عبثاً تحاول أمريكا تزيين “الوجه القبيح”!

غــــــــــزة

يومًا من الإبادة الجماعية

عدد المجازر 3,914
عدد الشهداء 44,502
عدد الجرحى 105,454

اخترنا لك

| الدكتور خيام الزعبي*

تعد أمريكا القطب المسيطر على العالم، فهي تزرع الشر وتدعي إنها تزرع الخير، فديمقراطية أمريكا وقوتها الإقتصادية ليست في حقيقة الأمر سوى نتيجة لجهودها المثمرة في خلق الفساد في المجتمعات العريقة عربية كانت أو لاتينية أو آسيوية من أجل سهولة السيطرة عليها وتنويمها مغناطيسياً بخطابات ممنهجة وأنظمة تعليمية موجهة أساساً إلى تغييب الشعوب عن الحقائق وتمييعها وإقناعها أنها تعيش الحرية المطلقة، فالتاريخ يؤكد إن أمريكا أينما ذهبت وأينما حلت، يذهب ويحل معها الدمار والخراب. وأما التساؤل الذي يثور هنا هو: كيف تلاعبت أميركا بمفهوم الإرهاب ليوائم مصالحها ؟

لو عدنا قليلاً بالتاريخ إلى الوراء لوجدنا تاريخ أمريكا مليء بالقتل فقد إستعبدت لكي تبني نفسها أكثر من 14 مليون إفريقي ومات منهم أكثر من2 مليون في عرض البحر بسبب الطريقة البشعة في نقلهم، ولكي تتوسع على حساب غيرها قتلت أكثر من مليون ونصف مكسيكي و إحتلت أراضيهم، ولكي تحمي نفسها قتلت أكثر من 6 مليون في الحرب العالمية بينهم 300 ألف في هيروشيما وناجازاكى اليابانية، ولكي تثبت قوتها قتلت أكثر من 2 مليون فيتنامي، ولكي تهيمن على جيرانها قتلت أكثر من 200 ألف في تينيدادا و نيكاراغوا وكوبا، ولكي تؤمن مصادر الطاقة والبترول قتلت أكثر من 2 مليون عراقي.

فأمريكا لم تقم في الأساس إلا على جرائم الإبادة الجماعية حينما أقامت دولتها متشدقة بحضارتها، على ملايين الجثث من الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، واللصوص والخونة الذين تم نفيهم من أوروبا إلى الأرض الجديدة، وهذا ما يجعلنا نعي هذا الحقد الذي تحمله على الحضارات العريقة وسعيها إلى تدميرها، حيث أتلفت أقوى حضارات العالم وهي بابل (العراق) وتحاول الآن تدمير أقدم عاصمة في العالم وهي (دمشق)، ولن يفاجئنا أن تدمر السودان واليمن وكل الدول العربية، فبقدر تفاجئها بالثورات كانت قدرتها على تطويعها لصالحها، فقد إستفادت إلى أبعد الحدود من ثروات النفط في ليبيا وزرعت الفوضى في مصر وتونس واليمن ولازالت تبحث عما يمكن إغتنامه من سورية.

وهنا يمكنني القول إنه من يظن بأنّ أمريكا راعية للسلام والديمقراطية فهو واهم و قد ملّ الشعب السوري من هذا الوجه القبيح لأمريكا وساستها منذ أكثر من 13 سنة فبدل أن تبادر إلى تقديم أفكار إيجابية تسهم في حل الأزمة السورية وتوقف النزيف الدموي، ذهبت إلى الحدود القصوى في التهيئة لتقسيم وتجزئة سورية.

بالتالي إن أمريكا كشفت عن وجهها القبيح عندما حاولت آن تتدخل في دول عربية بعينها فدعمت الجماعات الإرهابية تحت شعار النظام العالمي الجديد فهذه المنظمات هي صنيعة أمريكية لتدمير الوطن العربي، واليوم  تشن حروبها بوكالة بعض حلفائها في المنطقة، فتقتل أطفالنا وشبابنا، وتنهب خيراتنا، والأنكى أنها ترفع شعار الديمقراطية والحرية وتتعامل مع كل العالم بإعتباره غير ديمقراطي، ونحن في الشرق لم نر ديمقراطيتها إلا قتل ونهب وإحتلال، إعتادت على سوق حجج واهية تتغطى بها، وتريدنا أن ننسى ماذا فعلت قنابلها بأطفال فلسطين وليبيا وسورية والعراق واليمن والسودان والصومال وأفغانستان ويوغسلافيا، ولبنان، وتريدنا نسيان أنها استخدمت حق النقض “الفيتو” أكثر من 114 مرة، من بينها 80 مرة استخدمت هذا الحق لمنع إدانة حليفتها إسرائيل، وهي تعرف تماماً أن إسرائيل تحتل وتقتل، وتعتقل شعباً أعزل، وتحتل أراض الغير.

أشعلت الإدارة الأمريكية الأزمات والصراعات في المنطقة، وما تزال تمارس أساليب فرض الهيمنة على منطقتنا عن طريق إذكاء الصراعات وتأجيج الإنقسامات والنفخ في نار الخلافات الإقليمية، فالأزمات التي تواجهها العديد من الدول العربية حالياً، لم يكن لها أن تتفاقم على ما عليه من إقتتال وفتن، وتتحول إلى ساحات للمواجهات الدموية وإنتشار للأفكار التكفيرية والإرهابية، وإلى معاقل للمرتزقة، لولا يد الخارج التي تجد عوناً لها في الداخل يعمل في خدمة هذا الخارج معتقداً أن الخارج يحقق له مصالحه.

وأخيراً أختم مقالتي بالقول، فليرسموا ما شاءوا من حدود على الخرائط؟ فالعالم الآن أصبح يدرك أن أمريكا وإسرائيل هي مصدر الإرهاب الحقيقي، وأمام هذا الواقع لا بد من صحوة الضمير من قبل الشعوب العربية وأن تعي خطورة ما تقوم به الدول الاستعمارية من أهداف سعياً لتعزيز أمن إسرائيل والسيطرة على مقدرات البلاد.

فسورية ماضية في طريقها بثبات وإصرار على النصر والبناء، فاللعبة قد انتهت والمؤامرة قد كتب لها الفشل وسوف تستكمل سورية طريقها وقريبا سوف نرى النصر والتفاؤل بارقاً على أيدي أبطالنا الذي سوف يغير من مصير السوريين ويفتح أبواب الأمل للأجيال القادمة.

*جامعة الفرات

أحدث العناوين

Saudi forces’ artillery causes casualties in new shelling on Sa’ada border areas

Yesterday, Saudi border guards continued to target border areas in Sa’ada province, northern Yemen, causing damages.Follow-ups - Al-Khabar Al-Yemeni:Local...

مقالات ذات صلة