شهد الملف اليمني، الثلاثاء، تطورات سياسية وعسكرية مهمة ، فهل تسهم بتقريب اليمنيين ام ضمن ترتيبات لدفعهم نحو جولة صراع جديدة ؟
خاص – الخبر اليمني:
في العاصمة العمانية يكثف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرودنبرغ، وفق بيان مكتبه، لقاءاته بالوسطاء الإقليميين وممثلي القوى اليمنية سواء الموالية للتحالف او الثابتة على الأرض.
ومع أن اللقاءات تقتصر فقط على حركة انصار الله ، سلطة الامر الواقع شمال اليمن، وحزب الإصلاح الذي تم لفه ببقايا أحزاب وتكتلات جنوب البلاد ، الا انها من حيث التوقيت تحمل ابعاد عدة ابرزها تلك المتعلقة بالمفاوضات حول الملف الاقتصادي حيث لا يزال الحزب يسيطر على اهم مناطق النفط شمال وشرق البلاد وصولا إلى جنوب وسطه وهذه ربما تكون ورقة ناجحة بوضع الحزب على طاولة المفاوضات رغم انه لا يملك نفوذا على الأرض كقوى أخرى موالية للتحالف ابرزها المجلس الانتقالي الجنوبي.
من الناحية النظرية يبدو تقديم الإصلاح كممثل للقوى اليمنية الموالية للتحالف من شانه اذابة الجليد الذي يعترض طريق المفاوضات اليمنية بحكم سيطرته على هضبة حضرموت النفطية ومأرب ومناطق النفط في شبوة ، لكن فعليا يبدو التوصل إلى اتفاق أيا كانت مضامينه صعبا خصوصا في الجانب الاقتصادي نظرا لتضارب الاجندة الدولية والإقليمية حول مناطق النفط والغاز.
فالسعودية التي تقود حربا منذ العام 2015 على اليمن وترى في مناطق النفط شرق البلاد مكسب استراتيجي لها ، بدأت تصعيد ضد الحزب في وادي وصحراء حضرموت وهدفها انتزاع ورقته الرابحة بالمفاوضات ، بينما الأمريكيين رغم منحهم الحزب ضوء بالتفاوض مع صنعاء ودعمه سياسيا وماليا ينذر تصعيدهم في الشمال حيث كثفت الغارات الجوية بنسف اي تقارب نظرا لان صنعاء سبق وان رفضت ربط ملف العمليات المساندة لغزة باي مفاوضات حول اليمن.
قد يكون الحراك الاممي واللقاءات الغير مباشرة بين الإصلاح وحركة انصار الله جزء من ترتيبات للسلام في اليمن والتي تكللت سابقا بفتح طرقات هامة بين مناطق سيطرتهما غرب وشرق البلاد لكن توقيته لا يشير الا إلى ان أمريكا تحاول إعادة صياغة المشهد بتدبير حرب أهلية كاملة او تصويرها رغم فشل السعودية بتحقيق ذلك عل هذا يشفع لامريكا بدعم تصعيد عسكري يقوده الإصلاح تنفيذ لحماية الاحتلال الإسرائيلي.