مع استكمالها سحب بوارجها من البحر الأحمر، بدأت الولايات المتحدة تسويق فزاعة جديدة عبر تصدير روسيا إلى الواجهة، فما ابعاد الخطوة؟
خاص – الخبر اليمني:
في نوفمبر الماضي ، دفعت الولايات المتحدة بأهم اساطيلها وعلى راسها اسطول حاملة الطائرات “ايزنهاور” إلى البحر الأحمر وكان هدفها ما وصفته قياداتها بـ”الردع” . كان ذلك مع تدشين اليمن انخراطها عسكريا بطوفان الأقصى نصرة لغزة وكان الهدف احتواء تلك العمليات سواء عبر التهديد او بالوعيد، لكن تلك الفزاعة التي جاءت بالتوازي مع اعلان وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن من تل ابيب تشكيل تحالف “حماية الازدهار” لكسر الحصار اليمني عن الاحتلال الإسرائيلي فشلت ما اضطر أمريكا في يناير من العام الجاري لتشكيل تحالف جديد يضم بريطانيا لتنفيذ عدوان واسع على اليمن ، لحقها في ذلك الاتحاد الأوروبي.
على مدى نحو تسعة اشهر ، لك تفلح أمريكا ولا الغرب من احتواء العمليات اليمنية، وبدلا من ذلك فاقمت الحسود العسكرية والعدوان الازمة مع توسيع اليمن لبنك أهدافها بضم دولا كأمريكا وبريطانيا واغراق سفنهما في البحر الأحمر إضافة إلى توسيع مسرح العمليات إلى المحيط الهندي والبحر العربي ومؤخرا بالمتوسط.
اليوم مع التغييرات التي فرضتها اليمن والتوترات المتصاعدة في المنطقة، تقر أمريكا ومن قبلها دولا غربية عدة، سحب ما تبقى من بوارجها في البحر الأحمر وقد اكدت الولايات المتحدة سحب اخر مدمرتين هناك وتوجيه الدفاع بسحب حاملة الطائرات “روزفلت” ، لكن حتى لا يقال يوما ان أمريكا العظمى هزمت على ايدي مجموعة مقاتلين في اليمن واجبرت على سحب بوارجها على إيقاع صواريخ يمنية ومسيرات مصنعة محليا قررت الدفع بيافطة جديدة عبر تصدير روسيا الدولة العظمي التي تخوض صراعا ضد الغرب وامريكا ونجحت باحتواء عدوانهم في أوكرانيا.
انطلقت هذه الفزاعة مبكرا ، عبر تسويق دعاية رصد المخابرات الامريكية مساعي روسية لتزويد من تصفهم بـ”الحوثيين” بصواريخ وتقنيات جديدة ، ولأن تلك الحملة لم تحقق الهدف المرجو منها ، عاودت واشنطن بطريقة جديدة عبر الزعم عن انزال سفن روسيا خبراء جنوب البحر الأحمر قبل ما يتولى من وصفتهم بـ”الحوثيين” نقلهم إلى الداخل اليمني على الرغم من تأكده إيقاف شحنة أسلحة روسية لـ”الحوثيين” بضغوط سعودية.
بالنسبة لإحلال أمريكا لروسيا في البحر الأحمر يحقق العديد من الأهداف أولها تصوير قرارها بسحب البوارج بانه ناتج لتهديدات روسية ، والاهم هو توسيع رقعة الخلافات الروسية – السعودية في المنطقة باعتبارهما اكبر مصدري النفط والغاز واهم ما يقلق واشنطن وحدتهما وتأثير ذلك على أسعار النفط مع اقتراب الانتخابات.
ستعمل واشنطن خلال الفترة المقبلة على تعميق الازمة بين صنعاء والرياض في ضوء تحركاتها الأخيرة للتصعيد رغم التقارب بين صنعاء والرياض ، وفي حال نجحت واشنطن باشعال عود الثقاب بين صنعاء والرياض بان ذلك سيشمل صادرات النفط السعودية عبر البحر الأحمر حينها ستركز واشنطن على تصوير الدور الروسي في الازمة وبما يعود بالنفع على الإدارة الامريكية التي ظلت لعقود تعزف على وتر الخلافات بين خصومها.