مع دخول العمليات اليمنية مستوى جديد، بدأ الاحتلال الإسرائيلي بشقه العسكري والسياسي وحلفائه أيضا البحث في خيارات الرد على اليمن، فما الخيار الأنسب بالنسبة للكيان الذي يواجه وضع غير مسبوق في تاريخه المعاصر؟
خاص – الخبر اليمني:
بالنسبة لتناولات الصحف العبرية والغربية والأمريكية، يبدو من خلال تغطيتها لعملية اليمن في قلب عاصمة الاحتلال، وجود اجماع بانها تطور غير مسبوق في رقعة المواجهة مع الاحتلال وخلل واضح في منظومة الاحتلال العسكرية بعد نحو 9 اشهر من الاستعراض ضد غزة، وقلق من تبعات العملية ليس فقط على الاحتلال المرهق والمترهل أصلا بالهزائم على كافة الجبهات الشمالية والجنوبية وحتى الوسط، بل على النفوذ الغربي الذي ظل يستخدم الاحتلال كبعبع لإحكام فيضته على المنطقة وثرواتها.
ثمة خارطة جديدة تتشكل في المنطقة تتصدرها اليمن وبقية قوى المقاومة ، وهذه الخارطة باتت تثير ذعر في صفوف الغرب الذي يحاول لملمة هزائمه في البحر الأحمر وخليج عدن وصولا إلى المتوسط، لكن ما هي خيارات احتواء هذه التطورات؟
بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي فإن تصريحات قاداته تعكس عدم حسمه لخياره، ففي الوقت الذي بدأ فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت يتحدث عن نضوج صفقة لوقف الحرب وتبادل الاسرى، يؤكد عقب اجتماع للمستوى الأمني والعسكري للاحتلال بأن قواته لا تملك اي بنك اهداف او حتى استخبارات بحديثه عن تكثيف النشاط العملياتي والاستخباراتي في اليمن ..
يتفق العديد من قادة الاحتلال على ضرورة السير باتفاق الهدنة بغزة كخيار لاحتواء التصعيد واسع النطاق، وهم يرون ، وفق تصريحات نقلتها وسائل اعلام عبرية، بأن الاحتلال ليس بحاجة للدخول في مواجهة جديدة في ظل حالة الإرهاق الذي تعانيه مؤسساته العسكرية ، وهم بذلك يستندون إلى نصائح أمريكية ابرزها تلك التي نشرتها صحيفة “ول استريت جورنال ” وتتحدث عن برقية سرية بعثها قائد المنطقة العسكرية الوسطى للدفاع الامريكية يؤكد فيها فشل عمليات احتواء العمليات اليمنية وما اعقبها من تأكيد لرئيس هيئة الأركان المشتركة الامريكية وجميعها تحمل رسائل بصورة غير مباشرة للاحتلال بأن التصعيد مع اليمن ليس مجديا ..
قد يكون الاحتلال الإسرائيلي في ذروة غضبه من عمليات اليمن وتبعاتها يخطط لاستعراض عسكري ولو بقصف لذات الأهداف التي تستهدفها أمريكا وبريطانيا ومن قبله السعودية والامارات على امتداد الخارطة اليمنية ،لكن تبعات ذلك لن يكون سهلا في ظل التحذيرات التي اطلقها قادة يمنيون والمعطيات على الأرض حيث فشلت القوات الامريكية ومعها تحالف غربي وعربي في احتواء العمليات في بدايتها وساهمت بتطورها حتى وصلت إلى المستوى الذي تهز فيه المسيرات اليمنية وسط تل ابيب.