بتقرير ركيك وصياغة مهترئة، تكون الأمم المتحدة قد وضعت مسمار اخر في نعش علاقتها باليمن، فما تداعيات تقرير الخبراء الدوليين الأخير؟
خاص – الخبر اليمني:
لأول مرة منذ تشكيله قبل سنوات، يكشف فريق الخبراء الدوليين بشان اليمن عن وجهه الحقيقي وقد اصبح مجرد قناة أخرى للدعاية الامريكية – البريطانية – السعودية ضد اليمن واضعا الأمم المتحدة وهيئتها في اليمن على شفا جرف هار..
على مدى السنوات الماضية ، كان الفريق يحاول تصوير نفسه كمحايد ولو بإبقاء هامش من استعراض جوانب الحرب والحصار على اليمن، اما اليوم فقد تبنى هذا التوجه رسميا.
لا شيء جديد في التقرير ، فكل ما أورده الخبراء ظل المبعوث الأمريكي وسفراء أمريكا وبريطانيا والغرب وحتى السعودية والامارات تسويقه، من علاقة حركة انصار الله بـ”القاعدة” إلى جني أرباح ضخمة من عائدات العمليات اليمنية في البحر الأحمر وصولا إلى المزاعم حول تخزين الأسلحة في ميناء الحديدة الخاضعة لرقابة البعثة الدولية أصلا واستخدام مطار صنعاء لإرسال مقاتلين للتدرب بإيران ومرورا بالعلاقات الإقليمية والدولية بصنعاء.
جميع ما تضمنه التقرير كان مجرد أكاذيب وتضليل، وفق ما يراه خبراء، والواضح في التقرير ما تضمنته التوصيات والتي وصلت حد عكس حقد دفين ضد اليمن مع مطالبة التقرير حتى بإغلاق صفحات ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يسبق للأمم المتحدة في تاريخها وان هوت إلى هذا المستنقع حتى مع تفعيل السعودية ذاتها خلال سنوات الحرب لما عرفت بـ”دبلوماسية الشيكات” وضخها الملايين من الدولارات لأعضائها ومنظماتها ، لكن هذه المرة يشير التقرير على ان الفريق الدولي لليمن اصبحا مستباحا وجرد صرف صحي اخر وحان الوقت لإغلاقه..
بالنسبة لليمن عموما وصنعاء على وجه التحديد فالتقرير ليس مفاجئا في إطار الحرب التي تتعرض لها وتمولها اقوى الدول اقتصاديا، لكن المعيب فيه، كما يتحدث المسؤولين هنا، ان صياغة السفير السعودي كانت بارزة فيه ولم يتعرض التقرير للتنقيح حتى..
فعليا، يعد التقرير نتاج للدعاية الامريكية والبريطانية التي برزت مؤخرا في مجلس الأمن وتسعى من خلالها للضغط على اليمن لوقف العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن حيث التوقيت ، يتزامن مع تحشيدات أمريكية – بريطانية أيضا للتصعيد بالساحل الغربي لليمن، ومع انه لن يغير حقيقة الوضع على الأرض، الا انه قد يدفع صنعاء لسياسات اكثر تشددا تجاه التعامل مع الأمم المتحدة وهيئاتها باعتبارها من تقود التصعيد حاليا عبر تبرير الحصار وإيجاد غطاء دولي للحرب القادمة.