رسالة الحوثي لأمريكا والسعودية

اخترنا لك

وجهت صنعاء، الأربعاء، رسالة قوية للولايات المتحدة  والسعودية على حد سواء فحواها  أن  لا حل في اليمن بدون وقف الحرب ورفع الحصار وأن أي محاولة للضغط أكثر سيكون ثمنها  غير محسوب العواقب، فما مضمون الرسالة الجديدة؟

خاص – الخبر اليمني:

بالتزامن مع وصول المبعوث الأمريكي الجديد إلى اليمن، تيم ليندر كينغ ، إلى الرياض في بداية جولته لتسويق الرؤية الامريكية الجديدة  بشأن اليمن للسعوديين ، هزت  انفجارات عنيفة كبرى القواعد العسكرية المشتركة للطرفين جنوب المملكة.

كانت هذه الانفجارات ، كما يقول متحدث قوات صنعاء ، مجرد رسالة على الرغم من اضرارها الكبيرة التي اعترفت السعودية بجزء منها كاحتراق طائرات  وتدمير مراكز تحكم.

بالنسبة للأمريكيين الجدد في السلطة، لم تكن اليمن التي وضعها الرئيس بايدن على قائمة أجندته في السياسة الخارجية، سوى مجرد ورقة ابتزاز  للرياض واستنفار خزينتها كما هو معهود لدى أية إدارة أمريكية جديدة تحاول اللعب على المتناقضات، ويبدو ذلك جليا في التناقضات التي بدأت جلية على الإدارة الجديدة التي ما أن أعلنت  وقف كافة أنواع الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده  السعودية حتى أبلغت عبر وزارة الدفاع “البنتاغون” السعوديين باستمرار التعاون بين “الحليفتين” ، وحتى  بدء المبعوث الأمريكي الجديد والذي لا تزال قوات بلاده على الأراضي السعودية وتخوض حربا بالوكالة عنها ضد اليمن  جولته من الرياض محاولة لمعرفة  ما ستعرضه السعودية لقاء بقاء الدعم الأمريكي فترة أخرى ، ففي نهاية المطاف لم تعلن الحرب الا خلال فترة حكم الديمقراطيين وكان الرئيس الحالي يمثل أبرز أعمدة النظام في تلك الحقبة بصفته نائب للرئيس.

ما يهم الآن  إن وصول المبعوث الأمريكي إلى السعودية في هذا التوقيت يشير إلى أن التركيز الأمريكي حاليا على مأرب ، آخر معاقل السعودية شمال شرق اليمن، وقد يتركز النقاش حاليا حول منع قوات صنعاء من السيطرة على المدينة نظرا لاستباق وزير الخارجية الامريكية زيارة كينغ  بمطالبة  “الحوثيين ”  بوقف الهجمات على مأرب والسعودية، وهو ما يشير إلى أن صنعاء تحاول عبر قصفها مطار ابها وتبنيه بصورة رسمية عكس الضربات التي أعلنت السعودية وقوعها على مدى الأيام الماضية من  عمر دعوة بايدن لهدنة بين الطرفين ،  إيصال عدة رسائل أولها للسعوديين قبل غيرهم مفادها أن التقنية الامريكية  ومنظوماتها الدفاعية بجلالة قدرها لن تستطيع ردع صنعاء  من  إصابة أهدافها بدقة ، وربما قد تحمل أيضا رسالة بتطوير صنعاء لقدراتها الدفاعية وبما يحول دون اعتراض  الطائرات المسيرة حتى من قبل المنظومة الامريكية التي أعلنت عنها قبل أيام وتحاول بيعها للسعودية بصفقة سرية هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فإن تزامن قصف مطار ابها مع تكثيف السعودية غاراتها على المحافظات اليمنية وتحديدا مأرب والجوف  يضع السعودية بين خيارين لا ثالث لهما أما وقف الغارات أو مواجهة  تصعيد سبق وأن توعدت صنعاء به على لسان اكثر من مسؤول وتمثل بالرد على كل غارة بقصف هدف استراتيجي في العمق السعودي.

لم تكن الطائرات المسيرة التي قصف ابها اليوم وحدها من تحمل الرسائل ففي مقابلها أطلق ناشطون بينهم قيادات في حركة الحوثي هتشاق ينتقد التجاهل الأمريكي للحصار المفروض على اليمن ويحملها تداعيات ذلك وهي إشارة واضحة إلى استمرار منع التحالف دخول سفن النفط والغذاء عبر ميناء الحديدة وربما قد تحمل محددات  تستبق أي  مسار  تسعى الولايات المتحدة لرسمه  في اليمن وتدفعها  نحو اخذ الاعتبار نحو ملفات مهمة ابرزها رفع الحصار ووقف الحرب، فكلما استمرت هذه المعادلة استمر الرد وهذه لم تعد قناعة لدى القيادات في صنعاء، كما يشير بذلك ناطق قواتها العميد يحي سريع في بيانه الأخير، بل أصبحت قناعة راسخة لدى اقطاب عدة دوليا وعلى راسهم الاتحاد الأوروبي الذي قدم  عرضا جديد لقي استحسان  السياسيين في صنعاء  كونه يعتمد على سياسية وقف الحرب والدفع بتسوية سياسية عاجلة وتلك الخطوات قد تعجل بإنهاء المعانة الإنسانية المستمرة منذ 6 سنوات بفعل جموح السعودية وتحالفها الذي تشكل الولايات المتحدة جزء منه.

أحدث العناوين

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ إعدامات ميدانية ضد الأطفال في محيط مستشفى الشفاء

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش العدو الإسرائيلي المجرم نفذ عمليات إعدام ميدانية بحق أطفال في محيط مجمع...

مقالات ذات صلة