لليوم الثالث على التوالي..استمرار المعارك العنيفة في السودان وقتلى وجرحى من المدنين وتبادل اتهامات بخرق وقف إطلاق النار

اخترنا لك

استمرت اليوم الاثنين، ولليوم الثالث على التوالي، المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محاولة للسيطرة على البلاد.

متابعات-الخبر اليمني:

وهزّت المعارك والضربات الجوية والقصف العاصمة السودانية المحاصرة، وارتفعت أعداد القتلى والجرحى، في الوقت الذي قال فيه الجيش إنّه لا يزال يسيطر على التلفزيون الحكومي، ما يسمح باستئناف البث، فيما يحاول الفصيل العسكري المنافس السيطرة على مقر التلفزيون الرسمي، حيث اشتبك مع قوات الجيش التي تحرس المبنى.

بالتزامن، أعلنت القوات المسلحة سيطرتها على “معسكرات قوات الدعم السريع في الفاشر”، مشيرةً إلى أنّ “مجموعة من قوات الدعم السريع سلّمت نفسها للجيش ومجموعة أخرى من الأسرى في الخرطوم من معركتي محيط القيادة العامة”.

من جانبه أعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، أن أكثر من 180 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 1800 آخرين في الأيام الثلاثة الماضية منذ بدء القتال في السودان، مؤكدا على ضرورة حماية موظفي الأمم المتحدة والمنشآت الطبية، ومشيرا إلى أن “الوضع صعب جدا إن لم يكن مستحيلا أمام أي عمل إنساني، والظروف الحالية لا تسمح بتسليم أي مساعدات إنسانية”.

وأشار المبعوث الأممي، إلى أن الجانبين المتقاتلين يريدان الوساطة وكل طرف يدعو الآخر إلى الاستسلام، مؤكدا أنه لا يوجد وساطة أممية الآن للعودة إلى المسار السياسي، وداعيا الأطراف إلى وقف التصعيد فورا والعودة للتفاوض”.

ولفت المبعوث الأممي إلى أنه “هناك انتهاكات خطيرة ولا بملك تحديد ما إذا كانت ترقى إلى جرائم حرب”، مؤكدا أن “الأمم المتحدة ستحاول غدا تمديد مهلة وقف إطلاق النار والعمل على التوصل لاتفاق دائم”.

وصرح رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان، بأن الهجوم الذي شنته قوات “الدعم السريع” في الأيام الأخيرة هو “محاولة انقلاب”.

وأضاف البرهان، في حديثه لشبكة CNN، عبر الهاتف، اليوم الاثنين: “هذه محاولة انقلاب وتمرد على الدولة”، وتابع أن قائد قوات “الدعم السريع”، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي) “تمرد ضد الدولة، وإذا تم القبض عليه، ستتم محاكمته أمام القضاء”.

وسُمع دوى صوت طلقات نارية خلال الحديث، على الرغم من الإعلان عن وقف لإطلاق النار متفق عليه في الساعة 4 مساء بالتوقيت المحلي، ولفت البرهان إلى أنه “لليوم الثاني انتهك قائد قوات الدعم السريع وقف إطلاق النار المتفق عليه”.

كما استمر تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق اتفاق إطلاق النار الذي أعلن عنه قبل ساعات.

وقال البرهان: “تم طرح بالأمس واليوم اقتراحا لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وتم الاتفاق عليه، للأسف، لم يلتزم به، يمكنك الآن سماع محاولات اقتحام مقر الجيش وهجمات الهاون العشوائية، إنه يستخدم فترة التوقف لأسباب إنسانية من أجل مواصلة القتال”، وأضاف: “قوات الدعم السريع حاولت أسري وقتلي”.

من جانبه نفى المتحدث باسم قوات “الدعم السريع” خرق القوات التابعة لهم لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن قواته كانت تحاول الالتزام بوقف إطلاق النار لكن “هم يواصلون إطلاق النار مما لا يترك أي خيار آخر سوى أن تدافع قوات الدعم السريع عن نفسها وترد”.

وقال إن القوات “تسعى للقبض على (البرهان) وتقديمه إلى العدالة بسبب ارتكاب العديد من أعمال الخيانة ضد الشعب السوداني، ونحن نقاتل من أجل كل الشعب السوداني، وسنقدم جميع الأطراف المسؤولة إلى العدالة ونقدم لهم محاكمة عادلة”.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن البرهان أصدر قرارا بحل قوات “الدعم السريع”، وإعلانها “جماعة متمردة”، وفقا لوكالة الأنباء السودانية (سونا).

ومن غير المرجح أن يلتزم حميدتي بقرار البرهان، وقال، في وقت سابق، إن “قوات الدعم السريع ستواصل مطاردة البرهان وتقديمه إلى العدالة”.

ووقعت اليوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، وقيادة الجيش، ومقر إقامة عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، وسط حالة هلع وهروب جماعي لمواطنين من وسط المدينة وجنوبها.

وأغلق الجيش الجسور والطرق المؤدية للقصر الرئاسي وسط الخرطوم بالمدرعات الثقيلة، كما نشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان، وفي مدينة نيالا، عمت حالة من الفوضى وعمليات نهب واسعة للمحال التجارية والمنظمات الدولية.

وتحدث بيان تنسيقيات لجان مقاومة نيالا، عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وأضاف أن قوات الدعم ظلت تسيطر على مطار المدينة منذ الصباح الباكر، قبل أن تقوم بعمليات قصف مدفعي كثيف باتجاه قيادة الفرقة 16 مشاة، ما تسبب في حالة من الهلع وسط المواطنين.

وشهدت المدينة عمليات نهب وسلب واسعة للمحلات التجارية في سوق موقف الجنينة، والملجة كما نهبت وكالات الأمم المتحدة، وعلى رأسها الهجرة الدولية، اليونسيف، مفوضية اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي بحي المزاد والمطار.

ويشهد السودان منذ يوم السبت احتداما في المعارك خاصة في العاصمة الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة