الإصلاح يرتب لمعركة “استعادة الدولة”

اخترنا لك

بموازاة تحركاته العسكرية على الأرض، يلقي الإصلاح بكل ثقله السياسي الآن والهدف إعادة انتاج نفسه في مشروع ما يصفها بـ”استعادة الدولة” تلك التي  ظل الحزب يديرها من الباطن ويمرر عبرها اجندته، فما ابعاد تصعيده العسكري و تحركاته السياسية وتبعاتها على القوى الأخرى في نطاق “الشرعية”؟

خاص – الخبر اليمني:

من  الريف الجنوبي  لمدينة تعز، وصولا إلى معقله الرئيس في مأرب ومرورا بالساحل الغربي والساحل  الجنوبي من راس العارة في لحج وحتى بلحاف في شبوة  ناهيك عن احور في أبين، تبدو خطى الإصلاح  واضحة للعيان وتنبئ بنيته للتصعيد العسكري  في هذه المناطق التي لا يزال يتقاسمها مع خصومه الموالين للإمارات سواء الفصائل المتمركزة في الساحل الغربي بقيادة طارق  صالح أو تلك التابعة للانتقالي.

لم يعرف بعد ما إذا كانت هذه التحركات دفاعية في ظل  دفع الإمارات بمزيد من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة  لصالح خصومه في المخا وعدن وسط انباء عن ترتيبات لهجوم مزدوج  يشنه طارق صوب معاقل الحزب بتعز بالتوازي مع هجوم للانتقالي باتجاه شبوة، أم هجومية يهدف من خلالها لتوسيع رقعة إمبراطورتيه شمالا وجنوبا، لكن المؤكد أن الحزب الذي اصبح الأن يلعب بالورقة العسكرية والسياسية معا، يبحث عن نفوذ  على الأرض  بموازاة تحالفات سياسية تبقيه  في صدارة القوى المهيمنة على السلطة كما عهدها من قبل سواء في عهد صالح أو حاليا في عهد هادي لاسيما وأن هذه التحركات تتزامن مع تسريب نصوص مبادرة  يقول مروجوها ان المبعوث الأمريكي  بمعية الأمم المتحدة واطراف محلية وإقليمية يعكفون على مناقشتها في العاصمة العمانية  وتتضمن  إقامة دولة اتحادية من 4 أقاليم اثنين في الشمال ومثلهما في الجنوب،  ومثل هذه الخطة قد تكون مؤلمة بالنسبة للإصلاح الذي اعتاد الاستحواذ على مقدرات البلد من النفط والغاز باسم “الدولة” ويبقيه  مجرد  من كافة مراكز القوة خصوصا إذا ما تم إعادة هيكلة “الجيش” وتوحيد الإيرادات  النفطية والغاز  وإقرار الحكم الذاتي لكل إقليم، حينها سيجد الإصلاح الذي انهك في الجنوب  محاصر في الشمال بمناطق معينة يتقاسمها مع طارق صالح وبقية الفصائل المحسوبة على الامارات في مأرب، أما في المحافظات الشرقية فرغم سيطرته عسكريا عليها  يبقى مستقبله هناك مهدد بفعل الضغوط لتوريد عائدات تلك المحافظات إلى حسابات تشرف عليها لجنة سعودية ما يعني تدويلها وتجريده من أهم موارده.

سيخوض الإصلاح معركة الأخيرة، وستكون هذه المرة  فاصلة سيلقي فيها كل أوراقه وسيعمل على إعادة تحالفاته بالقوى السياسية ولو بشكل هامشي لأنه يدرك ان مستقبله غير مضمون في ظل خارطة تدمير شبكة “الاخوان” في العالم العربي.

أحدث العناوين

مناورات سعودية في البحر الأحمر .. رسالة بالجاهزية لحماية خلفية الاحتلال ام نكاية بأمريكا؟

لأول مرة منذ بدء طوفان الأقصى وما تلاه من تصعيد عسكري في المنطقة، بدأت السعودية بمشاركة تحالفها للدول المطلة...

مقالات ذات صلة