صدمة أمريكا في أفغانستان تدفع عملائها في اليمن نحو صحوة متأخرة

اخترنا لك

ألقت التطورات الأخيرة في أفغانستان، عقب إعلان الولايات المتحدة  انسحابها، تاركة جيش من المرتزقة بالألاف ، بظلالها على الوضع في اليمن، خصوصا في أوساط الناشطين والإعلاميين  ممن  ناصروا تحالف الحرب الذي تشارك فيها الولايات المتحدة على مدى السنوات السبع الماضية وباتوا يدركون الآن النهاية المحتومة لكل عميل، فكيف تفاعل اليمنيون مع أحداث أفغانستان؟

خاص – الخبر اليمني:

بالنسبة للقوى في صنعاء ، فانتصار طالبان بعد 50 عاما من القتال هو  دليل  آخر  على أن المحتل مهما كانت قوته وقدراته، يأتي اليوم الذي يحمل فيه عصاه ويرحل  عن البلاد، وقد يكون درس  لاستمرار معركة التحرير ضد التحالف الذي تقوده السعودية والامارات منذ سنوات بمشاركة أمريكية وقوى غربية أخرى، وقد علق العديد من السياسيين والناشطين على العملية بإيجابية بغض النظر عن طبيعة طالبان ومستقبل إداراتها للبلاد. كما أن هذه التطورات كانت دافع صنعاء لتوجيه رسائل لمن انخرطوا في صفوف “الاحتلال” في اليمن  بغية منحهم فرص أخرى لتغيير  قناعتهم المستندة  إلى الاستقواء بالخارج.

وخلافا لصنعاء وقواها وناشطيها، انقسم اتباع التحالف في المناطق الجنوبية والشرقية وحتى المقيمين بمعية أسرهم في الخارج بين مصدوم وأخرى معترف بحقيقة الواقع المر ، في حين التزم تيار  كبير من السياسيين والقوى المنخرطة بالحرب إلى أخمص قدميها الصمت تاركة هادي وحيدا يبحث عن مبررات لإقناع أتباعه بأنه لم يكن “أشرف غني”.

في هذا السياق، تبدو الناشطة النوبلية المصنوعة أمريكيا، توكل كرمان، مصدومة لما جرى في أفغانستان وهي تتحدث عن طموحها بأن كانت  ترى أفغانستان على الأقل  كاليابان وألمانيا بعد الحرب الأمريكية عليهما، كما أنها لا تخفي قلقها الآن من أن يتكرر ذات السيناريو في اليمن بسيطرة من وصفتهم بـ”الحوثيين” على ما تبقى لـ”الشرعية”، وقد استحضرت  التطورات الأخيرة في تونس في إطار هجومها على أمريكا الجديدة التي تتهمها بعدم الرغبة بصعود أنظمة ديمقراطية.

مع أن توكل تعد قيادية في حزب الإصلاح الذي انخرط العديد من قياداته بمباركة انتصار طالبان الجذري التاريخي لجماعة الاخوان والوطن البديل لهم مستقبلا نظرا لدور قطر الأخير في سقوط أفغانستان، إلا أن  مخالفتها نظرة المرشد تعكس حجم الوجع الذي أصابها من التحركات الامريكية الأخيرة والتي تبشر بمرحلة جديدة تعكس  رغبة واشنطن بالتخلي عن عملائها في المنطقة بترك البلدان لأبنائها بعد أن ادركت وباعتراف بايدن بأن ما دار في أفغانستان اكد بان ما من قوة على الأرض قادرة على احتلال بلد عرفت بـ”مقبرة الغزاة”.

عموما توكل من سرب كبير انخرط في العمل لصالح الاجندة الامريكية في اليمن، لكن خلافا لتوكل التي كانت تطمح لان تصعد السلطة على دبابة أمريكية،  بدأ ناشطين واعلاميين اقل مصلحة من واشنطن بالاعتراف بأن “المتستر بالاحتلال الأجنبي عريان” كما يقول أحمد الشلفي محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة وابرز  نشطاء 2011، وكذا  فؤاد الحميري الذي رد على ما جرى بقصيدة شعرية على صفحته أكد فيها بأن الانتصار لا يمكن ان يتحقق بالاعتماد على الأجنبي مهما كانت قوته، لكن هل تكون هذه الاعترافات مقدمة للتراجع عن قرار هؤلاء مساندة التحالف في حربه على بلدهم أم هي مجرد  تغريدات تعكس بلادة حالهم ؟

أحدث العناوين

A number of citizens injured by a Saudi fire in northern Yemen

The Saudi forces continued their shelling of border areas in the Sa’ada province, resulting in further crimes and citizens...

مقالات ذات صلة