ما وراء الترتيبات السعودية شرقي اليمن؟

اخترنا لك

غداة إنطلاق مؤتمر الحوار الجنوبي، الذي ينظمه الانتقالي، في عدن، طرقت السعودية المحافظات الشرقية في اليمن بخطة جديدة في ظاهرها ترتيبات وفي باطنها قد تمهد الطريق لحرب جديدة، فما أبعاد الحراك السعودي وتداعياته على خطط الانتقالي لانتزاع تمثيل الجنوب؟

خاص – الخبر اليمني:

بينما كان الانتقالي، التواق للاستحواذ  على تمثيل جنوبي كامل الدسم، منشغل بترتيبات مؤتمره الذي استمر لأربعة أيام  وبدعم قوي من الإمارات، استقل قائد الدعم والاسناد بالتحالف، سلطان البقمي، طائرته إلى حضرموت حاملا معه هذه المرة رئيس الأركان بحكومة معين ، ومسلحا بصفقة مع الإمارات لتهدئتها.

وفي أقل من يومين، زار البقمي المكلا حيث  التقي القيادات المحلية والعسكرية هناك رأسما لها حدود سلطتها التي لا تتعدى مديريات الساحل بعد أن كانت منطقتها العسكرية الثانية قد تجاوزت ذلك باتجاه الهضبة النفطية، قبل أن يضم المحافظ مبخوت بن ماضي إلى طاقمه الذي وصل مدينة سيئون، ثاني محطة له، حيث اقر هناك إنهاء سيطرة “الأحمر” على اهم منفذ بري  مع بلاده.

لم تقتصر التحركات السعودية على حضرموت بل شملت أيضا محافظة شبوة المجاورة، حيث شارك البقمي باستعراض عسكري لوحدات الإصلاح التي تم طردها قبل أشهر من مدينة عتق بدعم اماراتي.

ما كان بارزا في تحركات البقمي الذي ظل خلال الفترة الأخيرة يتجول بحرية في مناطق سيطرة الفصائل التابعة للتحالف جنوب وشرق اليمن وكان له بصمات بتشكيل قوات جديدة بديلة للانتقالي والإصلاح تعرف بـ”درع الوطن” ، الرسائل  التي حرص  على توجيهها بالصوت تارة وبالصورة في أخرى، فبمجرد وصوله المكلا حرص على القاء كلمة بحضور كافة القيادات الحضرمية أكد خلالها عدم تفريط بلاده بحضرموت وصارح الجميع بأن المحافظة الثرية بالنفط باتت تحت وصاية بلده سواء بـ”العمق الاسري والقبلي” في إشارة إلى القبائل التي قامت السعودية بتجنيس مشايخها خلال السنوات الأخيرة او بالبعد القومي وهو يشير بذلك إلى الحدود الواسعة التي تربط بلاده بالمحافظة .

كما أن الرسالة الثانية برزت في شبوة، عندما سمح البقمي برفع اعلام اليمن خلال الاستعراض العسكري  لفصائل الإصلاح، ناهيك عن حديثه  حول دعم اليمن ووحدته واستقراره، أضاف إلى ذلك قرار تسليم منفذ الوديعة  لقوات “درع الوطن” التي يشرف عليها  وتتجاوز بولائها حدود الجغرافيا.

هذه الرسائل في مضمونها  موجهة للانتقالي الذي يحاول الاستعراض من عدن بـ  “الحوار الجنوبي”  لشرعنة معركة يعدها بقوة للسيطرة على ما تبقى من محافظات شرق اليمن سواء عسكريا ام سياسيا، ومضمون تلك الرسالة تأكيد على أن حدود الانتقالي لن تتجاوز ابين  التي  تعد الآن بمثابة خط دفاع أمام تقدم الانتقالي مع تكثيف الفصائل الموالية للرياض بما فيها القاعدة هجماتها على قواته في معركة استنزاف تمتد لأشهر.

ضحت السعودية بسقطرى، وفق ما تتحدث عنه التقارير، وتخلت عن أبرز أذرعها في اليمن ، ال الأحمر، بإجبار قواتهم على مغادرة اهم المنافذ ، والهدف يتمثل بقطع الطريق على الانتقالي الذي قد يتخذ من مخرجات حوار عدن  شرعية للتصعيد شرقا، لكن الأخطر في الأمر يتمحور في الترتيبات التي تعدها السعودية لنقل  رشاد العليمي من عدن إلى حضرموت وهي خطوة قد تمثل سحب بساط العاصمة المؤقتة من عدن وتفتح مجالا للحرب عليها.

أحدث العناوين

دروس التاريخ لبايدن: كيف هزم اليمنيون الإمبراطورية الرومانية-ترجمة

  ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الشرق الأوسط يواجه حربا كبيرة وطويلة الأمد. يواصل اليمن ممارسة السيطرة النارية على البحر الأحمر،...

مقالات ذات صلة