مع تصدر اليمن المشهد الإقليمي والدولي بعملياتها المساندة لغزة ، بدأت اطراف عربية وإسلامية تولي وجهها شطره ، والاهم في الأمر ان هذه الدول كانت حتى وقت قريبة متحالفة مع الاحتلال وكانت في الماضي القريب جزء من تحالف على الحرب عليه، فما ابعاد الخطوة وتوقيتها؟
خاص – الخبر اليمني:
وفقل لوسائل اعلام قطرية، تتجه كلا من مصر والسعودية وتركيا لعقد لقاء فريد من نوعه مع حركة انصار الله ، السلطة الجديدة في اليمن، واللقاء المرتقب ، وفق ما نقلته تلك المصادر عن مسؤولين، سيتم قريبا بالقاهرة وقد تكفلت مصر بترتيبه عبر زيارة وزير خارجيتها لإيران التي تربطها علاقة جيدة مع صنعاء، والأهم هو مضمون الخبر الذي يتحدث بان التحرك المصري باتجاه اليمن يهدف لإعادة ترتيب وضع المنطقة في ضوء التهديدات المتصاعدة من الاحتلال الإسرائيلي وقدرة اليمن على مجابهته عسكريا وافشال خطط حلفائه لإنقاذه.
من حيث التوقيت، تشير الخطوة إلى أن مصر بدأت تغيير استراتيجيتها في علاقتها المغلقة على دول المنطقة وتحديدا اليمن ، وطرق اليمن يأتي بالتوازي مع تحركات بتحسين علاقاتها مع تركيا وجميعها تأتي في وقت تعيش فيه القاهرة وضع عصيب في ضوء التوغل الإسرائيلي في عمق المناطق المشتركة على الحدود مع فلسطين وضغط حلفائه بورقة اثيوبيا في وجه القاهرة المنهكة اقتصاديا.
فتح مصر قناة اتصال مع اليمن قد تشمل أيضا فتح مسار جوي بين مطاري القاهرة وصنعاء سيمنحها ورقة قوية في وجه الاحتلال فاليمن اثبتت على مدى الأشهر الماضية من طوفان الأقصى نجاعة المواجهة سواء مع الاحتلال ذاته عبر قصف مدنه وسفنه او بإرهاق حلفائه في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب وصولا إلى المتوسط، ومثلها السعودية وتركيا وجميعها دول تربطها علاقات بالاحتلال وكانت تعول على الحل الدبلوماسي او علاقاتها لترويض توحش الاحتلال في غزة ودفعها لمسار اتفاق سلام جديدة يتم المنح بموجبها دولة لفلسطين تقودها هذه الدول.
وبغض النظر عن التحليلات السابقة، ثمة مخاوف من أن تكون التحركات الجديدة أيضا ضمن محاولات احتواء سبق للولايات المتحدة وان فشلت فيها فالتحرك المصري في مسار السلام باليمن او لقاء انصار الله رغم انه يعد فريد الا ان توقيته يحمل ابعاد أخرى فهو يأتي في اعقاب تحرك سعودي واسع في ملف البحر الأحمر مع انسحاب أمريكا منه عسكريا على واقع ضربات يمنية لم تستثني بوارجها واساطيل حاملات الطائرات، وهي خطوة تخشى السعودية وحتى مصر من مرحلة ما بعدها في ضوء تسيد اليمن للأحداث في البحر الأحمر ، وانضمام تركيا للقاء المرتقب يشير إلى محاولات عربية وإسلامية هذه المرة بعرض امتيازات على اليمن قد لا تقل عن تعميق العلاقات الدبلوماسية واستكمال مسار الحوار مع السعودية مقابل خفض التصعيد وإعادة ترتيب الوضع في البحر الأحمر.
قد يكون التحرك المصري – السعودي- التركي ضمن قناعة بخيار اليمن لمقاومة الاحتلال وحلفائه في ضوء الازمة بين تلك الأطراف والاحتلال بعد اشهر من التماهي مع حرب الإبادة في غزة، لكنها أيضا مؤشر على محاولات هذه الأطراف احتواء التصعيد في البحر الأحمر مع فشل أمريكا وبريطانيا احتواء ذلك عسكريا ودبلوماسيا خصوصا وان هذه الدول تربطها باليمن علاقات اخوية ودينية إضافة إلى تقارب جغرافي.