مجلة أمريكية شهيرة: الاجتياح البري لغزة سيعود بنتائج كارثية على تل أبيب وواشنطن والزعماء العرب

اخترنا لك

قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية إن الغزو العدو الإسرائيلي لغزة سوف يشكل كارثة إنسانية وأخلاقية واستراتيجية. فهو لن يضر بشدة بأمن “إسرائيل” على المدى الطويل ويلحق بالفلسطينيين تكاليف بشرية لا يمكن تصورها فحسب، بل سيهدد أيضًا المصالح الأمريكية الأساسية في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، وفي منافسة واشنطن مع الصين على النظام في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ترجمة خاصة-الخبر اليمني:

وبخسب المجلة فإن هذا هو بالضبط الوقت الذي يجب أن تكون فيه واشنطن أكثر هدوءا وتنقذ إسرائيل من نفسها.
وقالت المجلة إن القادة الذين يدعمون فكرة الغزو لم يفكروا في العواقب المحتملة للحرب في غزة، أو في الضفة الغربية، أو في المنطقة ككل، والأهم من ذلك كله هو أنه لا يوجد أي مؤشر على التفكير في العواقب الأخلاقية والقانونية المترتبة على العقاب الجماعي للمدنيين في غزة والدمار الإنساني الحتمي الذي سيحدث في المستقبل.
وأوضحت المجلة أن غزو غزة نفسه سوف يكون مليئاً بالشكوك حيث من المؤكد أن حماس توقعت مثل هذا الرد الإسرائيلي، وهي مستعدة جيداً لخوض مواجهة طويلة الأمد داخل المدن ضد القوات الإسرائيلية المتقدم، وستجعل الغزاة يدفعون ثمن كل بوصة، وسيكون التقدم بطيئا، وسيكون القتال وحشيا.
وإذا ما فكر كيان العدو في إجراءت تسرع من السيطرة على غزة مثل قصف المدن وتسويتها بالأرض وإخلاء الشمال من السكان، فإن هذه ستأتي بتكاليف كبيرة إذ أنه كلما طال أمد الحرب، كلما امطر العالم بصور القتلى والجرحى من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكلما تزايدت الفرص لوقوع أحداث تخريبية غير متوقعة.
وتشير المجلة إلى أن قدرة إسرائيل على الإطاحة بحماس غير مرجح وحتى لو نجحت في ذلك ، فإنها سوف تواجه التحدي المتمثل في حكم الأراضي التي خسرتها في عام 2005 ثم حاصرتها وقصفتها بلا رحمة في السنوات الفاصلة. لن يرحب سكان غزة الشباب بجيش العدو الإسرائيلي كمحررين. لن يكون هناك زهور وحلويات معروضة. إن أفضل سيناريو بالنسبة لإسرائيل هو القيام بحملة طويلة الأمد لمكافحة التمرد في بيئة معادية بشكل فريد حيث لديها تاريخ من الفشل وحيث لم يعد لدى الناس ما يخسرونه.
أما السيناريو الأسوأ بحسب المجلة فهو أن الحرب لن تبقى محصورة ا في غزة فالغزو المطول لغزة من شأنه أن يولد ضغوطاً هائلة في الضفة الغربية، وهي الضغوط التي قد تعجز السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس عن احتوائه.
الشعوب العربية قد تطيح بحكامها المتواطئن مع إسرائيل ولنا في 2011 درسا
ولفتت المجلة إلى انعكاسات جرائم الاحتلال على الشارع العربي مشيرة إلى أن هناك حدود لقدرة الزعماء العرب على الوقوف في وجه جماهير محتشدة بغضب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفلسطين.
وقالت المجلة.

إن الزعماء العرب واقعيون بطبيعتهم، منشغلين ببقائهم ومصالحهم الوطنية. ولا يتوقع أحد منهم أن يضحوا من أجل فلسطين، وهو الافتراض الذي دفع السياسة الأمريكية والإسرائيلية في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس الأمريكي جو بايدن. ولكن هناك حدود لقدرتهم على الوقوف في وجه جماهير محتشدة بغضب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بفلسطين  ربما تقوم المملكة العربية السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الهوس الغريب لإدارة بايدن، عندما تكون هناك تكاليف سياسية قليلة للقيام بذلك. ومن غير المرجح أن يحدث ذلك عندما يتعرض الجمهور العربي لقصف الصور الشنيعة من فلسطين.

وأضافت: في السنوات الماضية، سمح القادة العرب بشكل روتيني بالاحتجاجات المناهضة لإسرائيل كوسيلة للتنفيس عن الغضب، وتحويل الغضب الشعبي نحو عدو خارجي لتجنب انتقاد سجلاتهم الكئيبة. ومن المرجح أن يفعلوا ذلك مرة أخرى، مما يدفع المتشائمين إلى التغاضي عن المسيرات الحاشدة ومقالات الرأي الغاضبة. لكن الانتفاضات العربية في عام 2011 أثبتت بشكل قاطع مدى سهولة وسرعة تحول الاحتجاجات من شيء محلي واحتوائها إلى موجة إقليمية قادرة على الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية التي حكمت لفترة طويلة. ولن يحتاج الزعماء العرب إلى تذكيرهم بأن السماح للمواطنين بالنزول إلى الشوارع بأعداد هائلة يهدد قوتهم. ولن يرغبوا في أن يظهروا وهم يقفون إلى جانب إسرائيل.

السيناريو الأكثر رعبا
ولفتت المجلة إلى أن الابتعاد العربي ليس التحول الإقليمي الوحيد الذي تخاطر به الولايات المتحدة إذا استمرت في هذا المسار. وهو ليس بالأمر الأكثر إثارة للخوف على الإطلاق، فالأمر الإكثر إثارة للخوف هو   أن ينجر حزب الله بسهولة إلى الحرب.
وبحسب المجلة فإن حزب الله قام حتى الان بمعايرة رده  لتجنب الاستفزاز. ولكن غزو غزة قد يشكل خطاً أحمر من شأنه أن يجبر الحزب على التحرك، وإذا دخل حزب الله المعركة بترسانته الهائلة من الصواريخ، فإن إسرائيل سوف تواجه أول حرب على جبهتين منذ نصف قرن من الزمن.
وتضيف المجلة: يبدو أن بعض الساسة والمثقفين الأميركيين والإسرائيليين يرحبون بحرب أوسع نطاقاً. وقد دعوا، على وجه الخصوص، إلى شن هجوم على إيران. وعلى الرغم من أن معظم أولئك الذين يدافعون عن قصف إيران اتخذوا هذا الموقف لسنوات، إلا أن الادعاءات بوجود دور إيراني في هجوم حماس يمكن أن توسع تحالف أولئك المستعدين لبدء صراع مع طهران، لكن توسيع الحرب لتشمل إيران من شأنه أن يفرض مخاطر هائلة، ليس فقط في شكل انتقام إيراني ضد إسرائيل، بل وأيضاً في شكل هجمات ضد شحن النفط في الخليج وتصعيد محتمل عبر العراق واليمن والجبهات الأخرى التي يسيطر عليها حلفاء إيران. وقد أدى الاعتراف بهذه المخاطر حتى الآن إلى تقييد حتى أكثر الصقور حماسا تجاه إيران، كما حدث عندما اختار ترامب عدم الانتقام من الهجوم على مصافي بقيق السعودية في عام 2019. وحتى اليوم، يشير التدفق المستمر من التسريبات من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين يقللون من دور إيران إلى المصلحة في تجنب التصعيد ولكن على الرغم من هذه الجهود، فإن ديناميكيات الحرب الطويلة الأمد لا يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير. نادرا ما كان العالم أقرب إلى الكارثة.

 

أحدث العناوين

موقع أمريكي: الصواريخ والمسيرات اليمنية مهيأة لضرب مختلف القطع البحرية وعملية المحيط الهندي “غير مسبوقة”

يواصل الإعلام الغربي رصد تداعيات تطور القدرات العسكرية اليمنية تزامناً مع إعلان قوات صنعاء بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من...

مقالات ذات صلة