مؤشرات اقتراب نهاية الحرب على اليمن

اخترنا لك

شهد ملف اليمن تطورا دراماتيكيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، تشير جميعها إلى  بداية عهد جديد، فهل تدفع هذه التحركات صوب  عملية سلام شاملة أم ترسم مستقبل مجهول العواقب ؟

خاص – الخبر اليمني:

على الصعيد الداخلي ، تشير خارطة المواجهات إلى أن صنعاء التي تقترب من السيطرة على مدينة مأرب، وفق تقارير إعلامية، قد حسمت  الحرب لصالحها بعد مسيرة طويلة من القتال تمكنت  خلالها من قلب موازين المعركة برا وبحرا وجوا  وباعتراف  خصومها ، وهي الأن تضع اللمسات الأخيرة  لسحب الورقة الأكبر إلى طاولة المفاوضات  التي ظل التحالف يتلاعب بها بكل اريحية بعد تكبيله اليمن بالحرب والحصار على مدى السنوات السبع الماضية.

وبغض النظر عن ما تبقى من مواجهات   عند المدخل الغربي  لمدينة مأرب، آخر أوراق التحالف شمال اليمن، تتجه الأنظار حاليا  إلى الحراك الإقليمي والدولي للدفع بعملية سلام  بناء على المعطيات الأخيرة على الأرض، وسط مؤشرات على قناعة سعودية تامة بالواقع الجديد الذي اصبح يتموضع على ارض الواقع  فهل تشكل مأرب بداية النهاية لحرب أصبحت تهدد بمحو  اهم بلد في الجزيرة العربية  من الخارطة ؟

حتى الآن  تبدو الإشارات الواردة من صنعاء مطمئنة  تماما مع عرض  قياداتها الأخير تسليم المدينة مقابل الانخراط في حل شامل ينهي سنوات من الاقتتال، كما يقول نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ حسين العزي،  اضف إلى ذلك دعوة محمد البخيتي ، عضو فريق المصالحة الوطنية في صنعاء، قادة ومقاتلي هادي في مأرب   لتسوية وضعهم  لدى صنعاء ، وجميعها مؤشرات على أن معركة مأرب حسمت سواء بالحرب أو باتفاق من تحت الطاولة لكن يبقى دور التحالف؟

الإشارات القادمة من دول التحالف وتحديدا السعودية هي الأخرى تشير إلى أن السعودية بدأت وضع ترتيبات لما بعد سقوط المدينة، فالسعودية التي ظلت خلال الأيام الماضية تلقي بكل ثقلها العسكري والسياسي لتأجيل دخول  صنعاء مأرب بالتزامن مع المفاوضات الجارية في مسقط  تراجع زخمها  وحتى تكثيفها الغارات على المدينة لم يعد ذي فاعلية وكل المعطيات تشير  إلى أن الهدف  اقناع الفصائل الموالية لها  بانها لا تزال معهم، في الوقت  الذي تتطلع فيه  لتقارب اكثر مع ايران “فزاعتها في اليمن” مع وصول مرتقب لوزير الخارجية الإيراني إلى قطر والعراق حاملا  معه مبادرة صنعاء بشأن الحل.

لم تعد السعودية تعول على بقاء مدينة مأرب تحت قبضتها، وهذا بارز من تكثيفها تسويق مبادرتها للحل في اليمن والبحث عن دعم  دولي لتأطيرها وتطمح لأن تلقى المبادرة المطروحة ضمن مبادرات عدة على الطاولة  قبولا لدى صنعاء  الرقم الأصعب في اليمن  والأكثر حنكة ومناورة بعد أن ظل ينظر له كطرف ضعيف.

السعودية التي ظلت تناور بـ”الشرعية”  على مدى سنوات الحرب الماضية، بدأت خلال الساعات الأخيرة ترتيبات تشير إلى قرارها الاستعداد لما بعد مدينة مأرب، وقد اوفدت رئيس حكومة هادي إلى حضرموت وحيد في تصفير لاتفاق الرياض الذي ينص على أن الحكومة مناصفة بين الشمال والجنوب وعودة معين بالطبع لن يمنع  سقوط مأرب ولا تراهن السعودية عليه في ذلك فهو بلا حول ولا قوة ، بل تشير إلى أن السعودية تريد وضع اطراف “الشرعية” المستهلكة جانبا وخصوصا الإصلاح الذي تضغط عليه لسحب قواته من المحافظات الجنوبية والشرقية ، وفرض معين كرئيس لحكومة جديدة  سبق للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ وأن عرض على “الحوثيين”  الهيمنة عليها بحصة كبيرة  مقارنة بالأطراف الموالية للتحالف والمنخرطة في حربه.

تدرك السعودية بأن مأرب تشكل مفترق طرق بالنسبة لتحالفها في اليمن، وهي لم تعد بكل تأكيد تراهن على الورقة العسكرية وقد اقتصرت الفصائل الموالية لها في مأرب على الدفاع خلال الأسابيع الماضية ، ولا مؤشر على أن السعودية التي تعاني اقتصاديا  مستعدة لتوسيع رقعة المواجهة  جنوبا أو شرقا في ظل مؤشرات  الانتصار لصنعاء، وكل تعويلها الأن على مزيد من الضغوط الدولية والإقليمية بما فيها ايران التي تقاربت معها مؤخرا  لإبرام اتفاق  انقاذ للسعودية قبل غيرها على أمل أن تجد ثغرات فيه لحفظ ماء وجهها أو العودة للنفوذ على البلد من بوابات أخرى.

أحدث العناوين

آخر تطورات حرب الإبادة الجماعية في غزّة

نشر جيش الإحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، مشاهد جوية تظهر غارات طائراته الحربية على أبراج سكنية ومناطق مأهولة في قطاع...

مقالات ذات صلة