مع اعلان استشهاده رسميا، يظل حسن نصر الله “أبو هادي” واحدا من ابرز الشخصيات التي ستخلد في التاريخ المعاصر وقد رسمت ملامحه في المنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي، فمن هو نصر الله، وكيف تحول الفتى ذي الـ15 عاما إلى ايقونة ؟
خاص – الخبر اليمني:
في العام 1960 ولد حسن نصر الله لأسرة فقيرة . كان والده يملك بقالة صغيرة في احياء العاصمة بيروت.
لم يسطع نجم “ايو هادي” الا في سن الـ15 عشر ، كانت حينها تغرق لبنان باتون الحرب الاهلية ليقرر الفتى حينها العودة إلى مسقط راس العائلة في البازورية بمدينة صور جنوب لبنان حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي لينظم حينها أيضا إلى اهم مجموعة سياسية وعسكرية في لبنان عرفت بحركة “امل” وبقيادة موسى الصدر.
في سن السادسة عشر غادر إلى النجف في العراق لمواصلة دراسته هناك وبعد عامين عاد إلى لبنان مع قرار النظام هناك طرد المبتعثين اللبنانيين ، لكن رغم فترة وجوده القصيرة في النجف الا انه تعرف بأهم الشخصيات اللبنانية “موسى الموسوي ..
كان موسوي يكبر السيد حسن بثمان سنوات وعندما عادا إلى لبنان انضما للحرب الاهلية مع انتقالهما إلى منطقة النبي شيت بالبقاع والتي تعد مسقط راس الموسوي.
في العام الذي تلى عودة نصر الله إلى لبنان وقعت الثورة في ايران لينجح الثوار بقيادة الامام الخميني من اسقاط النظام السابق ، حينها التقى نصر الله بالإمام الجديد في طهران والذي بدوره عينه في العام 1981 ممثلا في لبنان لرعاية شؤون الحسبة وجمع الأموال الإسلامية”.
شكل الخميني وقبله موسى الموسوي وموسى الصدر لحظات فارقة في تاريخ الشهيد الجديد واثارا على مسيرته في الكفاح والنضال التي خاضها لاحقا.
في العام 1982 ، شكل حزب الله كقوات مقاومة لمواجهة الاحتلال الذي اجتاح أجزاء واسعة من لبنان بذريعة مواجهة المقاومة الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان مقر لإقامتها، ليتم اشهار الحزب في العام 1985 بقيادة صبحي الطفيلي رسميا حينها انضم كلا من نصر الله والموسوي والصدر وبعض قيادات حركة امل اليه رسميا ..
كان حينها عمر السيد حسن 22 عاما ، وبعد سنوات قليلة انتقال لاستكمال دراسته في قم بإيران بالتوازي مع مشاركته بالكفاح في لبنان قبل ان يتم تعيينه ممثلا لحزب الله في ايران رسميا.
في العام 1991 تم تعيين عباس الموسوي قائدا للحزب ، وبعد عام اغتال الموساد موسوي ليتم تعيين حسن نصر الله امينا عاما للحزب وكان عمره حينها يناهز الـ32 عاما.
بعد قيادته بدأ تفعيل الجناح السياسي للحزب حيث رشح عددا من قيادات الحزب للانتخابات مع انتهاء الحرب اللبنانية باتفاق الطائف ليتمكن الحزب من الفوز بـ8 مقاعد برلمانية لأول مرة.
وبالتوازي مع تفعيل الجناح السياسي اشتدت وتيرة المواجهة مع قوات الاحتلال التي كانت قد سيطرت على جنوب لبنان ووسع عملياته ضد اليهود خارجيا .. في عام 2000 اعلن الاحتلال الإسرائيلي انسحابه من جنوب لبنان بعد استنزاف دام لسنوات وهو ما عد انتصار لحزب الله الذي ظل يقاوم الاحتلال ، كما أن الاتفاق مع الاحتلال الذي اعقب الانسحاب الإسرائيلي وتم بموجبه اطلاق سراح 400 مقاومة فلسطيني ولبناني عزز مكانة حزب الله داخليا وخارجيا.
في العام 2005 حاولت قوى إقليمية على راسها الاحتلال اغراق لبنان بحرب أهلية مع استهداف رفيق الحرير المقرب من السعودية، وعندما فشلت العملية دخل الاحتلال بحرب على لبنان بعد ذلك بعام حيث استمرت المواجهات لأكثر من شهر تكبد خلال الاحتلال خسائر كبيرة واضطر للانسحاب مجددا ، حينها عادت شعبية حزب الله للصعود مجددا.
على مدى السنوات الأخيرة نجح حزب الله بقيادة نصر الله بإخراج لبنان من أزمات متتالية ابرزها الربيع العربي والازمة السورية إضافة إلى الازمة الاقتصادية وعد خلال الأشهر الأخيرة من عمر طوفان الأقصى بمثابة ايقونة المقاومة في العالم العربي وأعاد احياء الامل في روح العالمين العربي والإسلامي بكسر الاحتلال ..
وظل نصر الله حتى اخر لحظة في حياته يتمسك بنصرة غزة رغم الامتيازات والعروض السخية مقابل اتفاق ، لكنه فضل التضحية على خذلان غزة.