مع فشل اتفاق غزة وتصاعد المخاوف من رد لقوى المقاومة في المحور ، بدات الولايات المتحدة تحركات في محاولة لتفكيك تلك القوى الحرة وعزلها مكانيا عبر تحريك ملفات محلية وأخرى خارجية ، فهل تنجح الولايات المتحدة بتفكيك ما تبقى من امل للامة؟
خاص – الخبر اليمني:
في اليمن ومع اقتراب عام على العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي ونجاحها بتشديد الحصار على موانئه في البحر الأحمر وصولا إلى المتوسط، وفشل مساعي احتوائها عسكريا رغم ما انفقته أمريكا وبريطانيا ومعهم دول الاتحاد الأوروبي في سبيل ذلك، إضافة إلى المخاوف من مشاركة اكبر لليمن بالرد المرتقب ، بدات الولايات المتحدة تحريك أوراق جديد برزت تلك بإعادة اخضاع جميع الفصائل اليمنية الموالية للتحالف السعودي – الاماراتي تحت قيادة سلفية موحدة.
تلك التحركات برزت مؤخرا بإخضاع الفصائل المتمركزة جنوبا وغربا لقيادة ما تعرف بـ”العمالقة” وبدء تذويب الفصائل التابعة للإصلاح وبقية القوى اليمنية الموالية للتحالف تحت ما يسمى “درع الوطن” وجميعها فصائل سلفية “جامية” تعرف بعدائيتها لكافة القوى والمذاهب الاخر بما فيها سلفية معتدلة ..
وفق خارطة انتشار تلك الفصائل والتقارير المرافقة لها يشير إلى أن الولايات المتحدة ستحاول دفع تلك الفصائل إلى صدارة المشهد عبر تصعيد عسكري مرتقب برزت ملامح في جبهات الجنوب وصولا إلى تعز، واملها ليس تحقيق تقدم عسكري في ضوء الإخفاق الذي رافق تلك الفصائل خلال الفترات الماضية، بل اشغال اليمن التي توعد قائدها عبدالملك الحوثي في اخر خطاباته بمفاجات برية للاحتلال.
الأمر لا يقتصر على اليمن، فخارطة التحركات الامريكية امتدت خلال الفترة الأخيرة إلى سوريا، حث كشفت الاستخبارات التركية، وفق تقارير إعلامية تركية، عن بدء الغرب وامريكا مفاوضات مع جبهة “تحرير الشام” للتصعيد بسوريا وهي محاولة لإشغال سوريا التي بدأ الاحتلال وامريكا حربه ضدها بوتيرة عالية خلال الايام الأخيرة عبر غارات مركزة.
ما يربط السلفية “الجامية” في اليمن و “تحرير الشام” في سوريا انها جماعات إرهابية اعادت أمريكا تبيض وجهها القبيح وتدويرها لتنفيذ مشاريع جديدة تخدم الاحتلال الإسرائيلي، وهي ضمن خيارات أمريكية تشمل أيضا الضغط على ايران بورقة العقوبات الأوروبية التي بدأت مؤخرا التلويح بها في وجه طهران.
هذه التحركات تأتي من حيث التوقيت مع بدء أمريكا وضع اللمسات الأخيرة للحرب على لبنان وهي خطوة تخشى أمريكا ان تدفع نحو حرب إقليمية واسعة قد تشمل كافة دول المحور ، وحتى لا تجد نفسها امام اختبار صعب سبق لقاداتها وان استبعدوا الانتصار فيه متحدا تدفع أمريكا نحو تفكيك تلك الجبهات بأشغال كل جبهة على حدة لكي يتسنى للاحتلال التفرغ للمقاومة اللبنانية وتلافي تداعيات الرد.