مع فشله تمرير اتفاق جديد يسمح بعودة المستوطنين إلى الشمال المحتل، بدا الاحتلال الإسرائيلي استراتيجية جديدة في جنوب لبنان، فماهي المعادلة التي يحاول فرضها؟
خاص – الخبر اليمني:
ليوم واحد شن الاحتلال الإسرائيلي اكثر من 1300 غارة على لبنان وهو معدل يعد الأكبر في تاريخ الحروب معه.. تركزت اغلب هذه الغارات على قرى الحدود اللبنانية وتحديد مدن البقاع وخلفت حصيلة كبيرة من الشهداء والجرحى إضافة إلى تدمير للبنى التحتية والمنازل واجبار الالاف على النزوح من تلك المناطق.
كان الاحتلال يصور بان استراتيجية الأرض المحروقة هذه ضمن ترتيبات لاجتياح بري ، لكن المعطيات على الأرض تشير إلى أنه اضعف بكثير من المغامرة في حرب برية ، وتؤكد سعيه لفرض معادلة جديدة هناك تعزز موقفه على طاولة المفاوضات ..
الوحشية الصهيونية هذه لوحظت في غزة على مدى الأشهر الماضية وكان يحاول من خلالها اجبار المواطنين على النزوح والتهجير قسرا ، وتكرار السيناريو ذاته في جنوب لبنان يشير إلى رغبة الاحتلال بإخلاء تلك المناطق بغية فرض مقايضة إعادة سكان الجنوب اللبناني بمستوطني الشمال وتلك المعادلة حاول على مدى الأشهر الماضية من المواجهة طرحها دبلوماسيا سواء عبر الوسطاء الأمريكي او الغربي ..
تتضمن تلك المعادلة بنودا بانسحاب المقاومة اللبنانية إلى خلف نهر الليطاني وبعمق يصل إلى 30 كيلومترا داخل لبنان، لكن كل المساعي الدبلوماسية فشلت مع تمسك المقاومة برفضها والتزامها بخط واحد مساند لغزة وربط وقف الهجمات بذلك.
في تصريحات الاحتلال الأخيرة ، جدد قياداته ربط التصعيد العسكري على لبنان بإعادة المستوطنين للشمال وهو ما يشير إلى أن الاحتلال يحاول الضغط بكل قوة لفرض تلك المعادلة ، رغم ان مؤشرات تحقيقها باتت ضئيلة مع تلويح حزب الله بنقل المواجهة إلى الجليل المحتل جنوب لبنان وهي خطوة قد تعقد مساعي الاحتلال لتحقيق هدفه وتثقله بالمزيد من اللاجئين لاسيما في ظل وصول الصواريخ اللبنانية إلى مدى ابعد من برج بن عامر في الضفة الغربية ..