نصبت الولايات المتحدة، الأحد، صواريخ بالستية في العمق السعودي، بالتزامن مع تطورات في المنطقة أبرزها تلك التي تشهدها الساحة اليمنية، فما دوافع الخطوة الأمريكية؟
خاص – الخبر اليمني:
وفق لبيان جديد من البحرية الأمريكية فقد تقرر نشر الغواصة النووية يو إس إس فلوريدا في البحر الأحمر الذي يعد أهم منفذ لتصدير النفط السعودي إلى الصين.
الغواصة الامريكية التي أعلن نهاية الأسبوع الماضي إرسالها لتعزيز عمليات الاسطول الخامس الأمريكي الذي يتخذ من البحرين مقرا له وتنتشر عملياته في المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن وصولا إلى البحر الأحمر تحمل على متنها نحو 154 صاروخ بالستي من نوع توماهوك وبمدى يتجاوز الـ 2500 كيلومترا.
لم توضح البحرية الأمريكية طبيعة مهام الغواصة ولا مدة بقائها، لكن الدفع بغواصة تعمل بالطاقة النووية لأول مرة إلى الخليج، رغم ما مرت به المنطقة من منعطفات، يشير إلى أن واشنطن قادمة على عمل ما في المنطقة، لكن ما هو الهدف الأمريكي، اهو الضغط على السعودية التي استبقت واشنطن وصول الغواصة بإيفاد رئيس استخباراتها اليها لتحذير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تداعيات الهرولة للسلام مع إيران وإبداء غضب واشنطن منه، أم محاولة لإشعال حرب في المنطقة بتنفيذ عملية لإيران بغية تخفيف الضغط على إسرائيل والتي باتت مؤخرا تحاصرها الهجمات من لبنان وسوريا وفلسطين بفعل التقارب السعودي الإيراني، أم ضمن خطط لقطع الوقود على الصين التي تجري مناورات تحاكي غزو جزيرة تايون الحليف الاستراتيجي لواشنطن في الشرق الأدنى.
حتى اللحظة، يشير توقيت تحريك واشنطن لغواصتها النووية إلى أنها ضمن صراع مع روسيا بدأت ملامحه تتشكل في البحر الأحمر، فالدفع بغواصة إلى البحر الأحمر جاء بعد أيام قليلة على إعلان روسيا نقل بوارجها المرابطة في باب المندب إلى ميناء جدة السعودي، وهي خطوة أثارت حفيظة واشنطن التي باتت تتوجس من تقارب سعودي مع المعسكر الشرقي بقيادة روسيا والصين خصوصا وأن التحرك الروسي الذي يعد الأول منذ عشر سنوات جاء في أعقاب إعلان السعودية الانضمام لمنظمة شنغهاي وقرارها بمعية دول أوبك خفض الإنتاج النفطي في تحدا للإرادة الامريكية التي تسعى لخفض أسعار الوقود قبل الانتخابات الرئاسية.
أيا تكون الدوافع الأمريكية من التحركات الأخيرة في البوابة السعودية إلى العالم، تشير المعطيات على الأرض إلى أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها حرب دولية لإعادة رسم خارطة النفوذ العالمي في ظل رفض واشنطن واقع الأقطاب المتعددة، وتلك حقيقة بدأت امريكا تسريبها اعلاميا بالحديث عن هجمات جديدة في المنطقة.
