه، وهذه المواقف لم تتوقف  على الولايات المتحدة التي واجه وزير خارجيته الحالي مايك بومبيو احراجا جديد خلال اليومين الماضين عندما رفضت دول غربية استقباله بينما كان في طريقه لإقناع الأوروبيين، كما تفيد وسائل اعلام أمريكية بمقترحه  الجديد لوضع الحوثين ، وتلك الدول ترفض المقترح من أساسه، الأمر ذاته واجه السعودية وقد اوفدت وزير خارجيته إلى موسكو بهدف اقناع الروس لحذو  اتجاه واشنطن  تجاه أزمة السعودية في اليمن مع اقتراب العام السابع من حربها الخاسرة التي تقودها منذ العام 2015، وقد اصطدم  فيصل بن فرحان بمواقف روسية لم يكن يتوقعها ووضعته في  مرحلة احراج لم يسبق أن تلقته بلاده وهو يستمع لنظيره الروسي ينتقد التدخلات في شؤون الدول ومحاولة فرض أيدولوجيات وهو بذلك يشير إلى السعودية وأن حاول وضع الولايات المتحدة في الواجهة.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة