بعد أيام من المناورة والاستعراض العسكري في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وسط ترقب رد قوي غداة انشغال الأمريكيين بالانتخابات ، عادت ايران للحديث عن خفض التصعيد، فما ابعاد الخطوة ؟
خاص – الخبر اليمني:
خلال زيارته لباكستان المجاورة لبلاده، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عرافجي ان بلاده لا تريد التصعيد، رغم تمسكه بالدفاع عن بلاده وتأكيد حقها بالرد في الوقت المناسب .. هذه التصريحات تعد تراجعا على ما كان قادة إيرانيون يسوقونه خلال الايام الماضية من ترقب الرد وصولا إلى ابلاغ أمريكا ومصر ودولا أخرى باقترابه ناهيك عن الاستعراض العسكري الذي تم خلال الايام الأخيرة وابرزه استعراض اقوى صواريخ ايران الفرط صوتية من فتاح إلى خيبر شكن ومن منشات محصنة على بعد 500 متر تحت الأرض.
لم يتضح ما اذا كانت ايران قد قررت الغاء الرد ام تأجيله، لكن التصريحات هذه تشير إلى حدوث امر ما قد غير المسار الإيراني الذي تمسك بالرد وبقوة حتى في ذروة التهديد الأمريكي بنشر مزيد من القاذفات الاستراتيجية في قواعدها بالمنطقة والتي ردت عليها ايران باستعراض للغواصات قربها.
من حيث التوقيت ، يبدو بان هناك دور روسي قد تم وابطأ الهجوم الإيراني اذ جاء تصريح عرافجي بعد ساعات على اعلان وزارة الخارجية الروسية القاء كل ثقلها لمنع اندلاع حرب إقليمية وهو شعار ظلت ترفعه أمريكا خلال الأشهر الماضية في اطار الضغط النفسي على ايران لعدم الرد .. وما رافق التصريحات الروسية أيضا ابدائه رغبة بالتفاوض مع أمريكا وتفاؤلها بصعود ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة وهو الذي قال قبيل انتخابه بانه سيمنح الكرملين ضوء لضرب دول أوروبا .. ما يهم في الأمر هو تعزيز الروس تقاربهم مع طهران بإطلاق اثنين أقمار صناعية إيرانية ضمن نحو 500 قمر روسي جديد إضافة إلى إعادة النقاشات بشان فتح الممر الجنوبي بين الشمال والجنوب وهي خطوات تشير إلى محاولة الروس منح ايران امتيازات لتأجيل على الأقل ضربتها التي كانت متوقعة عشية الانتخابات الامريكية.
قد ترى روسيا بان ضرب ايران للاحتلال الإسرائيلي الذي تربطه علاقة جيدة بموسكو رغم التراشق الإعلامي، في هذا التوقيت لا يخدم استراتيجيتها وقد تكون نجحت بتعطيل الرد ولو مؤقتا لكن ليس من مصلحة ايران التأخر اكثر فصعود ترامب الذي لا يزال يضع ايران على راس أهدافه بتسويق مزاعم محاولات اغتياله قد يفقدها فرصة كبيرة كانت قائمة ، لكن يظل الامر متروك للساسة الإيرانيين لتحديد مالذي ينفع لبلادهم.