أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عزالدين القسام أبو عبيدة أنّ المعركة مستمرة والعدو يتكبد الخسائر يوماً بعد يوم، وإن مما يشرف مقاومتنا وحركتنا وكتائبنا في هذه المعركة، وفي كل مسيرتها، أنها تقدم الشهداء من قادتها قبل جنودها”.
متابعات ـ الخبر اليمني:
وقال “إن الاحتفاء الصهيوني باغتيال قادة حركتنا والمقاومة، وعلى رأسهم القائد المجاهد الكبير إسماعيل هنية رحمه الله، هو أكبر دليل على غطرسة العدو”.
وأكد أن “فرحة العدو باغتيال قادتنا، ومن بينهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، هي فرحة وهمية ومؤقتة، متى كانت الاغتيالات نهاية المطاف لحركات التحرر والمقاومة؟ تاريخ ثورتنا الفلسطينية والعربية مليء بالأمثلة التي تثبت عكس ذلك، فرحته ستنقلب حسرة”.
وقال إنه “لو كانت الاغتيالات نصراً، لكانت المقاومة انتهت منذ اغتيال الشيخ عز الدين القسام قبل 90 عاماً، ومع ذلك، استمرت المقاومة وازدادت قوة، ولو كان البطش وهدم البيوت والانتقام يوقف المقاومة، لما كان أبطال غزة يذلون العدو في كل شارع وزقاق بعد كل حرب”.
وأكد أن “الأبطال في الضفة اليوم ينتفضون ويقاتلون، رغم كل محاولات العدو لكسرهم منذ عملية السور الواقي قبل 22 عاماً، سياسة الاغتيالات ضد قادتنا هي خاتمة خير وعلامة نصر لنا، وحسرة وخيبة على المعتدين، الله سبحانه وتعالى وعد بنصر الأحرار، ونصر الله آتٍ”.
وشدد أبو عبيدة على أنه “نحن في كتائب القسام نعمل بإرادة الله، وعينه ترعانا، يخلف القائد عشرة، والجندي ألف مقاوم، هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، وتورث الأجيال حب المقاومة كما ورثناها عن أجيال من الأنبياء والصالحين والمجاهدين الذين ضحوا بدمائهم”.
وقال “يا أهلنا وشعبنا، يا أحرار العالم، نؤكد في كتائب عز الدين القسام بعد عام من معركة طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني، أن العمليات التي تجري اليوم في الإقليم، ومشاركة جبهات اليمن ولبنان بشكل خاص، هي مواقف مشرفة ومقدرة من شعبنا وضميره”.
وشدد على انه “رغم حجم التضحيات والجرائم الصهيونية ضد شعوب المنطقة، فإن عمليات المقاومة العراقية المتصاعدة والمشاركة الفعالة في المعركة هي دليل على وحدة المقاومة في كل الجبهات، نوجه تحية لكل قوى المقاومة في المنطقة، ولشعوبنا الشقيقة الحرة”.
وأضاف “نقول اليوم لإخواننا المقاتلين في حزب الله في لبنان إننا على ثقة بصمودكم وشجاعتكم في تكبيد قوات العدو الصهيوني خسائر كبيرة ومؤلمة، كما وعد الشهيد السيد حسن نصر الله في مواقفه المعهودة، إننا نراهن على بسالتكم وقوتكم في المعركة”.
وقال “لقد أنهكنا في غزة هذا الجيش المهزوم على مدار عام كامل بعد هزيمته المذلة في السابع من أكتوبر، وأفقدناه نسبة كبيرة من قدراته على الأرض، وقتلنا قوات نخبته المزعومة بالمئات، التحامنا وجهاً لوجه مع جنوده أثبت فشل طائراتهم ودباباتهم واستخباراتهم”.
وأكد أبو عبيدة مخاطباً مجاهدي حزب الله “نحن على يقين بأنكم في حزب الله ستكملون المهمة بكفاءة واقتدار إذا تجرأ العدو على ارتكاب الحماقات على أرض لبنان”.
وقال أبو عبيدة “لا يفوتنا أن نبارك جهود جبهة اليمن المباركة بقيادة أنصار الله، ونثمن الحراك الشعبي المليوني لأهلنا الأحرار في اليمن المعطاء، والهتافات الصادقة ونداءات أهل اليمن لله وللأقصى ترفع الرؤوس وتشهد لها الهمم”.
وأضاف “نقدر كل الحراك الشعبي من الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم، التي لم تتوقف عن مساندتنا منذ عام كامل في جميع القارات والدول دون استثناء، في دعم قضيتنا العادلة”.
وقال “ما يحدث اليوم في الضفة الغربية والقدس المحتلة من حرب وعدوان همجي، وخاصة مجزرة طولكرم، يؤكد أن جرائم العدو في غزة ليست استثناء، إنها سياسة ممنهجة تمارس في كل مكان يتواجد فيه شعبنا، حيث يسعى الاحتلال إلى تهجيرنا وقتل هويتنا بأساليب إبادة بطيئة”.
وتابع “قرارنا باشعال معركة طوفان الأقصى كان صرخة في وجه العدو والعالم الصامت، أو المتآمر، أو العاجز أمام قهر شعبنا، حكومة الاحتلال الحالية، بحقدها الإرهابي، لا تريد أن ترى فلسطينياً غرب نهر الأردن، هذا ما عبر عنه نتنياهو بخرائطه التي عرضها أمام العالم”.
وشدد أبو عبيدة، على أن “فهم شعبنا وشبابه المجاهد من كل الأطياف أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة، وأن السلاح لا يواجه إلا بالسلاح. في الضفة الغربية، من جنين إلى نابلس، لقن مقاومونا العدو دروساً قاسية، تذكيراً بأن شعبنا لن يتراجع حتى استعادة حقوقه كاملة”.
وأكد “وما عملية يافا الأخيرة وما سبقها من عمليات بطولية لمجاهدينا في الضفة إلا حلقة فيما هو قادم، إن كل الأهداف في أرضنا المحتلة مستباحة كرد على الإبادة الجماعية لشعبنا، تحية لمجاهدي ومقاتلي شعبنا الأبطال في جنين، وطولكرم، ونابلس، وكل المدن”.
وقال “يا مقاومي الضفة، لقد هزت عملياتكم كيان العدو، وندعوكم لتصعيدها للرد على عنجهية حكومة العدو النازية، آمال شعبنا وكرامته كانت دوماً رديفة لفوهات البنادق وضربات الرد المقدس ضد قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال، نحن على ثقة أن المقاومة ستواصل تصعيد ضرباتها”.
وقال للعدو بخصوص ملف أسرى العدو والتبادل، “نقول لجمهور الاحتلال وعائلات أسرهم إنه كان بإمكانهم استعادة أسراهم أحياء منذ عام، لو أن ذلك تماشى مع طموحات نتنياهو ومصالحه، لكانت الصفقة تمت، حرصنا منذ اليوم الأول على حماية الأسرى والحفاظ على حياتهم”.
وأوضح “لا يعقل أن نقصد قتل الأسرى أو إيذاءهم، فهذا ليس من تعاليم ديننا وهدفنا الإنساني من احتجاز الأسرى هو مبادلتهم بأسرانا وبحقوق شعبنا، ما حدث مع الأسرى الستة في رفح قد يتكرر طالما أن حكومة نتنياهو تتعنت وتضع العراقيل أمام صفقة التبادل”.
وأكد أبو عبيدة “لدينا تعليمات واضحة لكل المجموعات المكلفة بحراسة الأسرى: دخول أي منطقة اشتباك يعرض الأسرى لخطر نيران المعارك، وهذا ما حدث في حالات سابقة وربما يتكرر مستقبلاً، مصير أسرى العدو مرهون بتصرفات حكومته، فكلما طال تعنتها، ازدادت المخاطر على الأسرى”.
وأوضح أنه “بعد مقتل عدد من أسرى العدو بنيران جيشهم أو بتسبب حكومتهم، فإن حالة الأسرى المتبقين باتت صعبة للغاية، لا نستبعد أن يدخل ملفهم إلى نفق مظلم، ربما يخلق عشرات “رون أراد” جدد، ليكون ذلك أكبر دليل على فشل العدو الاستراتيجي والأخلاقي في تاريخه”.
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى، دعا أبو عبيدة “إلى أكبر تضامن إسلامي وعربي وعالمي مع الشعب الفلسطيني، ونطالب بالدعم العسكري والمالي واللوجستي للمقاومة، وبالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ومقاطعة العدو وحلفائه في كل مكان.”
كما دعا إلى “إطلاق أكبر حملة إعلامية عربية وإسلامية ودولية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، ومواجهة آلة الكذب الصهيو-أمريكية المضللة، نحث أيضاً على شن أوسع هجوم سيبراني على الكيان الصهيوني من جميع خبراء الحرب الإلكترونية ومؤيدي المقاومة.”
وقال “يجب أن يفهم الصهاينة أنهم منبوذون من كل العالم الحر، وأن مظلة العار التي توفرها لهم الإدارة الأمريكية وبعض الحكومات الغربية الأوروبية هي مظلة مثقوبة”.
كما دعا أبو عبيدة “نخب وعلماء الأمة إلى تجاوز التضامن القلبي واللفظي الخجول، إلا من رحم ربي، ونقول لعلمائنا ودعاة أمتنا: هل تنتظرون صباحاً تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، لا قدر الله؟”.
وقال “ونحن إذ ودعنا شهر مولد نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، فإن نصرته تكون بنصرة مسراه ومعراجه إلى السماء، الذي يدنسه شذاذ الآفاق كل يوم ويحاولون هدمه وتهويده، إن أضعف الإيمان هو استنفار العلماء في الأمة لتبيان حقيقة الصراع، وبيان شرعية وقدسية معركتنا وفريضة الجهاد للدفاع عن أقصانا وأرضنا المقدسة، بعيداً عن الخطابات الطائفية التي تفرق الأمة”.
واضاف أبو عبيدة “هذا هو المأمول منكم، يا أحفاد العز بن عبد السلام، وأحمد بن حنبل، وابن تيمية، وغيرهم من علماء الإسلام العاملين المجاهدين، لقد كانوا قدوة للأمة عبر العصور بمواقفهم الشجاعة في القضايا الكبرى، اليوم، نحتاج منكم شجاعة مماثلة في مواجهة الظلم والعدوان”.
وفي الختام وجه ابو عبيدة “التحية لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا في أعظم معركة من أجل دين الله ونبيه، ومن أجل قضيتنا العادلة التي عرفها التاريخ، الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، والتحية لشعبنا الصابر والمجاهدين الأبطال في كل الجبهات”.
وقال “ولا تهنوا في مواجهة الأعداء، فأنتم تعلمون، وهم يعلمون، وترجون من الله ما لا يرجن. وكان الله عليماً حكيماً. إنه لجهاد، نصر أو استشهاد”.